وزير الأوقاف: قوة الدولة قوة للدين والأفراد وتأييد الحاكم مطلب شرعى لبقاء الدول
مؤتمر الأوقاف يستعرض جهود الدولة لبناء الفكر والمساجد فى فيلم تسجيلى
أكد وزير الأوقاف، أن تأييد ودعم الحاكم العادل مطلب شرعى لبقاء الدول، مضيفا أن قوة الدولة قوة لأبنائها وقوة للدين، وأن قوة الدولة مطلب شرعى، وجب فيه التضحية بالنفس والمال من أجل الأوطان، والخذلان عنها يسقط الدول، مؤكدا أن بناء الدول عملية شاقة تحتاج إلى خبرة وعمل كثير على غير ما يفهمه جماعات لا خبرة لها.
جاء ذلك فى كلمته نيابة عن رئيس الوزراء، خلال فعاليات مؤتمر "فقه بناء الدول.. رؤية فقهية عصرية" الذى تقيمه وزارة الأوقاف فى الانعقاد الثلاثين لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بحضور 500 شخصية منهم 150 مفتيا ووزيرا وعالما من دول العالم، حيث انطلقت الفعاليات بتلاوة قرآنية للقارئ ياسر الشرقاوى.
وأضاف وزير الأوقاف، أن مصالح الأوطان من مقاصد الأديان، مضيفا أن البناء الخلقى يدعم بقاء الدول، مطالبا بالتفريق بين فقه بناء الدول ونفعية الجماعات المتطرفة التى تولى مصالحها أولوية حتى عن الدين نفسه.
وتابع الوزير: "مؤتمر الشباب ناقش بالأمس محاولات الجماعات التمركز حول 52 دولة لضربها، إعلاء لمصالحها فوق الدين"، مشيرا إلى أن الدول لم تسقط على مدى التاريخ إلا بخيانة أبنائها، مما يستوجب أن يكون صوت الدولة عاليا على هؤلاء وسيفها على رقابهم.
وقال وزير الأقاف: "نحن لا نخترع دين جديد ولن يكون ولا نغير فى ديننا بل نعيد قراءة الدين بعيدا عن فهم المتكفرين والجماعات التى تستهدف أرض جديدة، متابعًا أن الحرب ضروس وقد كشرت عن أنيابها ولابد من التحرك وعدم التأخر.
فيما قال الدكتور نظير محمد عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن هذا اللقاء يأتى فى هذه الآونةِ ليُعززَ المفاهيمَ الصحيحةَ التى تُؤسس لبناءِ الدولِ الآمنةِ، والمستقرّةِ، والمتقدّمةِ، ويُفنِّدَ مفاهيمَ الجماعاتِ المتطرفةِ التى تهدف إلى الإرهابِ، وعدمِ الاستقرار، والتأخر عن الركبِ الحضارى، وُصولًا إلى تفكيكِ الدول، وهدمِ الأوطان.
وأضاف عياد، أن التعايشُ السلمى الذى نقصده ونؤكدُ عليه هو: القائم على دعائم المسالمة، والأمان، والاطمئنان، وقبوله بكافةِ معتقداته، ومَنحهِ حقوقَه بالبرّ، والقسط، والعدل والحفاظِ على كرامته، وقد جاءت دعوةُ القرآن الكريم الذى يُمثل دستورَ المسلمين بنداءٍ صريحٍ إلى الناس بالتعايش والتقارب، والتعارف بين جميع الطوائف، مشيرًا إلى أن الجماعات المتطرفة تغضُّ الطرفَ عن هذا المفهوم، مُتشبثة بضرورةِ الصراعِ والصدامِ مع الآخر، ومن العجب أن هذه الجماعات تُقدّم نفسَها -مع هذا الفهم السقيم- على أنها وحدَها تمثل الفهم الصحيح للإسلام، والواقع أنها ليست كذلك.
وأكد الأمين العام، أن الأزهر الشريف أدرك أهمية فقه التعايش السلمى وأثره فى بناء الدول والأوطان، من أجل ترسيخِ الفهم الوسطى لتعاليم الإسلام، والعملِ على تعزيزه فى العصر الحديث، حيث قام بعقد العديد من المؤتمرات والفعاليات التى استهدفت الحوار والتعايش السلمى المشترك، ولا يَزال يسعى من أجلِ التعاون فى مجال الدعوَةِ إلى ترسيخ فلسفة العَيْش المُشتَرَك وإحياء منهجِ الحوار، واحتِرام عقائد الآخرين، والعملِ معًا فى مجالِ المُتفق عليه بين المؤمنينَ بالأديان.
واختتم الأمين العام كلمته بأنه علينا المزيد من التكاتف من أجل عرض خصائص الشريعة الإسلامية، والعمل على تجفيف منابع الأفكار المتطرفة، ومحاصرتها للقضاء عليها وعلى ترجمة ما نتواصى به فى لقاءاتنا وما تتكامل به أفكارنا على أرض الواقع بصورة عاجلة يفرضها ما نتطلع إليه من آمال وما نعانيه من آلام.
فيما قال الدكتور محمد بن مطر الكعبى، رئيس الشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن مصر قدوة للدولة المدنية الحديثة ورائدة فى محيطها العربى والإسلامى، وأن مصر تلقى كل الدعم من شقيقتها الإمارات لما لها من مكانة تاريخية وحضارية وهى أرض الحضارات والأديان.
وهاجم الكعبى، منهج الجماعات المتطرف التى فرضت الوصاية على المجتمعات وصنعت التنمر الدينى بالمجتمعات وعملت على انهاك الدول الوطنية، لافتًا إلى أن الأمارات بنيت على التعارف الإنسانى، وحكومتها ترجمت هذه المبادئ إلى عمل لم تفرق خلاله بين الإنسان، مطالبا بإعادة إنتاج الفقه الإسلامى الحضارى بدلا من فقه الجماعات الحزبى، وهجرة فقه دار الإسلام ودار الكفر، فالإسلام أصبح يقام فى كل مكان فى العالم ولم تعد هناك دور كفر.
من جانبه أكد الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتى لبنان، أن مؤتمر مصر لبناء الدول هدفه تقديم الرؤية الشرعية العصرية لتعزيز الدول وقوتها على منهج النبوة فى مواجهة جماعات التطرف.
وأضاف دريان، أن الدولة هى التى تحرص الدين ليبقى على أسسه، كما تنظم العلاقات مع الدول وترعى مصالح الناس.
وعرض مؤتمر الأوقاف فيلما تسجيليا عن إنجازاتها لمدة 7 دقائق لإعمار المساجد وجهدها منذ الإطاحة بحكم الجماعة ورؤية الرئيس السيسى لبناء الفكر والدولة والنشر الوسطى خارجيا وتوفير الخدمات الدينية والبر.
وأشاد الشيخ الدكتور عبد الحميد متولى، رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشئون الإسلامية بالبرازيل، بالمؤتمر، مؤكدا أنه يدعم وثيقة القاهرة التى تستهدف دعم بناء الدول فى مواجهة الجماعات التى تحاول هدمها، مشيرًا إلى أن المجلس يلتزم نصًّا بتوصيات المؤتمر الثلاثين.
حضر الاحتفالية وكيل مجلس النواب سيد الشريف ومفتى الجمهورية شوقى علام، وعددا من الوزراء ومفتى لبنان عبداللطيف دريان، ووزير الشئون الإسلامية السعودى عبداللطيف آل الشيخ ووزير أوقاف اليمن ونظيره الإماراتى.