أكد ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، اليوم الخميس، أن تعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا، يمثل أولوية مطلقة للسياسة الخارجية البيلاروسية.
وقال لوكاشينكو، خلال تلقيه أوراق اعتماد سفير روسيا فى مينسك، دميترى ميزينتسيف، حسبما ذكرت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية: "بلادكم هى الشريك الاستراتيجى الرئيسى والحليف لبيلاروسيا، وعلاقات شعبينا الشقيقين مثبتة بصلات الصداقة وحسن الجوار والتاريخ المشترك، تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية متعددة الأوجه مع روسيا يمثل أولوية مطلقة للسياسة الخارجية البيلاروسية".
ونوه لوكاشينكو، إلى أنه يتم الآن إيلاء اهتمام خاص لقضايا بناء دولة الاتحاد، وقال: "لقد اتفقنا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أنه قبيل الموعد المهم، الذكرى العشرين لتوقيع معاهدة إنشاء دولة الاتحاد، ينبغى اتخاذ قرارات ملموسة بشأن مواصلة استراتيجية تطوير التكامل، وقد فعلنا ذلك".
وفى سياق متصل، أكد رئيس بيلاروسيا أن بلاده مستعدة لبناء علاقات حسن جوار براجماتية مع الاتحاد الأوروبي، لا تعنى ضرورة اختيار مينسك أولوية بين الشرق والغرب.
وقال فى مراسم تسلم أوراق اعتماد سفراء 13 دولة: "نهدف إلى بناء علاقات حسن جوار وعمل مع الاتحاد الأوروبي، والتى لا تنطوى على خيار بين الشرق والغرب، صحيح أن الاتحاد الأوروبى لا يطلب ذلك منا، وإن هذا سوف يسهل إلى حد كبير، التقدم المحرز فى الربط بين عمليات التكامل الأوروبية والأوراسية".
وأضاف "فى السنوات الأخيرة، تمكنا من إحراز تقدم كبير فى الحوار مع الاتحاد الأوروبي، الذى يعتبر بالنسبة لنا أحد أهم الشركاء التجاريين، وهو مصدر مهم للابتكارات اللازمة لتحديث وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد البيلاروسى".
وأشار الرئيس البيلاروسى إلى أن تطوير التعاون الشامل مع الدول المجاورة - دول منطقة البلطيق - لا يزال يمثل أولوية دائمة لمينسك.
وقال لوكاشينكو "بيلاروسيا ولاتفيا مرتبطتان ليس فقط، بقربهما الجغرافى ومصالحهما الاقتصادية المشتركة، بل أيضاً من خلال ترابط التقاليد والثقافتين والتاريخ عبر قرون طويلة".
ونوه لوكاشينكو، إلى أن بيلاروسيا مهتمة ببناء تعاون متنوع مع ألمانيا، التى تُعد من أهم الشركاء السياسيين والاقتصاديين لمينسك فى أوروبا والعالم. وقال "على الرغم من التاريخ الصعب للعلاقات البيلاروسية ـ الألمانية، فإننا اليوم متحدون بفضل المصالح المشتركة، أولاً وقبل كل شيء، ضمان الأمن والاستقرار والازدهار فى أوروبا"، مؤكدا أنه يعول على تكثيف التعاون الثنائى بين البلدين، لا سيما فى المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية ، حيث توجد إمكانات كبيرة.
وأشار لوكاشينكو إلى أن مينسك مستعدة لمزيد من التطوير البناء للعلاقات مع بريطانيا فى جميع المجالات الرئيسية، وقال "إن للحوار مع المملكة المتحدة أهمية خاصة، بالنظر إلى قرار الشعب البريطانى بمغادرة الاتحاد الأوروبى والدور الجديد للبلاد على الساحة الدولية، نحن مهتمون بمواصلة توسيع التعاون التجارى والاقتصادى والاستثمارى مع المملكة المتحدة، وملء الحوار التجارى الحكومى الدولى بمحتوى اقتصادى جاد ومشاريع ملموسة واسعة النطاق ".
وكانت العاصمة الروسية موسكو، قد استضافت فى 25 ديسمبر 2018، جلسة محادثات بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين والبيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، تركزت على موضوع أسعار الطاقة والتعديلات على قانون الضرائب الروسية، وتوصلت مينسك وموسكو إلى اتفاق على إنشاء مجموعة عمل لحل القضايا وتعزيز التكامل، وبعد ذلك تبادل الطرفان مقترحات للتعاون.
وشارك لوكاشينكو ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، فى الجلسة العامة لمنتدى أقاليم البلدين، فى تموز/يوليو الماضي، فى سان بطرسبورج ، وجرى اجتماع ثنائى بينهما أيضًا.
وعقب الاجتماع ، أصدر بوتين ولوكاشينكو تعليمات بوضع برنامج لتعميق التكامل و"خريطة طريق" لتنفيذه، بحلول بداية شهر ديسمبر المقبل، عندما يتم الاحتفال بالذكرى العشرين لإقامة دولة الاتحاد.
وفى 6 سبتمبر الجاري، فى مقر "جوركي" للرئاسة الروسية، قام قادة روسيا وبيلاروسيا بالتوقيع، بالأحرف الأولى، على برنامج عمل متكامل، بالإضافة إلى الإقرار بقائمة تضم 31 خريطة طريق.
يذكر أن روسيا وبيلاروسيا وقعتا يوم 2 أبريل عام 1997 معاهدة إقامة الاتحاد بين الدولتين، من أجل تعميق التكامل بين موسكو ومينسك، وفى يناير عام 2000 تحول الاتحاد إلى "دولة الاتحاد - روسيا وبيلاروسيا"، بعد إبرام برلمانى البلدين معاهدة إقامة دولة الاتحاد الموقعة فى عام 1999، ومنذ عام 1997 تحتفل البلدان يوم 2 أبريل بعيد وحدة الشعبين الروسى والبيلاروسي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة