تزداد يوما بعد يوم فوضى المشهد السياسى البريطانى، بسبب استمرار عملية الخروج من الاتحاد الأوروبى، ورغم أن كثير من المراقبين توقعوا وضع حد لهذا الارتباك بعد استلام بوريس جونسون، مهام منصبه رئيسا للوزراء، إلا أن نهجه القائم على الخروج بأى ثمن فى 31 أكتوبر سواء بصفقة أم لا تسبب فى مزيد من الحيرة فى الأوساط البريطانية لاسيما تلك المتعلقة بالاقتصاد.
ونقلت صحيفة "الجارديان" عن أرقام صادرة عن الحكومة البريطانية، إن معظم شركات المملكة المتحدة التى تصدر فقط إلى الاتحاد الأوروبى لا تملك الأوراق التى تحتاجها لمواصلة أعمالها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بلا اتفاق.
وقال الديمقراطيون الليبراليون، إن الإحصائيات تظهر أنه الخروج من التكتل الأوروبى بدون صفقة، والذى يبدو على نحو متزايد أنه السيناريو المتوقع، سيكون "خيارًا سياسيًا غير مسئول كليًا".
لكن الحكومة شككت فى الإحصائيات، حيث أدعت أنه على الرغم من أن أقلية فقط من الشركات قد حصلت بالفعل على الوثائق الصحيحة، فإن هذه هى الشركات المسئولة عن الجزء الأكبر من الصادرات إلى الاتحاد الأوروبى.
وبعد مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبى، ستحتاج الشركات التى تتاجر مع نظيراتها فى الاتحاد الأوروبى إلى رقم تسجيل وتحديد هوية المشغل الاقتصادى (EORI) للامتثال للقواعد الجمركية.
وأوضحت "الجارديان" أن الشركات التى يمكنها تصدير واستيراد خارج الاتحاد الأوروبي لديها بالفعل رقم EORI، لكن التسجيل أصبح مشكلة ملحة بالنسبة لـ 245 ألف شركة التى تتاجر دولياً داخل الاتحاد الأوروبي فقط. سيكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بدون صفقة أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة لهم، فبدلاً من تطبيق القواعد الحالية خلال فترة انتقالية، يمكنهم فقدان فرص التجارة بعد 31 أكتوبر بدون رقم EORI.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "الإندبندنت"، إن استطلاع جديد صادم أجرى فى أعقاب زيارة رئيس الورزاء البريطانى، بوريس جونسون لإدنبره، كشف أن غالبية الاسكتلنديين سيصوتون بالموافقة على الاستقلال فى استفتاء آخر .
وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه فى ضربة كبيرة لمحاولات رئيس الوزراء لدعم الوحدة، أظهر استطلاع للرأى أجراه اللورد آشكروفت تأييد الاستقلال الاسكتلندى بنسبة 46 فى المائة، مقابل 43 فى المائة.
وأوضحت الصحيفة أن تأييد الاستقلال ارتفع إلى 52 فى المائة، مقابل 48 فى المائة، عندما تمت إزالة من قالوا إنهم لا يعرفون كيف سيصوتون أو قالوا إنهم لن يصوتوا.
وأشارت الصحيفة إلى أن جونسون سعى إلى وضع حماية الوحدة (بين ويلز وانجلترا واسكتلندا وأيرلندا الشمالية) فى قلب رئاسته للوزراء ، واستخدم الأيام القليلة الأولى في منصبه لزيارتهم.
لكن رحلته إلى أدنبرة شابتها حشود من المحتجين الذين صرخوا وهتفوا لدى وصوله لإجراء محادثات مع رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجيون.
واستجوب الاستطلاع عبر الإنترنت 1019 من البالغين فى اسكتلندا بين 30 يوليو و 2 أغسطس، بعد أيام فقط من زيارة جونسون إلى العاصمة الاسكتلندية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة