"يا حمام الحمى سلّم لى على الحبيب".. اليوم السابع يرصد عشق المصريين له فى الحرم ..يحضرون طعامه من القاهرة والتقاط السيلفى بجواره.. ويداعبونه بأغانى أم كلثوم.. وأصله يعود لحمامتى "الغار" أو سلالة طير الآبابيل

الخميس، 08 أغسطس 2019 08:00 ص
"يا حمام الحمى سلّم لى على الحبيب".. اليوم السابع يرصد عشق المصريين له فى الحرم ..يحضرون طعامه من القاهرة والتقاط السيلفى بجواره.. ويداعبونه بأغانى أم كلثوم.. وأصله يعود لحمامتى "الغار"  أو سلالة طير الآبابيل الحرم الشريف
رسالة مكة المكرمة ـ محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يا حمام الحمى سلّم لى على الحبيب اللى عاش طول حياته فى الدنيا كالغريب.. قول له مشتقين يا طه للقائك عن قريب.. وصل للنبى سلامى وقوله يا أحب حبيب"، لا أحد ينسى هذه الكلمات المبهجة لـ" شمس إبراهيم" وهو يغنى لحمام الحرم.

أسراب الحمام وهى ترفرف فى السماء بمحيط الكعبة المشرفة ترفرف معها القلوب، وتسرح خلفها العيون، وتسر الناظرين إليها.

مشهد من وجود حمام الحمام بالحرم

حمام الحمى مشهد أصيل من رحلة الحج، فلا يمكنك أن تتحرك سريعاً دون أن تتوقف وترصد حمام الحمى المنتشر بالشوارع الجانبية للحرم، خاصة فى شارع إبراهيم الخليل، حيث يتجمع حوله الحجاج وضيوف الرحمن يستمتعون بهذا المشهد الجميل.

تتفاوت ردود الأفعال من ضيوف الرحمن فور مشاهدتهم لحمام الحمى، فمنهم من يبادر ويخرج هاتفه المحمول ويلتقط معهم صور "السيلفي" وآخرين يشاركون ذويهم وأصدقائهم صور للحمام والبعض يبث مقاطع فيديو لهذا المشهد الرائع.

المصريون كعادتهم لهم تعامل مختلف مع الأشياء، ولهم بصمتهم فى كل مكان يذهبون إليه، حيث يحرص المصريون من ضيوف الرحمن على شراء الذرة والأكل لحمام الحمى قبل تحركهم من القاهرة، ويقدمون الأكل للحمام الذى يلتف حول الحجاج المصريين للحصول على الذرة التى أحضروها من القاهرة ومدن مصر وحواضرها.

محمود عبد الراضي

"الحمام بيحب المصريين" هكذا يتردد، فى ظل حرص الحجاج المصريين على إحضار الأكل للحمام والتعامل معه برقى ورفق والتقاط الصور معه فى هدوء.

 ويعد حمام الحرم أحد أهم الطيور التى تنعم بالأمن والأمان فى هذا الكوكب، دون أن يتجرأ أحد على تفزيعها أو اصطيادها، ودون قوانين وضعية أو أممية، ولكنه قانون واحد يحمى "حمام الحمى" فى تلك الأرض، هو قانون الله تعالى عبر دينه الحنيف، وهو ما جعل العديد من الناس يترزقون من وراء هذا الطير، حيث يحرص سكان مكة وزوارها على أن يشتروا الأطعمة الخاصة به وينثروها على الأرصفة لينعم الحمام بالتقاطها فى طمأنينة وسلام.

وعلى جسر الحجون المجاور لمقابر المعلاة تتواجد أطياف من هذا الحمام، حيث وفرت له السعودية منذ أكثر من عشرة أعوام ستة أبراج خاصة به على قمة مظلات شارع المسجد الحرام بجوار الجسر، ويحرص العديد من الأشخاص على التواجد هناك كل صباح لأجل تغذيته بشراء أكياس الحب، ونثرها ليقتات منها حمام رب البيت، كما يحب أهالى مكة أن يسموه.

حمام الحمى يزين الطريق

ولهذا الحمام ميزة عن بقية الطيور أن حمام الحرم يختلف تماما عن بقية الطيور الأخرى، إذ يتصف بلون شديد الزرقة من رأسه لرقبته وطرف جناحيه وذيله الأسود، أما الجزء المتبقى من جسده فلونه أزرق يميل إلى البياض، وفى جناحيه وذيله خطان أسودان لا يوجد مثلهما فى غيره، وهى بمثابة الإشارة إلى أنه الرمز المميز له، كما أن هذا الطير لا يعشش فوق الكعبة، ولا يحلق فى سماء البيت العتيق، وإنما فقط يطوف حوله.

ورصد اليوم السابع فى معايشة وجولات بالشوارع المحيطة للحرم انتشار هذا الحمام بشكل كبير، خاصة فى منطقة المسفلة وتواجد الحجاج المصريين بكثرة بمحيط تجمعات حمام الحمى.

وحول أصل حمام الحمى المنتشر فى الأراضى المقدسة تتعدد الروايات، فيقال يعود إلى الحمامتين اللتين عششتا على الغار أثناء هجرة النبى صلى الله عليه وسلم، فكان جزاؤهما الطيب أن يعيشا هما وذريتهما آمنين فى الحرم، ويقال أنه من سلالة الطير الآبابيل الذى دافع عن الكعبة ضد إبرهة وفيله كما حكى القرآن الكريم، ويقال أن هذا النوع من الحمام هو محبوب أهل مكة، لأنه ارتبط بهم وارتبطوا به، فكان العشق المتبادل بينهم.

حمام الحما

ويقول الدكتور فواز الدهاس، أستاذ التاريخ فى جامعة أم القرى، وفقاً لصحيفة المدينة السعودية، أن حمام الحرم له خصوصية عن غيره من حمام العالم أجمع، كما أن العدد الهائل الموحد له كان من أكبر ميزاته ولهذا تكاثر فى مكة المكرمة، وبالتالى حرمة صيده فى البلد الحرام سببت هذا التكاثر، كما أن السلف أخذوا بأحاديث منع تنفير طير الحرم، حتى أن البعض منهم كما روى كان يفدى إذا تسبب فى قتل أحد هذه الطيور.

وزائر مكة المكرمة بعد أن يؤدى نسكه، فإن أكثر ما يمتع به ناظريه هو حمام الحمى، الذى تغنت به أم كلثوم من كلمات بيرم التونسى "فوقنا حمام الحمى، عدد نجوم السما..طاير علينا يطوف، ألوف تتابع ألوف".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة