استبعد خبراء ومحللون اقتصاديون أن يكون قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن إرجاء فرض تعريفات إضافية على واردات صينية لمدة أسبوعين، بداية النهاية للحرب التجارية المندلعة بين الجانبين، منذ انهيار مفاوضاتهما فى يوليو الماضى متسببة فى أضرار لحركة التجارة ومعدلات النمو العالمية.
ونقلت شبكة "سى إن بى سي" الأمريكية -فى تقرير على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس، عن خبراء قولهم: "يبدو أن الجانبين الأمريكى والصينى يسعيان وراء تهدئة حرب التعريفات المتبادلة بهدف تحجيم التداعيات السلبية الناجمة عنها، محذرين فى الوقت ذاته من مغبة الاعتقاد بأن هذه التهدئة قد تضع نهاية للحرب التجارية بين الاقتصادين الأكبر على مستوى العالم".
ويقول الخبير لدى مؤسسة "فيتش" الائتمانية جيمس ماكورماك: "التراجع فى التصعيد بين الجانبين قد يكون موضع ترحيب من قبل المستثمرين، لكن يظل إبرام اتفاق تجارى حقيقى أمر بعيد المنال لاسيما وأن الأوضاع تتغير بين ليلة وضحاها.. بحيث أصبح من الصعب قراءة الدوافع الحقيقية وراء قرارات مسئولى البلدين بالتصعيد تارة والتهدئة تارة أخرى".. وأضاف: "فلا يمكننا اعتبار تنازل ترامب المؤقت، خطوة فى الطريق صوب حل الخلاف مع الصين بل ربما يشهد سيناريو الحرب التجارية كتابة فصلين آخرين وربما أكثر".
وهو ما اتفقت معه الخبيرة فى الشأن الصينى لدى مصرف "آى إن جي" الهولندى أريس بانج.. قائلة إن "إعلان الصين المفاجئ أيضًا أمس بشأن إعفاء منتجات أمريكية من تعريفات إضافية لمدة عام، ليس بالضرورة يترجم على أنه تراجع من جانبها فى التصعيد ضد واشنطن بل ربما خطوة تستهدف دعم اقتصادها أكثر من كونها بادرة حسن نوايا تجاه واشنطن".
فى السياق ذاته، رأى دانيل جيرارد رئيس قسم الاستشارات الاستثمارية وإدارة المخاطر فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى بنك"ستيت ستريت إن" أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تظل غير خاضعة لأية توقعات أو تكهنات من وجهة النظر الاستثمارية، بحيث من الصعب بمكان على أى مستثمر المجازفة بضخ استثماراته فى الأصول المحفوفة بالمخاطر مثل أسواق الأسهم لاسيما وإنها تتزامن مع ظروف عالمية معقدة مثل الأزمة المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فيما يعرف بـ"البريكست".
وأعلن الرئيس دونالد ترامب أمس قرار تأجيل بدء العمل بزيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة 250 مليار دولار سنويا لمدة أسبوعين، مشيرًا إلى أنّه اتخذ القرار فى بادرة "حسن نية" قبيل استئناف البلدين مفاوضاتهما فى أوائل الشهر المقبل.
وقال ترامب فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"-"بناء على طلب نائب رئيس الوزراء الصينى ليو هى وبسبب الاحتفال بالذكرى السبعين لقيام جمهورية الصين الشعبية فى الأول من أكتوبر اتّفقنا، كدليل على حسن النية، على تأجيل رفع الرسوم الجمركية (من 25% إلى 30%)على بضائع تعادل قيمتها 250 مليار دولار سنويًا من الأول إلى 15 أكتوبر".
وكانت الصين أعلنت فى وقت سابق الأربعاء أنها قررت إلغاء الرسوم الجمركية الإضافية على 16 فئة من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة فى خطوة تستهدف تهدئة النزاع التجارى القائم بين البلدين.
وشهد النزاع التجارى بين الولايات المتحدة والصين تطورًا خطيرًا مع فرض كلا الدولتين رسوم جمركية إضافية على واردات الأخرى، بدأ سريانها فى الأول من سبتمبر الجارى مع فرض الولايات المتحدة دفعة جديدة من الرسوم الجمركية بنسبة 15% على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار، وجاء الرد الصينى فى المقابل بفرض رسوم على بعض السلع الأمريكية ضمن قائمة مستهدفة تبلغ قيمتها 75 مليار دولار.
وتسعى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، منذ عامين للضغط على الصين كى تحدث تغييرات شاملة فى سياساتها بشأن حماية الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا إلى الشركات الصينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة