أكرم القصاص - علا الشافعي

خللى بالك.. الإرهاب ليس سلاح فقط.. ولكنه إرهاب الفكرة والكلمة.. وصناعة صور موازية على خلاف الحقيقة.. أعداء الوطن يرسخون فكرة التشكيك المستمر وتسفيه الإنجازات.. وصناعة مساحات كبيرة للدعايا السلبية على الدولة

الخميس، 12 سبتمبر 2019 07:14 م
خللى بالك.. الإرهاب ليس سلاح فقط.. ولكنه إرهاب الفكرة والكلمة.. وصناعة صور موازية على خلاف الحقيقة.. أعداء الوطن يرسخون فكرة التشكيك المستمر وتسفيه الإنجازات.. وصناعة مساحات كبيرة للدعايا السلبية على الدولة وائل غنيم ومحمد على
كتب زكى القاضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى سلسلة الهجوم على الدولة المصرية، تتخذ العناصر الإرهابية، كافة السبل التى تحقق هدفها، بغية الوصول للمطلوب، باستخدام كافة الوسائل المتاحة، ولا يهمها فى ذلك الاطار مال أو حدود، فيكفيها فقط التدمير قبل كل شئ، سواء طال هذا التدمير الشعب المصرى ككل، أو حتى دمرت الدولة بكافة كياناتها، لأنهم يعملون ليل نهار للوصول لذلك، لكن الدولة التى لم ترضخ لظلم الاحتلال على مدار سنوات، حتى أن الاحتلال البريطانى امتد لأكثر من 70 عاما، ولم يؤثر فى مصر، فهى أيضا الدولة التى ترفض التفتيت والتشتيت، حتى وأن بدى الظاهر عكس ذلك، ولكن فى اللحظات التاريخية، دائما مايثبت الشعب أن قوته فى وحدته، وأن استمراريته تنبع من عدم تفاعله مع أعداء الوطن، وأن مستقبله يقف عند اللحظة التى يتخلى فيها عن مؤسسات دولته، لأن الكل فى الصورة، يشكل ماهية الشعب المصرى أمام العالم.

وإيمانا بأن الحرب ليست حرب تقليدية، يحمل فيها الشخص السلاح ليحارب عدوه، إلا أنها تتخذ منحا يبدأ بالشكل التقليدى، حيث تبدأ العمليات الارهابية، تستهدف كيانات الدولة، ويسعى فيها الارهاب ومن يموله، إلى اختيار نماذج يستهدفها، تكون تابعة للدولة، وحتى يحدث الشرخ فى تفتيت العاطفة للمواطنين، فحينما تحدث عملية إرهابية ضد هدف حيوى معين، فإن دعوات التعاطف والترحم تقل، وهو يلعب فى ذلك على ترسيخ مفهموم الفرق بين الدولة والشعب، إلا أن هناك دائما عناية ربانية، تجعل كل تلك المخططات يتم تفتيتها، فحينما يواصل الارهاب استهداف الكمائن وعناصر الشرطة والقوات المسلحة المصرية، يخرج هدف آخر منهم ليستهدف دور العبادة، وعلى سبيل المثال، ماحدث فى مذبحة بئر العبد، التى راح ضحيتها رقم فاق مذابح دولية تم تأريخها حتى الان، مما جعل ما يبنيه من أهداف للتفرقة، إلى أنها تكون أسبابا لتجميع المصريين، ولم يسلم المسلم والقبطى من استهداف العناصر الارهابية، فاستهدف الارهاب البطرسية فى العباسية، والكاتدرائية فى الاسكندرية، وغيرها من دور العبادة، وهو يعمل فى ذلك على الاتكال على أن المسلمين قد يصمتوا، إلا أن المفاجآت تتوالى، فيخرج المسلمون قبل الأقباط، للمشاركة فى حماية الكنائس، وتشييع جثمان الشهداء.

كانت العمليات الإرهابية دائما هى أحد أبرز أدوات أهل الشر، وخطط من يمول الإرهاب ويدعمه، على تغييب عقول المنفذين لتلك العمليات، فيما يصنع آخرون عمليات دعائية موازية، تعتمد فى تكوينها الدائم، على تصدير فكرة أن الأجهزة الأمنية دون المستوى، ثم صناعة الشك الدائم فى المتهمين فى الأحداث، تارة بأنهم مختفين قسريا،  وتارة بصور توحى بأنهم لم يكونوا موجودين للتنفيذ، إلا أن الأدلة والبراهين والقرائن والمستندات، التى تحاول اللجان الالكترونية الارهابية، التشكيك فيها، حتى أن اعترافات المتهم فى قتل النائب العام على سبيل المثال، لاتجد صدى، مقابل عبارات براقة وجمل من فانتازيا، يصورون فيها القاتل بأنه مظلوم.

لم تعمل العناصر الإرهابية بشكل عشوائى، أو متروك للصدفة، فلقد كان دائما وأبدا هناك من درس هذا المجتمع، فاستطاع طرح بعض " الأسافين"، فى كل العبارات الواردة عن العناصر الارهابية، بحيث يقلب الحقيقة، ويحول خيالهم المريض، إلى أنهم مظلومون، ولكن متى كان فى درجات الظلم، أن تقوم بتفجير نفسك، أو تفخيخ سيارة فى معهد للأورام يعالج الفقراء قبل أى شخص آخر، ولكن الترتيبات الالهية دائما أقوى وأكبر من كل المخططات، وكما يقول الله تعالى:" ويمكرون ويمكر الله..والله خير الماكرين".

ومع التأكيد بأن العمل الارهابى، ليس سلاحا فقط، ولكنه ارهاب الفكرة والكلمة، وصناعة صورة موازية على خلاف الحقيقة، والرغبة فى التشكيك المستمر، والتسفيه من الانجازات، وصناعة مساحات كبيرة من الدعايا السلبية على الدولة ورجالها، وتعظيم الأخطاء، مقابل تقليل كل مجهود يحدث، لخلق حالة كاملة من السلبية والعدمية، والوصول إلى مرحلة الانتحار القومى، وهو المصطلح الذى ردده الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى أحد الالتزامات قبل ذلك.

ومع تباين النتائج الخاصة بالعمليات الارهابية، فى ظل نجاح كامل وغير مسبوق للتنسيق المعلوماتى بين أجهزة الدولة، كان الاتجاه الاخر نحو التفتيت بالسوشيال ميديا، والتضليل بمعلومات شحيحة، يصنع منها عناوين براقة، فكان الهدف الواضح من صناعة قصة المقاول الفنان محمد على، ولم يكن النموذج المختار، سوى كنز لعناصر التطرف والارهاب وأجهزة المخابرات الدولية التى تعمل ضد مصر، فالشخص ذو تعليم متوسط، يأتى من بيئة فقيرة، لم يستطع تطوير ذاته، حتى أن تعليمه المفتوح، لم يطور من أسلوبه وشخصيته، فحمل الحقد والغل ضد الدولة، فسعى لأن يكون من الكبار بلا سند، فدخل مجال المقاولات مع القوات المسلحة، وهو بالمناسبة مجال مفتوح للجميع، إلا أن محمد على قرر أن يكبر فى حضن القوات المسلحة، لعله يكسب مزايا، فما كان منه إلا أن ربح الفلوس، مثله مثل أى مقاول آخر، لكنه لم يصنع أسطورته، التى يسعى فيها لتعويض نقصه، فذهب لمجال التمثيل، وصاحب الفنانين والفنانات، وظل يصرف من أموال القروض، التى أخذها، حتى اكتشف أنه ملتزم بمشروعات، ولا يملك أموالها، فقرر الهرب، وهنا قررت الجماعات الارهابية اصطياده.

وبتعمد مقصود من الجماعات الارهابية، مهدت له الطريق، حتى يخرج بتلك الطريقة التى رأيناها، وعملت من خلاله على السعى لتفتيت كتلة الشعب المصرى الصلبة، باللغة الشعبوية، التى تصدر فكرة الأموال الكثيرة، التى يصرف منها على أشياء قد تبدو للجمهور بأنها غير مناسبة للمرحلة، وحتى يكتسب المقاول الفنان أرضية فى الانتشار، كان لابد من لغة سوقية يستعملها، وأرقام مبالغ فيها عن أشياء قد يكون هو المسئول عنها فى فترة من الفترات، وذلك حتى تتسع دائرة انتشاره، ويواصل تفتيت الطبقة الشعبية فى مصر، إلا أنه غفل أن ذلك الشعب لديه حس وطنى، زادته الظروف بأن يعلم ويفرق بين الخائن لوطنه والمأجور، وبين من يتكلم بالحق، ويريد مصلحة الوطن، بل لديه من يسمع منه، ويقدم له المعلومات الصحيحة بالأرقام والمستندات، ولديه دولة تؤمن بأن طرح الواقع، أهم وأقوى من صناعة الدعايا السياسية.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة