القارئة ميار طارق تكتب: الطريق إلى القمة

السبت، 14 سبتمبر 2019 10:00 ص
القارئة ميار طارق تكتب: الطريق إلى القمة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نظرت إلى هيئتها المزرية فى المرآة، وإلى عينيها التى لطّخها سواد كحلها حتى لجعلها لوحةً سوداء كئيبة، وأخبرت نفسها كم تبدو يائسة بهيئتها تلك وكأن قلبها قد كُسر مرارًا، وكيف أصبحت حياتها بعد هذه الأيام التى مرّت عليها..

 

ثم سألت نفسها سؤالًا واحدًا: "هل يستحق ما حدث كل هذا؟؟"

ومنحت نفسها الوقت الكافى للتفكير لتصل فى النهاية إلى إجابةٍ واحدة، ربما كان يستحق وقتها لكن أن يطول الأمر هكذا لهى السذاجة بعينها، لأن تترك الأمر يدمرها هكذا لهو خطؤها الأكبر الذى لن تتوقف عن الندم عليه فيما بعد..

 

فقررت ووضعت قرارها حيز التنفيذ، نهضت من عزلتها التى فرضتها على نفسها فى الأيام الماضية، مسحت كحل عينيها الملطّخ والذى أطفأها أكثر، ثم بدأت بالاعتناء بنفسها مرةً أخرى لتزيل كل أثار الدمار الذى حلّ بهيئتها..

ثم أصبحت أقوى عندما قررت الخطوة التالية، ولم تتوانَ لحظة عن وضع قناع القوة –حيلتها الدفاعية دومًا حتى وقت خروجها من الأزمات- لتظهر وكأنها تلك المرأة التى لم يعرف الضعف واليأس لها طريقًا..

 

وأخذت طريقها حتى وصلت إلى وجهتها المحددة بدقة، ساعتين بل ربما أكثر حتى أنهت ما أتت من أجله، ثم أخذتها سيارة فارهة إلى مقر عملها السابق، صعدت وإلى جوارها مساعِدة من المكان الذى كانت فيه قبلًا إلى وجهتها المحددة بدقةٍ أيضًا،

دخلت إلى غرفة الاجتماعات، بل بالأحرى اقتحمتها بهالتها تلك، وكان حضورها مهيبًا فقد خيم الصمت على الجميع، ودعتها المساعِدة للجلوس حتى تقوم بعرض الفكرة للجمع الذى أبدى إعجابه بها على الفور..

ثم نزل الخبر عليهم كالصاعقة، لقد أصبحت مديرة الفرع، الفرع ذاته الذى خرجت منه يائسة محطمة منذ أسبوع، عادت إليه الآن وهى رئيسته، وضربت بكل محاولاتهم عرض الحائط..

 

واختفى القناع الذى كانت تأخذه كحيلةٍ دفاعية ليحل محله وجهها القوى الذى اكتسبته مؤخرًا فى مواجهة أزماتها، فقد علّمتها أزمتها السابقة أن من سيحاول تحطيمها وتركها خلفه لعثرات الطريق، لن يعود إليها مادًّا يده بالعون، بل ستنهض هي، وحدها تمامًا؛ لتسير فى طريقها دون أدنى تخبّط وتيه لتصل إلى وجهتها المعروفة مسبقًا.، القمة، فهى ستكون دومًا فى المقدمة.، ولن يسبقها أحد..










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة