الجيش الجمهورى الأيرلندى يعود للظهور إثر "بريكست"

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019 05:11 م
الجيش الجمهورى الأيرلندى يعود للظهور إثر "بريكست" إلقاء قنابل حارقة على الشرطة فى "لندندرى" بأيرلندا الشمالية فى إبريل 2019 - PA
كتبت حنان فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد أيرلندا الشمالية إحدى مشكلات "بريكست" التى لا تنتهى، فالبلد التابع للمملكة المتحدة يتمتع بحريات واسعة تتعلق بالتجارة وحرية الحركة بينها وبين الجمهورية الأيرلندية، طبقا لاتفاقية "الجمعة العظيمة" التى على إثرها انتهت دوامة من العنف فى القلب منها "الجيش الجمهورى الأيرلندى" وانتهت دعوات الانفصال عن بريطانيا والانضمام للجمهورية الأيرلندية.
 
ولكن اليوم، يهدد "بريكست" بنود اتفاقية السلام هذه، فسوف تخرج أيرلندا الشمالية من الاتحاد الأوروبى وتظل الجمهورية الأيرلندية ذات الأغلبية الكاثوليكية الساحقة داخل التكتل الكبير.
 
وقد زار رئيس الوزراء البريطانى "بوريس جونسون" عاصمة الجمهورية الأيرلندية دبلن، أمس الإثنين، ليلتقى بنظيره "ليو فرادكار"، وقالا فى بيان مشترك إنه "تم التوصل لأرضية مشتركة فى بعض النقاط، ولكن تظل هناك ثغرات كبيرة". فهل تؤدى هذه "الثغرات" لإنشاء حدود صارمة وحقيقية فى الجزيرة الأيرلندية وقوانين معرقلة للتجارة فيها؟ 
 

شباب كاثوليك: نحن نكره الملكة"... ونواب: "بريكست" ذريعة لعودة العنف

 
تعد هذه التحفظات وقودا لعودة العنف على مستوى الجماعات المسلحة فى شمال الجزيرة على يد من يدعون أنفسهم بـ"الجيش الجمهورى الأيرلندى الجديد". فاليوم، الثلاثاء، تم العثور على سيارة مفخخة فى "لندندرى" بأيرلندا الشمالية فى محاولة لاغتيال ضباط شرطة، حسب قول المحققين، وهذا بعد إرسال 80 شرطى للقيام بعملية تستهدف المعارضين الجمهوريين، وهى العملية التى أُلقى فيها 40 قنبلة حارقة على الضباط من قبل عشرات الشباب.
 
ومجتمعيا، يشعر المسؤولون فى أيرلندا الشمالية وبريطانيا بالقلق إزاء انتشار النزعة القومية الأيرلندية والطائفية فى المنطقة، إذ بدأت فى الظهور عدة فيديوهات لأطفال وشباب كاثوليك ينشدون أغانى موالية للجيش الجمهورى الأيرلندى ويقولون "نحن نكره الملكة". ويمثل الكاثوليك نسبة كبيرة فى أيرلندا الشمالية، ولكن يظل البروتستانت يمثلون نسبة لا يستهان بها، ولذا ظهرت فيديوهات أخرى لشباب يتغنون بكراهية الكاثوليك. 
 
وقامت الحكومة فى أيرلندا الشمالية بنشر إعلانات عليها صورا لشباب دامى وتقول إن "الجماعات المسلحة لا تحميك، بل تسيطر عليك". 
 
 
يذكر أنه لقت صحفية أيرلندية مصرعها فى إبريل الماضى أثناء تغطيتها لأعمال شغب فى "لندندرى" من قبل الجيش الجمهورى الجديد، الذى أعلن مسؤوليته عن مقتلها فيما بعد برصاصة فى الرأس كانت تستهدف ضباط شرطة.
 
وسبق ذلك الحدث إرسال طرود مفخخة لمحطة قطار "ووترلوو" فى لندن ومبانى بالقرب من مطارى "هيثرو" و"لندن سيتى" و "جامعة جلاسكو" فى مارس الماضى، وتبعها العثور على قنبلة تحت سيارة ضابط فى بلفاست فى يونيو، الأمر الذى أعلن الجيش الجمهورى مسؤوليته عنه. وفى يوليو، وقعت محاولة اغتيال لضابط فى مقاطعة "أرما" الأيرلندية الشمالية، وفى أغسطس انفجرت بالفعل قنبلة فى مقاطعة "فيرماناغ"، وهو ما وصفته الشرطة بالفخ لقيادة خبراء المفرقعات لحتفهم، بحسب تقرير لصحيفة الديلى ميل. 
1
 
وفى تصعيد للأمور، تبنى ملثم يمسك سلاحا، فى لقاء على التليفزيون السويدى الأسبوع الماضى، هجومى "فيرماناغ" و"أرما"، مؤكدا أن متطوعين بالجيش الجمهورى قاموا بالعمليتين، ومهددا بأن هذه العمليات سوف تستمر ردا على تواجد القوات البريطانية بالبلاد.  وأضاف أن "بريكست" لا يهم بقدر ما يهم خروج القوات البريطانية من أيرلندا الشمالية، حسبما نقلت عنه  الديلى ميل.
 
وقال "كولم إيستوود"، عضو "جمعية أيرلندا الشمالية" التشريعية، إنه "يتم التلاعب بالشباب فى هذا المجتمع ويخاطرون بمستقبلهم نتيجة لذلك، ولهذا أرجو من الآباء أن يتواصلوا مع أولادهم ولتجنيبهم طريق الأذى، فلن يُحتجز الناس هنا رهينة من قبل أولئك الذين يريدون دفعنا للوراء"، طبقا للصحيفة.
وأما السياسيون الموالون للمملكة المتحدة فى أيرلندا الشمالية، وبالرغم من زيادة وتيرة العنف بعد استفتاء "بريكست" في 2016، فيتمسكون بأن "بريكست" ليس عذرا أو سببا للعنف لأن مثل هذه الأعمال كانت موجودة قبل هذا العام المصيرى. 
فقال عضوى الحزب الاتحادى الديموقراطى الموالى للملكة، "جوردن ليونز" و"جيم ويلز"، إن الجماعات المسلحة فى البلاد تتخذ "بريكست" ومسألة الحدود بين جيرانهم فى الجمهورية الأيرلندية كذريعة لتتمكن من تجنيد الشباب والاشتراك فى أعمال العنف. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة