وسط النشاط الملحوظ الذى تقوم به وزارة الآثار فى ترميم الكثير من المناطق الأثرية، مؤخرا، انتشرت فى المقابل تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى، تعلق على ألوان الترميم، وتدعي بأن الألوان التي تستخدمها وزارة الآثار بعيدة تماما عن الأصلية، وأنها بذلك تغير فى الأصل، وبالطبع ترد وزارة الآثار، حتى نشأ ما يمكن أن يسمى حرب الألوان .. وهو ما نشير إليه فى التقرير التالى:
البداية كانت مع قصر البارون، حيث أثير أنه تم تغيير الألوان الأصلية وتغيير فى الصبغة الأثرية للقصر الأثرى، وهذا ما نفته وزارة الآثار، مؤكدة أن ما تم تداوله من صور تفيد بقيام وزارة الآثار بتغيير الألوان الأصلية للقصر غير صحيح، ولا صحة على الإطلاق لما تردد، وأن ألوان الواجهات الخاصة بالقصر هي نفس الألوان الأصلية، مُؤكدةً أن عملية ترميم قصر البارون تتم باتباع كافة الإجراءات اللازمة من اختبارات وتحاليل وتوثيق فوتوغرافي ومعماري، وبأحدث الطرق العلمية المتبعة عالمياً في ترميم الآثار؛ من أجل الحفاظ على طبيعتها الأصلية وهويتها الأثرية، وأن كل ما يتردد حول هذا الشأن شائعات لا أساس لها من الصحة تستهدف إثارة غضب المواطنين.
وأشارت الوزارة إلى وضع اللمسات الأخيرة على قصر البارون؛ تمهيداً لافتتاحه أمام الجمهور خلال شهر نوفمبر المقبل، وذلك بعدما أنهت الوزارة نحو 85% من أعمال الترميم، التي شملت الانتهاء من أعمال التدعيم الإنشائي لأسقف القصر وترميمها وتشطيب الواجهات والعناصر الزخرفية الموجودة به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك، والبدء في أعمال رفع كفاءة الموقع العام للقصر وتنسيق الحديقة الخاصة به، وتخطط الوزارة لتحويله إلى معرض يحكي تاريخ هيليوبوليس بعد افتتاحه.
أما الموضوع الثانى، كان حول المعالم الأثرية فى شارع المعز بالقاهرة، حيث تردد بعض المعالم الأثرية بشارع المعز بالقاهرة إثر حريق "سبيل خسرو"، وهذا ما نفته وزارة الآثار مؤكدة أنه لا صحة على الإطلاق لما تم تداوله حول تشوه بعض المعالم الأثرية بشارع المعز بالقاهرة إثر حريق "سبيل خسرو"، مشددة على أن شارع المعز وجميع المباني الأثرية به سليمة وآمنة، ولم تقع به أي أضرار أو خسائر مادية، وأن كل ما يُثار في هذا الشأن مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة تستهدف إثارة البلبلة في أوساط الرأي العام.
وأكدت الوزارة على أنها قامت على الفور بعد وقوع الحريق بإرسال فريق من مفتشي آثار المنطقة ومسئولي أمن الآثار إلى شارع المعز؛ للتأكد من سلامة المباني الأثرية، والذي يعتبر متحفاً مفتوحاً للعمارة والآثار الإسلامية، حيث يضم الشارع العديد من أهم وأجمل آثار العالم الإسلامية، لافتةً إلى اتباع كافة إجراءات الوقاية ووسائل الحفاظ على الآثار وجميع المواقع الأثرية والتاريخية.
وخلال الشهر الحالى، نشر عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى عددًا من الصور لمقبرتى الخادم الرابع لآمون وكاهن المائدة فى عصر الرعامسة، عقب افتتاحهما يوم 9 سبتمبر الحالى، مشيرين إلى أنهما تم ترميمهما بالأسمنت الأسود.
وبدورنا تواصلنا مع الدكتور مصطفى وزيرى، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، للوقوف على حقيقة الأمر، وقال الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المواد التى تم استخدامها فى ترميم مقبرتى الخادم الرابع لآمون وكاهن المائدة فى عصر الرعامسة، تمت بأحدث الطرق العلمية، وعلى أعلى مستوى من الترميم.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، كما أن مواد الترميم التى تم العمل بها داخل المقبرة، استخدمت من نفس المادة الجصية للمقبرة، وأن كل يقال حول استخدامنا للأسمنت الأسود فى أعمال الترميم عارى تمامًا من الصحة.
وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، نحن نعمل منذ فترة على إزالة جميع المواد الأسمنتية التى تم استخدامها فى فترة الستينيات والسبعينيات، فكيف سنقوم بترميم المقابر التى بها أعمال ترميم فى الوقت الحالى بالأسمنت، ولذلك ادعو كل من لديه شك فى الأمر أن يزور المقبرتين، ليشاهد الحقيقة على أرض الواقع.
وفى الأيام القليلة الماضية، نشر عدد من الأثريين عددًا من الصور على مواقع التواصل الاجتماعى، منتقدين طريقة طلاء حوائط المتحف المصرى بالتحرير، الذى يتم به فى الوقت الحالى أعمال تطوير وترميم، ويظهر فى الصور تمثال الملك إخناتون بالمتحف المصرى بالتحرير على قاعدة خشبية طويلة تم طلائها حديثا بلون أحمر، إلى جانب طلاء الحوائط بنفس اللون، وأوضح الأثريين، أن طريقة الدهان والعرض المتحفى بلون تتعارض مع المعايير العالمية.
وردًا على ذلك، قال الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن أعمال التطوير فى المتحف المصرى بالتحرير تتم على أعلى مستوى من التقنية، وما تم نشره من الصور التقطت خلال أعمال الترميم، وليس بعد الانتهاء منه، ولهذا لم توضح الصور التى تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى الشكل النهائى للمشروع.
وأوضحت صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصرى بالتحرير، أنه تم إعادة اللون الأصلى للمحتف وقت افتتاحه أول مرة، حيث قامت الشركة المعنية بالمشروع بإزالة جميع طبقات الألون المتركمة من على الحوائط، بالدور الأرضى، حتى وصلت إلى اللون الأول والأصلى، وتبين أن اللون الأحمر هو نفس اللون الحوائط وقت افتتاح المتحف.