عادت أيادى رجال الآثار للمشروع العالمى "إحياء طريق الكباش الفرعوني"، والذى يتم فيه اتخاذ خطوات جادة لإنهائه خلال الفترة المقبلة لخدمة حركة السياحة، حيث أن خطة إحياء طريق الاحتفالات للملوك الفراعنة، تعتبر مشروع عالمى توقف منذ سنوات، والذى تأخر إنهائه رغم وجوده على أجندات الحكومات المختلفة، وحاليًا اقترب هذا المشروع التاريخى من الدخول لخط النهاية، وذلك عقب القيام بإزالة آخر العقبات بالمنطقة وهى "نجع أبوعصبة" بإزالة حوالى 130 منزلا بنيت على الطريق منذ عشرات السنين، وتم تعويض الأهالى بتلك المنازل بالكامل لاستكمال الطريق وترميمه من تلك المنطقة، ويجرى حاليًا العمل فى تلك المنطقة بالحفائر لإنهاء الطريق قريبًا.
وفى هذا الصدد انطلق عمال الحفائر ورجال وزارة الآثار، خلال الأيام الماضية فى أعمال الحفائر بـ"طريق الكباش الفرعوني" فى منطقة نجع أبو عصبة بالقرب من مدخل معابد الكرنك، وذلك عقب إزالة بعض المنازل الواقعة على طريق الملوك القدامى بالمنطقة، وذلك لاستكمال المشروع العالمى لخدمة حركة السياحة خلال الفترة المقبلة.
وقال الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه تم البدء فى أعمال الحفائر فور إزالة بعض المنازل بمنطقة نجع أبو عصبة الواقعة على طريق الكباش الفرعونى، وأسفرت الحفائر عن ظهور بعض الكباش من أسفل الطريق ويجرى استكمال الحفائر للحصول على أفضل النتائج لاستكمال مشروع إحياء طريق الكباش الفرعونى بالأقصر.
ويضيف أمين المجلس الأعلى للآثار، لـ"اليوم السابع"، أنه ظهر صف من الكباش بالطريق كانت أسفل بعض المنازل التى أزيلت مؤخرًا لاستكمال المشروع القومى بإحياء "طريق الكباش"، ومن المقرر استئناف أعمال الحفائر بالطريق بأكمله لخدمة حركة السياحية برحلة على الأقدام للأفواج السياحية بين معبد الأقصر ومعابد الكرنك.
فيما قال الدكتور مصطفى الصغير، مدير معابد الكرنك والمشرف على مشروع إحياء طريق الكباش، إن العمل يجرى على قدم وساق بمنطقة نجع أبو عصبة بصورة يومية لاستخراج الكباش من داخلها وإعادتها لموقعها الأصلى لخدمة المشروع وإنهاؤه قريبًا، موضحًا أن "طريق الكباش" له تاريخ كبير بـ"عيد الأوبت" الفرعونى الذى كان يطلق عليه "مهرجان الإوبت" فهو احتفال مصرى قديم كان يقام سنويًا فى طيبة – الأقصر - فى عهد الدولة الحديثة ومابعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث طيبة "آمون وموت وابنهما خونسو" مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة فى موكب احتفالى كبير، من معبد آمون فى الكرنك، إلى معبد الأقصر، فى رحلة تمتد لأكثر من كيلو مترين، وما يتم إبرازه فى هذا الطقس هو لقاء آمون رع من الكرنك مع آمون الأقصر.
وأضاف الصغير، لـ"اليوم السابع"، أن تماثيل الإله كانت تؤخذ عبر طريق الكباش الذى يربط بين المعبدين، وتتوقف فى المعابد الصغيرة التى شيدت خصيصًا فى طريقها وهذه المعابد الصغيرة أو الأضرحة كان يمكن أن تكون مليئة بالقرابين، المهداة للآلهة أنفسهم وللكهنة الحاضرين للطقوس كذلك"، موضحًا أنه فى نهاية الاحتفالات فى معبد الأقصر، كانت تغدو المراكب المقدسة عائدةً مرة أخرى إلى الكرنك وفى الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر كان يتم نقل التماثيل من وإلى الكرنك - الأقصر عن طريق القوارب فى النهر وليس عبر طريق الكباش.
وشرح مدير معابد الكرنك، تفاصيل "طريق الكباش"، مؤكدًا أنه عبارة عن طريق بمسافة 2700 متر ويضم عدة تماثيل على الجانبين بطول الطريق من معبد الأقصر وحتى معابد الكرنك، ويضم الطريق "كباش الأسرة الثامنة عشرة" وهى من البوابة عشرة بمعبد الكرنك جنوبًا إلى بوابة معبد موت شمالًا، وهى تماثيل كباش برأس الإله آمون رع بمسافة 350 مترا بإجمالى عدد الكباش 130 تمثالا "66 شرقًا و64 تمثالا غربًا"، و"كباش بوابة خنسو" بإجمالى عدد التماثيل 114 تمثالا، وبذلك يبلغ إجمالى تماثيل الأسرة الثامنة عشرة بالطريق 244 تمثالا، بالإضافة لـ"كباش الأسرة الثلاثين" وهى تماثيل أبو الهول وترجع للأسرة 30 بعصر الملك نختنبو الأول، من معبد موت حتى التقاطع غربًا بمسافة 200 متر بإجمالى عدد التماثيل 62 تمثالا، ومن التقاطع غربًا إلى شارع المطار جنوبًا بإجمالى مسافة 475 مترا بإجمالى 178 تمثالا، ومن المكتبة لشارع المطارع حتى شارع المطحن بمسافة 620 مترا، وتضم 200 تمثال، وكذلك 14 تمثالا آخرين من المحتمل أن تكون أسفل شارع المطحن ليصبح الإجمالى 214 تمثالا، ومن شارع المطحن حتى كنيسة العذراء بمسافة 225 مترا بإجمالى 79 تمثالا، و5 قواع أخرى من شارع توت عنخ آمون، ليصل إجمالى التماثيل 84 تمثالا، ومن كنيسة العذراء إلى مبنى السنترال بمسافة 383 مترا، بإجمالى 146 تمثالا، ومن السنترال حتى مدخل معبد الأقصر بمسافة 347 مترا بإجمالى 130 تمثالا، وبذلك تم الانتهاء من تركيب وترميم 1058 تمثالا، لكل من آمون رع وأبو الهول تقريبًا خلال الفترة الماضية.
أما العميد أيمن الشريف رئيس مدينة الأقصر، أعلن أنه تم الانتهاء تمامًا من أعمال رفع كفاءة "طريق الكباش" بمنطقة نجع أبو عصبة، بإزالة الأتربة والمخلفات الصلبة فى وقت قياسى، عقب إزالة كافة المنازل الواقعة على المنطقة التى تعتبر الجزء الأخير بطريق الكباش الفرعونى، موضحًا أنه تمت إزالة التراكمات وإنجاز أعمال رفع نواتج تطهير أنقاض نجع أبو عصبة فى 6 أيام فقط بعد جهد متواصل وعمل مستمر ليلًا ونهارًا من قبل حملة المعدات الثقيلة، مشددًا على أن هذا العمل يعد إنجاز غير مسبوق ضمن أعمال خطة تطوير طريق الكباش لجعله متحف مفتوح عالمى يليق باسم الأقصر، حيث تم الدفع بـ2 لودر و350 سيارة قلاب كبير لإزالة المخلفات تمكنت من رفع 3 آلاف متر مربع أتربة ومخلفات صلبة حتى مستوى سطح الأرض.
وأوضح رئيس مدينة الأقصر، لـ"اليوم السابع"، أنه تعود قصة منطقة نجع أبو عصبة الواقع على طريق الكباش الفرعونى بمحافظة الأقصر لعام 2005 حيث سعى محافظ الأقصر الأسبق سمير فرج لاستصدار قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1408 لسنة 2005 بنزع ملكية العقارات المتداخلة فى مسار طريق الكباش وإزالة العقارات وكشف الطريق وبناء سور حول الطريق وجعله متحف مفتوح لمرور السياح به، مشددًا على أن هذا المشروع يعد مشروع ضخم للغاية من حيث التكلفة لتعويض الأهالى طبقا لنص القانون 10 لسنة 1990 الذى نص صراحة على تعويض المضارين تعويض عادل نظير لملكياتهم المنزوعة، وقد تعامل المحافظ الأسبق سمير فرج لتنفيذ القرار، وتم تنفيذ نسبة كبيرة من الطريق، وأصبحت منذ ذلك الوقت منطقة "نجع أبو عصبة" بالكرنك هى أقرب النجوع المتاخمة لمعابد الكرنك والمتواجدة بطريق الكباش، فهى آخر محطة لكشف طريق الكباش، وفور قيام ثورة يناير توقفت جميع أعمال النزع وعادت المحافظة خلال العامين الماضيين لتستكمل كشف الطريق وإزالة نجع أبو عصبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة