لا شك أن التغيرات المناخية باتت تتصدر مخاوف العالم فى الأونة الأخيرة ، فى ظل التغيرات المناخية العنيفة التى يشهدها العالم، وباتت أحد أبزر اهتمامات الكثير من الدول خاصة التى شهدت تغيرات مناخية حاده غير متوقعة .
وللحديث عن التغيرات المناخية لابد فى البداية أن نفهم ماذا يعنى تغير المناخ وما هى أسبابه ، وللإجابة على هذا التساؤل فببساطة يمكننا تعريف التغير المناخى بأى تغير مؤثر وطويل المدى فى معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة، ومعدل حالة الطقس يشمل درجات الحرارة، وحالة الرياح، و هذه التغيرات يمكن أن تحدث بسبب العمليات الديناميكية للأرض كالبراكين، أو لأسباب قوية خارجية كالتغير فى شدة الأشعة الشمسية أو سقوط النيازك الكبيرة، ومؤخراً بسبب نشاطات الإنسان.
وتمثل نشاطات الإنسان فى الأونة الأخيرة أحد أهم العوامل التى تشكل سببا رئيسيا فى التغيرات المناخية ، ويحدث التغير المناخى أيضا لعدة أسباب بينها رفع النشاط البشرى لنسب غازات الدفيئة فى الغلاف الجوى الذى بات يحبس المزيد من الحرارة، والتلوث بأنواعه الثلاث البرى والجوى والبحرى، ونشاطات الإنسان مثل قطع الغابات وحرق الأشجار مما يؤدى إلى اختلال فى التوازن البيئى، والثورات البركانية.
ولو تحدثنا عن وضع مصر وطرحنا تساؤلا هل تغير مناخ مصر فى الأونة الأخير وما السر فى درجات الحرارة المرتفعة التى شهدتها مصر مؤخرا ؟ فنجد أن الإجابة بالفعل بسبب التغيرات المناخية التى تؤثر على العديد من دول العالم بينها مصر ، وهو ما يجعلنا قد نطرح تساؤلا أيضا هل تغير وصف مناخ مصر الذى عرفناه منذ الصغر فى كتب المدرسة "حار جاف صيفا .. دافئ ممطر شتاء" .
فبهذه العبارات "حار جاف صيفًا.. دافئ ممطر شتاء".. تربينا وغيرنا من أجيال من المصريين على توصيف مناخ مصر فى المناهج الدراسية لعقود كثيرة، ولكن الأمر اختلف اليوم وأصبح وصف مناخ مصر بهذه العبارة ينظر له كثيرون باعتباره خطأ علميا بسبب التغيرات المناخية التى شهدتها مصر ودول العالم مؤخرا.
ولو نظرنا لطقس مصر فى الآونة الأخيرة سنجد أنه تغير على مدار الفصول الأربعة ويشهد العديد من التقلبات غير المتوقعة فى بعض الفصول وهو الأمر الذى دفع الهيئة العامة للأرصاد الجوية على تشكيل لجنة مؤخرا تعمل على دراسة مناخ مصر على مدار السنوات الماضية ودراسة طبيعة ما شهده المناخ للوقوف على طبيعة التغيرات التى طرأت على مناخ مصر والخروج بتقرير شامل يوضح بشكل دقيق توصيفا لمناخ مصر فى الأونة الأخيرة.
وعن طبيعة هذه اللجنة ودورها ، كشف الدكتور أحمد عبد العال رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن اللجنة مشكلة من قبل الهيئة ودورها إعادة دراسة ومناخ مصر ووصف مناخ مصر فى ضوء التغيرات المناخية التى يتعرض لها العالم وتتأثر بها مصر فى الأونة الأخيرة .
وأضاف رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن اللجنة تضم خبراء من الهيئة ومن قسم المناخ وأستاذة جامعات متخصصين ، لافتا إلى أن اللجنة تعقد اجتماعات دورية وتدرس مناخ مصر على مدار 50 سنة مضت ، موضحا أن هذا اللجنة تدرس البيانات المناخية الخاصة بالطقس والخرائط وتوزيعات الضغط الجوى .
وكشف رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن هذه اللجنة متوقع أن تنتهى من عملها بنهاية العام الحالى وتسعى للخروج بكتيب وتقرير كامل يوضح وصف شامل لمناخ مصر فى ضوء التغيرات المناخية يتم إرساله للجهات المعنية من بينها وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى .
وفى نفس السياق ، كشف الدكتور هشام العسكرى أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظام الأرض بالولايات المتحدة الأمريكية، أنه بالفعل فى ظل التغيرات المناخية التى تشهدها مصر والعالم كافة ، تغير مناخ مصر كثيرا فلم يصبح كما عرفناه فى الكتب التى تصف بأنه حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء".
وحذر أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظام الأرض بالولايات المتحدة الأمريكية، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، من تأثر مصر بشكل كبير بالتغيرات المناخية التى تضرب العالم كافة وأن مناطق الدلتا ستكون من أكثر المناطق التى ستتأثر بالتغيرات المناخية ، لافتا إلى أن درجات الحرارة التى شهدتها مصر مؤخرا غير متوقعة.
وأضاف أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظام الأرض بالولايات المتحدة الأمريكية، أن التغيرات المناخية تحدث بشكل قاسى وستزيد درجات الحرارة وستتغير مواعيد زراعة العديد من المحاصيل ، لافتا إلى أنه من المهم التعرف على طبيعة المناخ وتوصيف المناخ فى مصر فى ضوء التغيرات المناخية واتخاذ اللازم من التدابير والإجراءات لمواجهة هذه التغيرات على المدى البعيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة