- النتائج الأولية للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الثلاثاء والجولة الثانية لن تتجاوز 13 أكتوبر
ـ السفير المنيف: رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى امتداد وتكريس لدورها الإقليمى المحورى.. ونقدر دورها كمدافع عن مصالحنا
ـ كان للرئيس السيسي دور فى تطوير العلاقات الخارجية المصرية بنشاطه الدؤوب وزياراته المتعددة المتبادلة مع قادة العالم
ـ العلاقات بين الشعبين المصرى والتونسى تاريخية.. ونحرص على تطويرها فى كافة المجالات
ـ مشاركة السيسي فى القمة العربية بتونس حملت رسالة إيجابية للشعبين
- السيسى حقق طفرة فى مصر.. وأهنئ الشعب المصرى وقوفه خلف قيادته وما تحقق من إنجازات رائعة خلال الأربع سنوات فى عهد الرئيس السيسى
مرحلة مفصلية وحاسمة تمر بها تونس هذه الأيام، فبعد أول استحقاق رئاسي عقب ثورة الياسمين فى 2014 كان التونسيون على موعد مع الاستحقاق الثانى للإدلاء بأصواتهم واختيار الرئيس الذى سيسكن قصر "قرطاج" خلفا للرئيس الراحل الباجى قايد السبىسي من بين 24 مرشحا.
إن انطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية اليوم يمثل مرحلة هامة فى تاريخ تونس ويعد تكريسا للاستحقاقات الدستورية التى تعمل تونس على مزيد ترسيخها وذلك تدعيما للمسار الديمقراطى، هذا ما وصف به السفير نجيب المنيف سفير تونس لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، مرحلة الانتخابات الرئاسية التى انطلقت، صباح الجمعة الماضى، خارج تونس بـ44 دولة حول العالم بمختلف القارات، وتتركز الشريحة الأكبر فى أوروبا .
أضاف السفير نجيب المنيف، فى حوار خاص لـ"اليوم السابع" بمقر السفارة، أن العملية الانتخابية بها قدر كبير من المصداقية والشفافية، وتجرى بالكامل تحت إشراف وتنظيم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
ووصف مشاركة أبناء الجالية التونسية فى مصر بـ"المشرفة"، وأكد أن إقبال المواطنين على المشاركة فى التصويت فى إطار التزامهم بواجبهم تجاه بلدهم وحرصهم على المشاركة فى الحياة السياسية والشأن العام أينما تواجدوا داخل الوطن وخارجه.
وشدد السفير المنيف على خصوصية العملية الانتخابية بتونس مؤكدا الحرص على شفافية الانتخابات، مؤكدا أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وهيئاتها الفرعية فى الخارج تتكفل بصفة حصرية بالاشراف على تنظيم العملية الانتخابية برمتها، وموضحا أن بلاده قدمت تجربة فريدة وجديدة خلال هذه الانتخابات وهى المناظرات التليفزيونية بين المرشحين .
ووصف العلاقات بين مصر وتونس بـ"التاريخية"، مشيرا إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى تمثل امتدادا لدورها المحورى بالمنطقة، كما تطرق للعديد من الملفات.
ـ انطلقت عملية التصويت فى انتخابات التونسية بالخارج فى عدد من البلدان منها مصر.. ما أهمية هذه المرحلة بالنسبة للشعب التونسى؟
إن انطلاق عملية التصويت بالانتخابات الرئاسية اليوم يمثل مرحلة شديدة الأهمية فى تاريخ تونس ويعد تكريسا للاستحقاقات الدستورية وتدعيما للمسار الديمقراطى فى البلاد .
وقد فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها لمواطنى تونس صباح الجمعة فى تمام الثامنة صباحا ـ بتوقيت كل دولة ـ فى الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، تحت إشراف وتنظيم حصرى من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات .
السفير التونسى يتحدث لليوم السابع
وفى مصر خصصت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس مركزين لاقتراع الجالية التونسية فى مصر أحدهما فى مقر السفارة التونسية بالقاهرة بمنطقة الجزيرة، ومكتب اقتراع الثانى فى الإسكندرية.
كيف تصف العملية الانتخابية ؟
أنا كمواطن وكمسئول أشعر بالفخر أن الانتخابات تجرى فى تنافس حر وفى إطار من المصداقية والشفافية، فالعملية الانتخابية التونسية لها خصوصية شديدة فهناك حرص كبير على تطبيق أعلى معايير المصداقية والشفافية لذا فإن الهيئة العليا للانتخابات وهيئاتها الفرعية فى الخارج هى المنوطة بصفة حصرية بالعملية الانتخابية برمتها، ومراقبة سيرها وصولا للفرز واعلان النتائج، وهى هيئة دستورية منتخبة من قبل البرلمان التونسي ، وتلتزم البعثات الدبلوماسية والقنصلية خارج الأراضى التونسية بالحياد التام إزاء تلك العملية لأننا حريصون على الشفافية، وعلى عدم التدخل فى تلك العملية ومهمتنا فقط توفير الدعم اللوجيستى والإمكانيات اللازمة لسير هذه العملية في أفضل الظروف.
السفير نجيب المنيف فى جانب من الحوار
وهناك إقبال على المشاركة من أبناء الجالية التونسية فى مصر التزاما بواجبهم الوطنى تجاه بلدهم، ويقدر عدد أبناء الجالية فى مصر بنحو 5 آلاف تونسى .
كم بلغ عدد المسجلين بالانتخابات من الجاليات التونسية بمختلف الدول وطرق التسجيل؟
هناك مليون و300 تونسى مقيمون خارج تونس فى خمس قارات، بلغ عدد المسجلين منهم 386 ألف تقريبا، فعملية التسجيل تخضع لإرادة المواطن وتتم بصفة شخصية وإرادية عبر مكاتب وفروع الهيئة العليا للانتخابات أو التسجيل عبر الموقع الإلكترونى للهيئة وفروعها، وإذا لم يسجل المواطن نفسه لن يجد اسمه فى القوائم الانتخابية.
ومن لهم حق التصويت فى الانتخابات الرئاسية المبكرة يقدر بـ7 ملايين و88 ألف ناخب تقريبا داخل وخارج تونس.
نتطلع أن تتم هذه المرحلة بنجاح، ومن المنتظر الإعلان عن النتائج الأولية للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر الجارى، وبالنسبة لموعد الجولة الثانية فمن لمقرر ألا تتجاوز 13 أكتوبر لتعلن النتائج النهائية بعد انقضاء أسبوع على انتخابات الجولة الثانية.
المنيف
شاهدنا خلال الانتخابات التونسية 3 مناظرات تليفزيونية بين الـ26 مرشحا ..كيف تقيم هذه التجربة؟
تونس قدمت تجربة فريدة وجديدة فى العالم العربى ، خلال الانتخابات الرئاسية وهى المناظرات التليفزيونية بين المرشحين من مختلف الأحزاب السياسية والمستقلين، والتى أثرت المشهد الانتخابى حيث عرض من خلالها كل مرشح برنامجه الانتخابى ضمن الدعاية الانتخابية واستمرت لثلاثة أيام تحت عنوان "الطريق إلى قرطاج.. تونس تنتخب"، تعد هذه الظاهرة هى الأولى من نوعها بتونس والعالم العربى، وكانت تجربة مهمة أثرت المشهدين الإعلامى والسياسى والانتخابى فى تونس، فالتجربة ثرية بالنسبة إلى الناخب التونسى والمرشح خلال هذه المناظرات والحملة الانتخابية بشكل عام التى استمرت 12 يوما.
جانب من لقاء سفير تونس مع اليوم السابع
وقد دخلت تونس مرحلة الصمت الانتخابى منتصف ليل الجمعة وتجرى الانتخابات داخل تونس الأحد يوم 15 .
وماذا عن الانتخابات البرلمانية ؟
الاقتراع الخاص بالانتخابات البرلمانية سيكون في السادس من أكتوبر 2019 بالنسبة إلى الناخبين التونسيين، على أن يكون الاقتراع بالنسبة إلى التونسيين فى الخارج ممتداً على ثلاثة أيام من 3 إلى 5 أكتوبر المقبل.
ننتقل للمرأة ..ما تقييمك لمشاركة المرأة التونسية فى التصويت؟
كانت المرأة التونسية أول امرأة عربية تنتخب وتُنتخب منذ سنة 1956، وهى حاليا في مقدمة من توافد من المواطنين إلى مقر السفارة صباح أول يوم من أيام التصويت، وتحرص على تشجيع واصطحاب أهل بيتها للتصويت أيضا، ومشاركة المرأة ليست أمرا غريبا في بلادنا حيث اعتادنا في تونس على مشاركة المرأة والرجل جنب إلى جنب في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها من مجالات الشأن العام.
السفير يتحاور مع اليوم السابع
المرأة التونسية تحصلت على الكثير من الحقوق ولها مكانة فى مختلف المجالات، فـ63% من خريجين جامعات تونس هم فتيات ، 75% من الصيادلة سيدات ، و60% من الأطباء هم سيدات وهى متواجدة بقوة أيضا فى مجال التكنولوجيا والقضاء والسياسة والاقتصاد والاجتماع ... وتسعى لاقتحام مجالات أكثر وأرحب ونحن نفتخر كتونسيين بذلك ونسعى إلى مزيد تعزيز مكانتها.
بادرت تونس بالدعوة للمساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث..كيف استقبل المجتمع التونسى هذه الدعوة وإلى أين وصل تطبيقها؟
كافة مكاونات المجتمع التونسي تحترم وتقدر موقع المرأة ودورها الفاعل في الشأن العام. وهذه كانت مبادرة رئاسية تشريعية للمساواة فى الميراث بين الرجل والمرأة تقدم بها الراحل الرئيس السبسي، ولم يصادق عليها البرلمان التونسى حتى الآن وأتمنى أن يتم ذلك خلال العهدة البرلمانية الحالية . و تندرج هذه المبادرة الرائدة تكريسا لمنهج تونس الاصلاحي والتنويري وتحقيق ركائزالمجتمع المتوازن والمتفتح وذلك منذ منتصف القرن الماضى حيث أصدر المصلح الاجتماعى الكبير الطاهر الحداد كتابه "امرأتنا فى الشريعة والمجتمع" 1931 وتواصل هذا المنهج فى عهد الزعيم الحبيب بورقيبه عقب استقلال تونس عام 1956 من خلال اصدار مجلة الاحوال الشخصية في 13 أوت 1956، ومنذ ذلك التاريخ كانت مكانة المرأة فى تونس متقدمة بالنسبة لدول كثيرة فى العالم العربى وسار الراحل الرئيس الباجى السبسي على نفس الطريق لدعم مكاسب المرأة .
نجيب المنيف
حدثنا عن العلاقات بين مصر وتونس؟
هناك جذور وروابط تاريخية عميقة بين الشعبين المصرى والتونسى ، و العلاقات بين مصر وتونس تمتاز بعمقها واستمراريتها على المستوى الشعبي والرسمي في أعلى مستوى وكذلك على المستوى الدبلوماسي والسياسي. وجاءت زيارة الراحل الرئيس السبسى إلى مصر فى عام 2015 لتفتح عهدا جديدا من العلاقات بين البلدين . ولحسن حظى أنها جاءت بعد فترة وجيزة من استلام مهامي كسفير لتونس بمصر. كان هناك تناغم كامل وتقدير واحترام متبادل بين الرئيسين السيسي والسبسىي وكثيرا ما أكد الرئيس الراحل السبسي على متانة العلاقات التى تجمع البلدين حكومة وشعبا.
ثم توالت الزيارات المتبادلة حيث كان الرئيس الراحل الرئيس الباجي السبسي حريصا على المشاركة في القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ ليؤكد عمق هذه الروابط بين تونس ومصر، كما شارك الرئيس السيسى فى القمة العربية 30 بتونس في مارس الماضى.
وهناك تبادل زيارات في أعلى مستوي، حيث قام وزير الشؤون الخارجية التونسى بـ11 زيارة لمصر و4 زيارات قام بها وزير الخارجية المصرى إلى تونس إضافة إلى انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين برئاسة رئيسي الحكومتين، في تونس، وتم خلالها التوقيع على اتفاقات ومذكرات تفاهم مهمة جدًا لتدعيم علاقات التعاون بين البلدين والشراكة التونسية المصرية.
أيضا هناك لجان التشاور السياسى والتشاور السياسي على المستوى الثنائى وفى إطار الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى وعلى المستوى الأممى لاسيما خلال عضوية مصر لمجلس الأمن ، ونتطلع إلى استمرار هذا التشاور والتنسيق خلال عضوية تونس في مجلس الأمن التى تبدأ يناير المقبل ونحرص على تطوير تلك العلاقات فى كافة المجالات ولنا علاقات جيدة بين رجال الأعمال ومختلف الفاعلين الاقتصاديين في البلدين.
ما انطباعك عن التجربة التى عاشها مصر منذ ثورة يناير ؟
أهنئ المصريين على ما تحقق من إنجازات كبيرة خلال الأربع سنوات فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى ، فقد نجح فى تحقيق طفرة بفضل كفاح ومثابرة الشعب المصرى ووقوفه خلف قيادته من أجل مستقبل أفضل، و كان له مشاركة كبيرة فى إنجاح بلده .
مصر بها أيضا زخم ثقافى وحركة ثقافية كبيرة ونشارك تونس فى مختلف تلك الفعاليات التى تقام بشكل مستمر كما تستضيف تونس عديد المشاركات المصرية في فعاليات تقام في تونس.
..وكيف ترى دور السيسى على صعيد العلاقات الخارجية؟
مصر معروفة بدبلوماسيتها القوية، و بلاشك كان للرئيس السيسى دور فى تطوير العلاقات الخارجية المصرية بنشاطه الدؤوب وزياراته المتعددة المتبادلة مع قادة الدول الأوربية و الأفريقية والعربية، والشراكات المتعددة فى الفضاءات الإقليمية والدولية وكل هذا دليل يؤكد أهمية مصر على الساحتين العربية والدولية، هذا إلى جانب توليها رئاسة الاتحاد الأفريقى .
ما الذى تطمح إليه الدول العربية من مصر بصفتها رئيسة الاتحاد الأفريقى؟
رئاسة مصر الاتحاد الأفريقى جاء امتدادا وتكريسا لدورها الإقليمى المحورى، و قد نسقنا على مستوى الدول الست بإقليم شمال أفريقيا قبل توليها رئاسة الاتحاد لأن تكون مصر، صوت دول اقليم خلال رئاستها لهذه المنظمة ، ونهنئ ونقدر الدور الذى تقوم به فى أفريقيا.
تمر المنطقة العربية بصعوبات عدة..ما الدور المنوط بتونس من خلال عضويتها القادمة بمجلس الأمن ؟
تسعى تونس، فى إطار التنسيق مع الدول الشقيقة وجامعة الدول العربية ومن خلال عضويتها فى مجلس الأمن بداية من يناير المقبل كممثل للمجموعتين العربية والأفريقية، ان تعبر وتدافع عن مصالح تلك الدول ومنها مواصلة الدفاع عن القضية المركزية وهى القضية الفلسطينية، والعمل على ايجاد حلول للازمات في سوريا و اليمن وليبيا وتحديات منطقة الخليج ،وتدعيم ركائز الامن والاستقرار والشرعية الدولية في العالم .
جانب من الحوار
القمة العربية التى عقدت بتونس فى مارس الماضى كانت لها أهمية كبيرة..وضحها لنا وما مثلته مشاركة الرئيس السيسي بالنسبة لكم ؟
كانت القمة العربية بتونس فى غاية الأهمية وحدث تاريخى خاصة بمشاركة عدد كبير من القادة العرب، وأثمرت نتائج متميزة لاسيما موقف القمة للتأكيد على أن الجولان أرض عربية سورية محتلة بفعل القانون وبفعل الاعتراف الدولي منذ أكثر من 40 سنة.
شهدت القمة دعما واضحا للقضية المركزية للأمة العربية والتضامن العربي بأن تظل القضية الفلسطينية هي القضية الأم، وتفعيل الدور العربى فى مناصرة الشعب الفلسطيني و دعم الاقتصاد الفلسطيني، حيث جاء إعلان تونس الذي صدر عن القمة، مجسما لكافة القرارات.
وقد حرصت تونس على أن تكون القمة العربية 30، قمة التوافق وتحييد الخلافات وبالخصوص اعادة القضية الفلسطينية ومسألة القدس الشريف والجولان السوري إلى صدارة أولويات واهتمامات الدول العربية.
وكانت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بها ، رسالة إيجابية لعمق العلاقات بين البلدين والشعبين المصرى والتونسى.
ثورة "الياسمين" مثلت نقلة فى تاريخ ومستقبل تونس..فما الذى مثلته بالنسبة للتونسيين والمكاسب التى حصدوها؟
إن ثورة 2011 نعتبرها ثورة الكرامة واسترجاع الحقوق والأمل في تحسين الأوضاع الاجتماعية، وكانت أهم المكاسب تتمثل في تكريس قيم المواطنة والحرص على التعايش مع بعضنا البعض وتقبل الاخر وأن تونس تحتضن الجميع، فضلا عن تكريس مبادئ حرية التعبير والإعلام. ورغم الصعوبات الاقتصادية الظرفية إلا أننا نمضى بثبات لترسيخ مكاسب هذه التجربة في اطار التوافق الوطني.
كيف تقيم دور الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى؟
الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي رجل دولة بكل المعاني والمقاييس وكان شخصية دولية مرموقة جدّا كأحد أبرز زعماء العالم.
لقد كان الرئيس الراحل حريصا على إبراز الشخصية التونسية والدفاع عن تفرد النموذج والتجربة التونسية في المسار الديمقراطي وخصوصيتها.
لقد شهدت السنوات الأخيرة بفضل سياسته المتبصرة نقلة نوعية غير مسبوقة لعلاقات تونس مع كافة الدول العربية والقوى الاقليمية والدولية من خلال الزيارات التي أداها إلى العديد من الدول ، أكدت ما يكنه قادة هذه الدول لسيادته رحمه الله من تقدير ولمواقفه تجاه القضايا العربية والإقليمية.
وقد انعكس ذلك في عودة تونس بقوة على الساحة العربية والإسلامية في السنوات الأخيرة ، وتقوية علاقاتها بالدول العربية وقد تجلى ذلك بوضوح في إجماع القادة العرب على اختيار تونس لاحتضان للقمة العربية 30 التي كانت من انجح القمم العربية خلال العشر سنوات الأخيرة بشهادة الدول الاعضاء والأمين العام للجامعة ، رغم دقة المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية وخاصة ما تمخضت عنه قمة تونس من قرارات.
و حرص الرئيس الراحل السبسي على تفعيل دور كل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الأزمات العربية في كل من سوريا واليمن وليبيا وآخرها مشاركته في القمة العربية الطارئة والقمة الإسلامية في مكة المكرمة.
وكان له دور محوري في الأزمة الليبية لا سيما من خلال مبادرته الرئاسية لاتخاذ حل سلمي توافقي للأزمة ودعم الحوار بين كافة الأطراف الليبية ومساعيه المتواصلة والحثيثة لاستقبال كافة الفرقاء وحثهم على الحوار كسبيل وحيد لحل الأزمة و التمسك بالحل السياسي.
وكانت مقاربته محل اشادة وتقدير وليس فقط من قبل الرؤساء والملوك وانمّا أيضا من قبل الامين العام للأمم المتحدة، ودعم مبعوثه الخاص الى ليبيا، وكذلك من قبل زعماء العالم لا سيما خلال مشاركة سيادته في القمم رفيعة المستوى في باريس وبلارمو حول الأزمة الليبية.
السفير نجيب المنيف: الانتخابات الرئاسية تكريس للاستحقاقات الدستورية بتونس..حريصون على الحياد والشفافية فى العملية الانتخابية
النتائج الأولية للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الثلاثاء والجولة الثانية لن تتجاوز 13 أكتوبر
ـ السفير المنيف: رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى امتداد وتكريس لدورها الإقليمى المحورى..ونقدر دورها كمدافع عن مصالحنا
ـ كان للسيسي دور فى تطوير العلاقات الخارجية المصرية بنشاطه الدؤوب وزياراته المتعددة المتبادلة مع قادة العالم
ـ العلاقات بين الشعبين المصرى والتونسى تاريخية..ونحرص على تطويرها فى كافة المجالات
ـ مشاركة السيسي فى القمة العربية بتونس حملت رسالة إيجابية للشعبين
السيسى حقق طفرة فى مصر..وأهنئ الشعب المصري وقوفه خلف قيادته وما تحقق من إنجازات رائعة خلال الأربع سنوات فى عهد الرئيس السيسى
زيارة السبسي لمصر فتحت عهدنا جديدنا للعلاقات بين البلدين ..كان هناك تناغم بين السبسي والسيسي
الانتخابات البرلمانية فى السادس من أكتوبر وللتونسسن بالخارج أيام 4 و5 و6 أكتوبر
ـ مليون و300 تونسى مقيمون خارج تونس فى خمس قارات..عدد المسجلين 386 ألف تونسى
ـ تنضم تونس لعضوية مجلس الأمن يناير المقبل كممثل للمجموعتين العربية والأفريقية وسنسعى للدفاع عن قضايا المنطقة والقضية الفلسطينينة فى المقدمة
ـ 63% من خريجين جامعات تونس هم فتيات
ـ السبسى تقدم بمبادرة تشريعية للمساواة فى الميراث بين الرجل والمرأة لكن البرلمان التونسى لم يصادق عليها حتى الآن ونتمنى إتمامها
زيارات متبادلة بين البلدين على مستوى رفيع .. فقام وزير الشؤون الخارجية التونسى بـ11 زيارة لمصر و4 زيارات قام بها وزير الخارجية المصرى إلى تونس
مرحلة مفصلية وحاسمة تمر بها تونس هذه الأيام، فبعد أول استحقاق رئاسي عقب ثورة الياسمين فى 2014 كان التونسيون على موعد مع الاستحقاق الثاني للإدلاء بأصواتهم واختيار الرئيس الذى سيسكن قصر "قرطاج" خلفا للرئيس الراحل الباجى قايد السبىسي من بين 24 مرشحا.
إن انطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية اليوم يمثل مرحلة هامة فى تاريخ تونس ويعد تكريسا للاستحقاقات الدستورية التى تعمل تونس على مزيد ترسيخها وذلك تدعيما للمسار الديمقراطي ، هذا ما وصف به السفير نجيب المنيف سفير تونس لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، مرحلة الانتخابات الرئاسية التى انطلقت، صباح الجمعة الماضى، خارج تونس بـ44دولة حول العالم بمختلف القارات، وتتركز الشريحة الأكبر فى أوروبا .
أضاف السفير نجيب المنيف ، فى حوار خص به اليوم السابع بمقر السفارة، أن العملية الانتخابية بها قدر كبير من المصداقية والشفافية ، وتجرى بالكامل تحت إشراف وتنظيم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
ووصف مشاركة أبناء الجالية التونسية فى مصر بـ"المشرفة"، وأكد إقبال المواطنين على المشاركة فى التصويت فى إطار التزامهم بواجبهم تجاه بلدهم وحرصهم على المشاركة في الحياة السياسية والشأن العام أينما تواجدوا داخل الوطن وخارجه.
وشدد السفير المنيف على خصوصية العملية الانتخابية بتونس مؤكدا الحرص على شفافية الانتخابات مبرزا أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وهيئاتها الفرعية في الخارج تتكفل بصفة حصرية بالاشراف على تنظيم العملية الانتخابية برمتها ، وموضحا أن بلاده قدمت تجربة فريدة وجديدة خلال هذه الانتخابات وهى المناظرات التليفزيونية بين المرشحين .
ووصف العلاقات بين مصر وتونس بـ"التاريخية"، مشيرا إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى تمثل امتدادا لدورها المحورى بالمنطقة ، كما تطرق للعديد من الملفات فإلى تفاصيل الحوار..
ـ انطلقت عملية التصويت فى انتخابات التونسية بالخارج ـ الجمعة ـ فى عدد من البلدان منها مصر..ما أهمية هذه المرحلة بالنسبة للشعب التونسى؟
إن انطلاق عملية التصويت بالانتخابات الرئاسية اليوم يمثل مرحلة شديدة الأهمية فى تاريخ تونس ويعد تكريسا للاستحقاقات الدستورية وتدعيما للمسار الديمقراطي في البلاد .
وقد فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها لمواطني تونس صباح الجمعة فى تمام الثامنة صباحا ـبتوقيت كل دولة ـ فى الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، تحت إشراف وتنظيم حصري من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات .
السفير التونسى يتحدث لليوم السابع
وفى مصر خصصت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس مركزين لاقتراع الجالية التونسية فى مصر أحدهما فى مقر السفارة التونسية بالقاهرة بمنطقة الجزيرة، ومكتب اقتراع الثاني فى الإسكندرية.
كيف تصف العملية الانتخابية ؟
أنا كمواطن وكمسئول أشعر بالفخر أن الانتخابات تجرى فى تنافس حر وفى إطار من المصداقية والشفافية، فالعملية الانتخابية التونسية لها خصوصية شديدة فهناك حرص كبير على تطبيق أعلى معايير المصداقية والشفافية لذا فإن الهيئة العليا للانتخابات وهيئاتها الفرعية في الخارج هى المنوطة بصفة حصرية بالعملية الانتخابية برمتها ومراقبة سيرها وصولا للفرز واعلان النتائج، وهى هيئة دستورية منتخبة من قبل البرلمان التونسي ، وتلتزم البعثات الدبلوماسية و القنصلية خارج الأراضى التونسية بالحياد التام إزاء تلك العملية لأننا حريصون على الشفافية، وعلى عدم التدخل فى تلك العملية ومهمتنا فقط توفير الدعم اللوجيستى والإمكانيات اللازمة لسير هذه العملية في أفضل الظروف.
السفير نجيب المنيف فى جانب من الحوار
وهناك إقبال على المشاركة من أبناء الجالية التونسية فى مصر التزاما بواجبهم الوطنى تجاه بلدهم، ويقدر عدد أبناء الجالية فى مصر بنحو 5 آلاف تونسى .
كم بلغ عدد المسجلين بالانتخابات من الجاليات التونسية بمختلف الدول وطرق التسجيل؟
هناك مليون و300 تونسى مقيمون خارج تونس فى خمس قارات، بلغ عدد المسجلين منهم 386 ألف تقريبا ، فعملية التسجيل تخضع لإرادة المواطن وتتم بصفة شخصية وارادية عبر مكاتب وفروع الهيئة العليا للانتخابات أو التسجيل عبر الموقع الالكتروني للهيئة وفروعها ، وإذا لم يسجل المواطن نفسه لن يجد اسمه فى القوائم الانتخابية.
ومن لهم حق التصويت فى الانتخابات الرئاسية المبكرة يقدر بـ7 ملايين و88 ألف ناخب تقريبا داخل وخارج تونس.
نتطلع أن تتم هذه المرحلة بنجاح، ومن المنتظر الإعلان عن النتائج الأولية للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر الجارى، وبالنسبة لموعد الجولة الثانية، فمن المقرر ألا تتجاوز 13 أكتوبر لتعلن النتائج النهائية بعد انقضاء أسبوع على انتخابات الجولة الثانية.
المنيف
شاهدنا خلال الانتخابات التونسية 3 مناظرات تليفزيونية بين الـ26 مرشحا .. كيف تقيم هذه التجربة؟
تونس قدمت تجربة فريدة وجديدة فى العالم العربى، خلال الانتخابات الرئاسية وهى المناظرات التليفزيونية بين المرشحين من مختلف الأحزاب السياسية والمستقلين ، والتى أثرت المشهد الانتخابي حيث عرض من خلالها كل مرشح برنامجه الانتخابى ضمن الدعاية الانتخابية واستمرت لثلاثة أيام تحت عنوان "الطريق إلى قرطاج.. تونس تنتخب"، تعد هذه الظاهرة هى الأولى من نوعها بتونس والعالم العربى، وكانت تجربة مهمة أثرت المشهدين الإعلامى والسياسى والانتخابي فى تونس، فالتجربة ثرية بالنسبة إلى الناخب التونسى والمرشح خلال هذه المناظرات والحملة الانتخابية بشكل عام التى استمرت 12 يوما.
جانب من لقاء سفير تونس مع اليوم السابع
وقد دخلت تونس مرحلة الصمت الانتخابى منتصف ليل الجمعة وتجرى الانتخابات داخل تونس الأحد يوم 15 .
وماذا عن الانتخابات البرلمانية ؟
الاقتراع الخاص بالانتخابات البرلمانية سيكون في السادس من أكتوبر 2019 بالنسبة إلى الناخبين التونسيين، على أن يكون الاقتراع بالنسبة إلى التونسيين في الخارج ممتداً على ثلاثة أيام من 3 إلى 5 أكتوبر المقبل.
ننتقل للمرأة .. ما تقييمك لمشاركة المرأة التونسية فى التصويت؟
كانت المرأة التونسية أول امرأة عربية تنتخب وتُنتخب منذ سنة 1956، وهى حاليا في مقدمة من توافد من المواطنين إلى مقر السفارة صباح أول يوم من أيام التصويت، وتحرص على تشجيع واصطحاب أهل بيتها للتصويت أيضا، ومشاركة المرأة ليست أمرا غريبا فى بلادنا حيث اعتادنا فى تونس على مشاركة المرأة والرجل جنب إلى جنب فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها من مجالات الشأن العام .
السفير يتحاور مع اليوم السابع
المرأة التونسية تحصلت على الكثير من الحقوق ولها مكانة فى مختلف المجالات، فـ63% من خريجين جامعات تونس هم فتيات، 75% من الصيادلة سيدات ، و60% من الأطباء هم سيدات وهى متواجدة بقوة أيضا فى مجال التكنولوجيا والقضاء والسياسة والاقتصاد والاجتماع، وتسعى لاقتحام مجالات أكثر وأرحب ونحن نفتخر كتونسيين بذلك ونسعى إلى مزيد تعزيز مكانتها.
بادرت تونس بالدعوة للمساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث.. كيف استقبل المجتمع التونسى هذه الدعوة وإلى أين وصل تطبيقها؟
كافة مكاونات المجتمع التونسى تحترم وتقدر موقع المرأة ودورها الفاعل فى الشأن العام، وهذه كانت مبادرة رئاسية تشريعية للمساواة فى الميراث بين الرجل والمرأة تقدم بها الراحل الرئيس السبسي، ولم يصادق عليها البرلمان التونسى حتى الآن، وأتمنى أن يتم ذلك خلال العهدة البرلمانية الحالية.
وتندرج هذه المبادرة الرائدة تكريسا لمنهج تونس الإصلاحى والتنويرى وتحقيق ركائزالمجتمع المتوازن والمتفتح، وذلك منذ منتصف القرن الماضى حيث أصدر المصلح الاجتماعى الكبير الطاهر الحداد كتابة "امرأتنا فى الشريعة والمجتمع" 1931 وتواصل هذا المنهج فى عهد الزعيم الحبيب بورقيبه عقب استقلال تونس عام 1956 من خلال إصدار مجلة الأحوال الشخصية فى 13 أوت 1956، ومنذ ذلك التاريخ كانت مكانة المرأة فى تونس متقدمة بالنسبة لدول كثيرة فى العالم العربى وسار الراحل الرئيس الباجى السبسي على نفس الطريق لدعم مكاسب المرأة .
نجيب المنيف
حدثنا عن العلاقات بين مصر وتونس؟
هناك جذور وروابط تاريخية عميقة بين الشعبين المصرى والتونسى، والعلاقات بين مصر وتونس تمتاز بعمقها واستمراريتها على المستوى الشعبى والرسمى فى أعلى مستوى، وكذلك على المستوى الدبلوماسى والسياسى.
وجاءت زيارة الراحل الرئيس السبسى إلى مصر فى عام 2015 لتفتح عهدا جديدا من العلاقات بين البلدين، ولحسن حظى أنها جاءت بعد فترة وجيزة من استلام مهامي كسفير لتونس بمصر، وكان هناك تناغم كامل وتقدير واحترام متبادل بين الرئيسين السيسي والسبسي وكثيرا ما أكد الرئيس الراحل الباجي على متانة العلاقات التى تجمع البلدين حكومة وشعبا.
ثم توالت الزيارات المتبادلة حيث كان الرئيس الراحل الرئيس الباجي السبسي حريصا على المشاركة في القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ، ليؤكد عمق هذه الروابط بين تونس ومصر، كما شارك الرئيس السيسى فى القمة العربية 30 بتونس في مارس الماضى.
وهناك تبادل زيارات في أعلى مستوى، حيث قام وزير الشؤون الخارجية التونسى بـ11 زيارة لمصر و4 زيارات قام بها وزير الخارجية المصرى إلى تونس، إضافة إلى انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين برئاسة رئيسي الحكومتين، فى تونس، وتم خلالها التوقيع على اتفاقات ومذكرات تفاهم مهمة جدًا لتدعيم علاقات التعاون بين البلدين والشراكة التونسية المصرية.
أيضا هناك لجان التشاور السياسى والتشاور السياسي على المستوى الثنائى وفى إطار الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى وعلى المستوى الأممى لاسيما خلال عضوية مصر لمجلس الأمن ، ونتطلع إلى استمرار هذا التشاور والتنسيق خلال عضوية تونس فى مجلس الأمن التى تبدأ يناير المقبل ونحرص على تطوير تلك العلاقات فى كافة المجالات ولنا علاقات جيدة بين رجال الأعمال ومختلف الفاعلين الاقتصاديين فى البلدين.
ما انطباعك عن التجربة التى عاشها مصر منذ ثورة يناير ؟
أهنئ المصريين على ما تحقق من إنجازات كبيرة خلال الأربع سنوات فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فقد نجح فى تحقيق طفرة بفضل كفاح ومثابرة الشعب المصرى ووقوفه خلف قيادته من أجل مستقبل أفضل، وكان له مشاركة كبيرة فى إنجاح بلده .
مصر بها أيضا زخم ثقافى وحركة ثقافية كبيرة ونشارك تونس فى مختلف تلك الفعاليات التى تقام بشكل مستمر كما تستضيف تونس عديد المشاركات المصرية فى فعاليات تقام فى تونس.
وكيف ترى دور السيسى على صعيد العلاقات الخارجية؟
مصر معروفة بدبلوماسيتها القوية، وبلاشك كان للرئيس السيسى دور فى تطوير العلاقات الخارجية المصرية بنشاطه الدؤوب وزياراته المتعددة المتبادلة مع قادة الدول الأوربية والأفريقية والعربية، والشراكات المتعددة فى الفضاءات الإقليمية والدولية وكل هذا دليل يؤكد أهمية مصر على الساحتين العربية والدولية، هذا إلى جانب توليها رئاسة الاتحاد الأفريقى .
ما الذى تطمح إليه الدول العربية من مصر بصفتها رئيسة الاتحاد الأفريقى؟
رئاسة مصر الاتحاد الأفريقى جاء امتدادا وتكريسا لدورها الإقليمى المحورى، وقد نسقنا على مستوى الدول الست بإقليم شمال أفريقيا قبل توليها رئاسة الاتحاد لأن تكون مصر، صوت دول اقليم خلال رئاستها لهذه المنظمة، ونهنئ ونقدر الدور الذى تقوم به فى أفريقيا.
تمر المنطقة العربية بصعوبات عدة.. ما الدور المنوط بتونس من خلال عضويتها القادمة بمجلس الأمن ؟
تسعى تونس، فى إطار التنسيق مع الدول الشقيقة وجامعة الدول العربية ومن خلال عضويتها فى مجلس الأمن بداية من يناير المقبل كممثل للمجموعتين العربية والأفريقية، ان تعبر وتدافع عن مصالح تلك الدول ومنها مواصلة الدفاع عن القضية المركزية وهى القضية الفلسطينية، والعمل على ايجاد حلول للازمات فى سوريا و اليمن وليبيا وتحديات منطقة الخليج، وتدعيم ركائز الامن والاستقرار والشرعية الدولية فى العالم .
جانب من الحوار
القمة العربية التى عقدت بتونس فى مارس الماضى كانت لها أهمية كبيرة..وضحها لنا وما مثلته مشاركة الرئيس السيسي بالنسبة لكم ؟
كانت القمة العربية بتونس فى غاية الأهمية وحدث تاريخى خاصة بمشاركة عدد كبير من القادة العرب، وأثمرت نتائج متميزة لاسيما موقف القمة للتأكيد على أن الجولان أرض عربية سورية محتلة بفعل القانون وبفعل الاعتراف الدولي منذ أكثر من 40 سنة.
شهدت القمة دعما واضحا للقضية المركزية للأمة العربية والتضامن العربى بأن تظل القضية الفلسطينية هي القضية الأم، وتفعيل الدور العربى فى مناصرة الشعب الفلسطينى و دعم الاقتصاد الفلسطيني، حيث جاء إعلان تونس الذى صدر عن القمة، مجسما لكافة القرارات.
وقد حرصت تونس على أن تكون القمة العربية 30، قمة التوافق وتحييد الخلافات وبالخصوص إعادة القضية الفلسطينية ومسألة القدس الشريف والجولان السورى إلى صدارة أولويات واهتمامات الدول العربية.
وكانت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بها، رسالة إيجابية لعمق العلاقات بين البلدين والشعبين المصرى والتونسى.
ثورة "الياسمين" مثلت نقلة فى تاريخ ومستقبل تونس.. فما الذى مثلته بالنسبة للتونسيين والمكاسب التى حصدوها؟
إن ثورة 2011 نعتبرها ثورة الكرامة واسترجاع الحقوق والأمل في تحسين الأوضاع الاجتماعية، وكانت أهم المكاسب تتمثل فى تكريس قيم المواطنة والحرص على التعايش مع بعضنا البعض وتقبل الاخر، وأن تونس تحتضن الجميع، فضلا عن تكريس مبادئ حرية التعبير والإعلام، ورغم الصعوبات الاقتصادية الظرفية إلا أننا نمضى بثبات لترسيخ مكاسب هذه التجربة فى اطار التوافق الوطنى.
كيف تقيم دور الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى؟
الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي رجل دولة بكل المعانى والمقاييس وكان شخصية دولية مرموقة جدّا كأحد أبرز زعماء العالم.
لقد كان الرئيس الراحل حريصا على إبراز الشخصية التونسية والدفاع عن تفرد النموذج والتجربة التونسية فى المسار الديمقراطي وخصوصيتها.
لقد شهدت السنوات الأخيرة بفضل سياسته المتبصرة نقلة نوعية غير مسبوقة لعلاقات تونس مع كافة الدول العربية والقوى الإقليمية والدولية من خلال الزيارات التي أداها إلى العديد من الدول ، أكدت ما يكنه قادة هذه الدول لسيادته رحمه الله من تقدير ولمواقفه تجاه القضايا العربية والإقليمية.
وقد انعكس ذلك في عودة تونس بقوة على الساحة العربية والإسلامية في السنوات الأخيرة ، وتقوية علاقاتها بالدول العربية وقد تجلى ذلك بوضوح في إجماع القادة العرب على اختيار تونس لاحتضان للقمة العربية 30 التي كانت من انجح القمم العربية خلال العشر سنوات الأخيرة بشهادة الدول الاعضاء والأمين العام للجامعة، رغم دقة المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية وخاصة ما تمخضت عنه قمة تونس من قرارات.
و حرص الرئيس الراحل السبسي على تفعيل دور كل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي فى الأزمات العربية فى كل من سوريا واليمن وليبيا وآخرها مشاركته فى القمة العربية الطارئة والقمة الإسلامية فى مكة المكرمة.
وكان له دور محورى فى الأزمة الليبية لا سيما من خلال مبادرته الرئاسية لاتخاذ حل سلمى توافقى للأزمة ودعم الحوار بين كافة الأطراف الليبية ومساعيه المتواصلة والحثيثة لاستقبال كافة الفرقاء وحثهم على الحوار كسبيل وحيد لحل الأزمة و التمسك بالحل السياسى.
وكانت مقاربته محل إشادة وتقدير وليس فقط من قبل الرؤساء والملوك وانمّا أيضا من قبل الامين العام للأمم المتحدة، ودعم مبعوثه الخاص الى ليبيا، وكذلك من قبل زعماء العالم لا سيما خلال مشاركة سيادته فى القمم رفيعة المستوى فى باريس وباليرمو حول الأزمة الليبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة