تستعد محافظة البحر الأحمر، لإغراق معدات حربية قديمة مكهنه، بالتنسيق مع الجهات المختصة، لصناعة مواقع غوص من خلالها، عقب تركها بالقاع لفترة لتبنى عليها حيود مرجانية طبيعية، وتنبت الحشائش البحرية عليها وتصبح مزارا سياحيا.
وقال اللواء أحمد عبد الله، محافظ البحر الأحمر، أن أهم سياحة فى البحر الاحمر، هى سياحة الغوص، ونسبة كببرة ممن يصلون إلى البحر الأحمر، يصلون بهدف ممارسة الغوص، لتميز البحر الأحمر بعدد كبير من مواقع الغوص المميزة.
وأضاف محافظ البحر الأحمر، أن هناك عدد كبير من السفن الحربية القديمة الغارقة فى توقيت الحروب القديمة وخاصة الحرب العالمية الأولى، أصبحت تلك السفن أهم مواقع الغوص بالبحر الأحمر، موضحا أنه من هنا بدأت فكرة إغراق معدات حربية لتصبح مواقع غوص، حيث وصلت المعدات الحربية بالتنسيق مع القوات المسلحة.
وأوضح أنه سيتم إغراق تلك المعدات القديمة فى قاع البحر الأحمر، لإنشاء هذه المزارات السياحية وجذب المزيد من محبى الغوص، وذلك في منطقة محددة ستحددها إدارة محميات البحر الأحمر، متابعا أن هذا المشروع يعد الأول من نوعه فى مصر، والهدف منه هو جذب عدد كبير من السياح وهو من ضمن خطة المحافظة السياحية لتطوير المنتج السياحى من خلال استغلال البحار والشواطئ والجزر المحيطة .
وكشف المحافظ أن فكرة هذا المشروع تهدف أن يكون لها مردودا اقتصاديا، مشيرا إلى أن موقع الاغراق للمعدات الحربية، تم اختيارها بالنظر إلى أعلى معايير حماية البيئة البحرية، للتأكد من أن المكان آمن للغوص، وأن المعدات ستغطيها الرمال بينما تفضّل الأسماك وضع بيضها فى المناطق الصخرية أو الصلبة، وستجلب السمك للتعشيش .
من جانبه قال الدكتور أحمد غلاب، الباحث البيئي بمحميات البحر الأحمر، أنه على مدار السنوات الأخيرة اتجهت الحكومات والمنظمات البيئية حول العالم الي إغراق معدات حربية و طائرات وأحيانا قطارات خرجت من الخدمة لخلق مواقع غوص جديدة وحيود مرجانية اصطناعية تخلق مأوى للعديد من الكائنات البحرية وتجذب السياح من كل دول العالم وخاصة محبى غوص الحطام.
وأضاف الباحث البيئي، لـ"اليوم السابع"، أنه فى هذا الإطار قدمت محميات البحر الأحمر بالاشتراك مع جمعية المحافظة على البيئة "هيبكا" مقترح مشروع إغراق المعدات الحربية للمحافظ منذ عام تقريبا بإنشاء حيود مرجانية صناعية باستخدام معدات تم تكهينها من عربات مصفحة وناقلات جنود ودبابات وسيارات قديمة بغرض خلق مواقع غوص جديدة.
وأوضح "غلاب"، أن تلك المشروع يهدف الى تخفيف الضغط على الحيود المرجانية الطبيعية التى تتعرض للإستخدام المفرط وخصوصا فى المنطقة البحرية أمام مدينة الغردقة، مضيفا أن إغراق مثل هذه المعدات لن يخلق مواقع غوص جديدة وحسب بل فى القريب العاجل تستصبح حيود مرجانية صناعية، حيث سينمو عليها الشعاب المرجانيه وستقطنها أنواع عديدة من الأسماك واللافقاريات وستساهم تلك الحيود المرجانية الجديدة فى زيادة المخزون الطبيعى للأسماك.
وكشف الباحث البيئي، أنه ستشرف جمعية المحافظة علي البيئة بالبحر الأحمر علي عملية إنزال وإغراق وتركيب أنظمة للرباط و شمندورات فى مواقع الغوص الجديدة، مؤكدا أن اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر أظهر دعما و تشجيعا غير محدود لهذا المشروع ووجه كافة الأجهزة المعنية بالتعاون لإنجاز هذا المشروع.
وأكد أنه تم تحديد سبعة مواقع أمام مدينة الغردقة كمواقع مناسبة لإغراق هذه المعدات، وسيتم فى المرحلة الأولى إغراق عدد من القطع الحربية المكهنة فى ثلاث مواقع كمرحلة أولى لهذا المشروع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة