يحتفل ملايين الأقباط اليوم الخميس بعيد النيروز وذلك بصلوات القداس الإلهي في الكنائس المختلفة وعيد النيروز هو عيد رأس السنة القبطية ويعرف أيضًا بيوم الشهداء عند الأقباط وهو أمر يعود لعصور الإمبراطور دقلديانوس وهو أقسى عصور الاضطهاد ضد المسيحية- حيث وصل عدد ضحايا تلك الفترة ما يقرب من 840 ألف شهيد بحسب بعض المواقع القبطية.
وفى كنيسة السيدة العذراء بالدقى، ترأس القمص سلوانس صلوات القداس الإلهي وقاد معلم الكنيسة فريق الشمامسة الذين ملأوا الكنيسة بالترانيم والأسفار والإنجيل، فحل النور وأتت البركة، ووقف الكاهن أمام الهيكل يلقى على يسوع السلام، قائلا: "السلام لهيكل الله والأب ضابط الكل".
وقال القمص سلوانس في عظة القداس: إن الكنيسة تودع الشهداء وتستقبل السنة الجديدة، ونذكر اليوم عرس قانا الجليل فى الإنجيل ونتكلم عن التوبة فى عيد النيروز، فمنذ ميلاد المسيح والدم يملأ الكنيسة، حيث قتل هيرودس فى عام ميلاده الآلاف الأطفال فى بيت لحم"، مضيفا: "كنيستنا قامت على الدم، حيث مر عليها 10 أباطرة من الرومان، كل منهم كان يسأل عن فظائع العذاب التى فعلها من سبقه ليزيد عليها وينزل بالمسيحيين الويل والآلام".
وأشار إلى أن دم الشهداء بذرة الإيمان، فكلما استشهد أحدهم آمنت مدينة كاملة ودخل فى المسيحية الآلاف، وفى هذه الليلة نزف الشهداء ونرفعهم إلى السماء.
بينما قال القس أنطونيوس كاهن الكنيسة، أن الأعياد ترتبط بالطعام كعادة المصريين ولكن عيد النيروز يرتبط بفاكهتي البلح والجوافة، نظرًا للمعانى الروحية التى ترمز إليها الفاكهتين، فالبلح قشرته الخارجية لونها أحمر مثل الدم ويدل علي دم الشهداء الذي سفك أما ما هو داخل نواة البلحة (البذرة) فيدل على الإيمان الثابت لأنه لا يمكن كسرها.
وتابع: أما عن عن الجوافة لأن قلبها أبيض مثل الشهداء الذين سفكوا دمائهم من أجل المسيح وبذروها كثيرة ترمز لعدد الشهداء الكثيرين الذين استشهدوا في عصر دقلديانوس حين بدأ الاحتفال بالعيد
وبعد انتهاء التناول قال القس: "امضوا بسلام وسلام الرب معكم، وأمام الكنيسة توزع النساء أكياسًا بلاستيكية بداخلها الجوافة والبلح، طقوس النيروز السنوية".
وفي قنا، ترأس الانبا شاربيوم صلوات القداس الإلهي بكنيسة العذراء بحضور عدد غير قليل من شعب الكنيسة.
وفي الكاتدرائية، ترأس الانبا إرميا صلوات القداس بكنيسة المركز الثقافي القبطي، بحضور كهنة الكنيسة وعدد من الشعب.
ويعود تاريخ الاحتفال بعيد النيروز لعضور قديمة إذ احتفظ المصريون بمواقيت وشهور السنوات التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولى لحكم دقلديانوس =282 ميلادية = 1 قبطية = 4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا ارتبط النيروز بعيد الشهداء عند المسيحيين.
وفى الماضى شملت مظاهر الاحتفال فى هذا اليوم خروج المسيحيين إلى الأماكن التى دفنوا فيها أجساد الشهداء، وظل هذا الاحتفال إلى يومنا هذا تحت اسم "عيد النيروز".
كان البابا تواضروس قد ترأس قداس مساء أمس عشية عيد النيروز بالكاتدرائية وقدم قداسة البابا تواضروس الثاني التهنئة لجموع الشعب بمناسبة السنة القبطية الجديدة، لافتا إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الأساس هى كنيسة شهداء منذ تأسيسها على يد القديس مارمرقس.
وأضاف البابا تواضروس أنه مع بداية العام القبطي الجديد يجب على الإنسان أن يسلك في كل أمور حياته بتدقيق وأمانة، وأن يقدم الخدمة للآخرين بشكل دائم، وأن تتعلق القلوب بالسماء وألا ترتبط بالأرض لأن الزمن هنا محدود مضيفا: يجب أن يتطلع الانسان إلى حياته الأبدية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة