تمراليوم الذكرى الـ88 على رحيل المجاهد والمناضل الليبى الشهير عمر المختار، أحد أبرز المقاومين العرب والمسلمين، إذ تم تنفيذ حكم الإعدام فيه من قبل المحتل الإيطالى فى 16 سبتمبر عام 1931.
ودفن الفقيد المناضل فى الأراضى الليبية التى طالما ظل يدافع من أجل استقلالها، لكن أين دفن شيخ المجاهدين، وهل تم نقله رفاته طوال تلك العقود السابقة؟
بحسب الدكتور على فرج فى دراسة نشرها فى جريدة القدس العربى فى العدد 5464 الصادر فى ديسمبر 2006، بعنوان "قصة ضريح ورمز: الشهيد عمر المختار"، إن جثمان الشهيد الراحل تم نقله فى اليوم التالى لإعدامه إلى مدينة قرية سلوق التى تبعد عن مدينة بنغازى حوالى 50 كيلومترا، ولكن الطليان أخذوا الجثمان إلى مقبرة سيدى عبيد التى تقع شمال شرق بنغازى، وتم دفنه هناك، فى مكان لا يعلمه أحد.
وينقل الكاتب عن الدكتور مهدى المطردى أحد مؤسسى جمعية عمر المختار، أن الجمعية من إنشاءه عام 1935، كانت مهمته البحث عن قبر عمر المختار، الذى دفن فى مكان غير معلوم فى سيدى عبيد، مشيرا إلى أنه تم أزيل القبر فى السنوات التالية ومعلم قبر الشيخ الشهيد، واكتشفت آثار بمدينة بنغازى، عام 1931، ومن حينها حاول المقربين للشيخ المجاهد معرفة مكان القبر لكن دون جدوى، فذهبوا إلى الشيخ مصطفى المدلقم الذى أكد لهم أنه هو الذى أنزل جثمان الشيخ للقبر، مشيرا إلى أن القبر غلق بالأسمنت المسلح، وكان المدلقم شيخ زاوية، فطالب منهم إخفاء الأمر خوفا من الإيطاليين، وفى اليوم التالى أطلعهم على مكان القبر، والذى أصبح معروفا فيما بعد.
بعدما تم اكتشاف القبر، قام محسين مأزق والى برقة التأكد من صحة المعلومات وحين تأكد أمر ببناء ضريح كبير تكريما للمناضل الكبير عمر المختار، وتم نقله رفاته من سيدى عبيد، وتم بناء الضريح بتكلفة 20 ألف جنيه بأمر من الملك الليبى، فى مدينة بنغازى أيضا، وقبل نقله إليه بيوم، أمسى جثمان الشهيد ليلته داخل مبنى البرلمان الليبى.
وبحسب جريدة الوسط الليبة، فإن الجثمان ظل فى هذه الضريخ إلى 16 سبتمبر 1980، حيث تم نقل رفات شيخ الشهداء مجدد إلى منطقة سلوق بناء على على رغبة الزعيم الليبى الأسبق العقيد معمر القذافى.
وتذكر الجريدة أيضا أن القذافى فى عام 2010، قرر إقامة برج تجارى ونصب تذكارى باسم الشهيد عمر المختار فى مكان الضريح، وما بين مؤيد ومعارض، تم دراسة إعادة بناء الضريح ليليق بتاريخ المجاهد العظيم، لكن بعد قيام الثورة الليبية وسقوط نظام "القذافى" توقفت المبادرة.
الغريب أن الضريح تعرض بعد ذلك للإهمال بل إلى أنها وصلت إلى نبش قبر الشهيد، فبحسب ما ذكرته عدد من المواقع الاخبارية نقل عن مصادر صوفية بليبيا، إن متشددين نبشوا قبر وضريح شيخ المجاهدين عمر المختار بمنطقة "المدافن العامة "بدعوى أنه يعبد من دون الله، وأن الصوفية والتابعين للطريقة السنوسية يقومون بطقوس وثنية وشركية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة