لهذا الوطن رجاله المخلصون، لا ينتظرون دعوة من أحد حتى يتقدموا الصفوف فى الأحزان قبل الأفراح، تجدهم يمدون يد المساعدة بصمت ويتطوعون للتخفيف من الآلام، أو يقدمون المساعدات المطلوبة أداء للواجب دون أن يتوقعوا شكرا أو مدحا أو بروزة صورهم فى وسائل الإعلام.
نجيب ساويرس وأحمد أبو هشيمة، رجلان من أهل مصر، أبناء بلد جدعان يعرفون الأصول ويهرعون إلى أداء الواجب، لم تمر علينا خلال السنوات الأخيرة مناسبة تهم البلد إلا وكان كل منهما سباقا إلى المساهمة وتقديم يد المساعدة أو التطوع بما يلزم ، خصوصا فى الأزمات والملمات. ولم تمر مناسبة سعيدة إلا وكانا فى مقدمة المشجعين والداعمين والمهنئين ليعيدا إلى الأذهان الصورة الزاهية لرجل الأعمال الوطنى المتفاعل مع مجتمعه وصاحب المسئولية.
رجل الأعمال نجيب ساويرس
نجيب ساويرس ، الصعيدى الشهم ،صاحب المواقف التى تدل على مصريته الأصيلة ووطنيته ، لم يترك مناسبة وطنية أو قطاعا يتطلب المشاركة والبناء إلا وشارك فيه ، سواء سلط الإعلام الضوء على مشاركاته أو تغافل عنها ، ومنها على سبيل المثال ، تنفيذ 261 مشروعًا تنمويا بـ 600 مليون جنيه فى الصعيد ، ما بين تطوير 30 مدرسة مجتمعية صديقة للطفل بمحافظتى سوهاج وأسيوط بهدف تحسين جودة التعليم الابتدائى وتوفير فرصة ثانية للأطفال المتسربين من التعليم فى المناطق الأكثر فقرًا بالصعيد وتطوير 15 مدرسة فى محافظة قنا ، إلى توفير القروض اللازمة لإقامة مشروعات صغيرة لأكثر من 700 عامل من العائدين من ليبيا وأسرهم وتبرعه وعائلته بنحو 3 مليارات جنيه لصندوق تحيا مصر ، ومساهمته بـ100 مليون جنيه في شهادات استثمار قناة السويس الجديدة، كما كان من أوائل المتبرعين لإعادة تأهيل وترميم معهد الأورام بعد الحادث الإرهابى الأخير.
نجيب ساويرس وأحمد أبو هشيمة كنا نقول دائما إن طلعت حرب باشا هو النموذج الأمثل لرجل الأعمال الوطنى الذى يتصدى لإنشاء المشروعات القومية التى تساعد على النهوض بالبلد ، وتدشين المشروعات التى تخص عموم المصريين ، ومن طلعت حرب إلى زمننا الحاضر جرت فى النهر مياه كثيرة ، ولم تعد مصر محتلة من البريطانيين ، كما توالت الحكومات والعهود الوطنية التى تصدت لإنشاء المشروعات القومية التى تهم القطاع العريض من المصريين ، ولكن مع إفساح المجال للقطاع الخاص للإسهام فى البناء ، أصبح على رجال الأعمال مسئولية مشتركة ومهام مضاعفة ، ففضلا عن المشاركة فى المشروعات الكبرى فى قطاعات الصناعة والزراعة والبناء ، أصبح عليهم المسئولية الاجتماعية فى تقديم الدعم من خلال المجتمع المدنى الفاعل والجمعيات الأهلية أو المبادرات التى تطلقها الدولة.
وقوف نجيب ساويرس إلى جانب البلد لم يكن فقط بالبناء والتعمير وإنشاء المشروعات الضخمة التى توفر فرص عمل كثيرة للشباب المصرى ، بل وقف عكس اتجاه الريح فى عهد الإخوان وهاجم سياساتهم ومحاولات استعانتهم بالقوى الإقليمية لاختطاف البلد ، بينما خاف غيره ولم يفصحوا عن مواقفهم خوفا من حسابات المكسب والخسارة السريعة.
وعندما طالبه أهالى سوهاج بالاستثمار فى مسقط رأسه وإقامة المشروعات التى تفيد الشباب هناك وتوفر لهم فرص العمل أعلن استجابته وذهب للقاء المحافظ أحمد الأنصارى لبحث احتياجات المحافظة والفرص الاستثمارية التى يمكن أن توفر فرص عمل كثيفة وتحقق نقلة تنموية لإحدى المحافظات المصنفة ضمن الأعلى فقرا فى مصر ، وأعلن عن مشروعات تم التباحث بشأنها مبشرا أهالى مسقط رأسه بمشروعات جديدة قريبا.
ومن المواقف الصلبة والدعم المستمر للبلد إلى الإسهام فى إثراء القوة الناعمة المصرية بالمهرجانات السينمائية العالمية والجوائز الأدبية ، وهو القطاع الذى يحتاج مزيدا من الإسهامات من رجال الأعمال المثقفين الواعين بقدرات بلدهم وكيف أن قوة مصر الناعمة هى إحدى أهم مقومات بلدنا ، فكان مهرجان الجونة الدولى الذى حقق نجاحا عالميا وجوائز ساويرس الثقافية التى سدت جزءا من الفراغ فى هذا المجال.
ومن نجيب ساويرس إلى أحمد أبو هشيمة ، رجل الصناعة العصامى .. الذى لم يكن تبرعه الأخير لمعهد الأورام بمليون جنيه إلا حلقة بسيطة فى سلسلة تبرعاته وإسهاماته فى بناء البلد والاستجابة السريعة للمشروعات الوطنية والأحداث التى تستدعى المشاركة ، فالرجل تبرع بمبالغ تتجاوز أربعمائة مليون جنيه فى مشروعات وصناديق ومبادرات تخص الفئات الأكثر احتياجا ، من صندوق تحيا مصر لمستشفى أبو الريش اليابانى والمنيرة ودعم افتتاح قناة السويس الجديدة وحملة مكافحة برد الشتاء ودعم الغارمين و الغارمات وإنقاذ القرى المتضررة من السيول بمحافظة البحيرة ودعم المؤتمر الاقتصادي الأول بشرم الشيخ ومستشفى أورام الأقصر وإعادة إعمار القرى الأكثر احتياجا ورفع كفاءة دور المسنين وذوي الاحتياجات الخاص.. أبوهشيمة كان على رأس القطاع الخاص فى التمسك بالاستثمار داخل مصر بعد ثورة 25 يناير بضخ مليار دولار فى 4 مصانع حديد تسليح تستخدم أحدث تكنولوچيا صديقة للبيئة ويعمل بها 5 الاف عامل.
كان أبو هشيمة حريصاً على رفع وتعظيم شعار الرأسمالية المجتمعية وساهم فى تغير نظرة المجتمع لرجال الاعمال من خلال تفاعله المستمر مع مشاكل المجتمع وأهمية مشاركة القطاع الخاص فى التنمية فمن جملة التبرعات التى تجاوزت 400 مليون جنيه ساهم مع وزارة الاوقاف فى حل أزمة السكر ومع دار الافتاء المصرية فى دعم حملة نشر الإسلام الوسطي بإفريقيا وتبرع لمستشفى أورام الاقصر ورفع كفاءة دور المسنين وذوي الإحتياجات الخاصة ولا ننسى الحملات الإعلانية لدعم ثورة ٣٠ يونيو في جنوب إفريقيا وتيچيريا والكونغو وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكي ، وتنظيم حملات THE NEW EGYPT و INVEST IN EGYPT في نيويورك وداڤوس وبرلين لدعم الاقتصاد المصرى وتشجيعاً على الاستثمار فى مصر وتصحيح الصورة الذهنية عما يحدث فى مصر أمام الغرب بالاضافة لدعمه منتدى إفريقيا الكوميسا بشرم الشيخ ومن قبل حملة توفير الطاقة
تبرعات أحمد أبو هشيمة للمشروعات والمبادرات المجتمعية تأتى من واقع شعوره بمسئوليته المجتمعية وإيمانه بأن خدمة أهله ومجتمعه تصنع حالة صحية للمجتمع ككل، وتجعل فكرة التكافل قائمة بقوة بما يقوى ويدعم النسيج المجتمعى ويجعله على قلب رجل واحد لا يخشون شيئا أو أحدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة