بدأ موسم الدميرة (حصاد البلح) فى الوادى الجديد حيث يقوم آلاف المزارعين بجنى المحصول بعد رحلة عناء طوال العام استنفذوا فيها كل جهدهم من أجل تلك اللحظة حيث يعتمد أغلب سكان المحافظة على نوع واحد من التمور وهو التمر السيوى والذى يحقق لهم إنتاجا جيدا وتشتهر به المحافظة بجانب الأنواع المستحدثة التى جرى إدخالها وبدأت فى الإنتاج ومنها البارحى والمجدول والسلطاني.
ورصدت عدسة اليوم السابع أجواء حصاد التمور وجمع البلح حيث بدأ الموسم بقوة فى مركز الداخلة نظرا لجودة المنتج وتوفر مواصفات التصدير فيه وهو ما ساهم فى استقرار أعمال حصاد البلح وتوريده للجمعيات والتجار بأسعار مرتفعة تبدأ من سعر 12 جنيه للكيلو .
ويعيش المزارعون وأصحاب مزارع التمور لحظات حرجة تشبه أجواء بورصة الأوراق المالية وذلك لحين تحرير سعر البلح وعدم تقييد سعره وهو ما يؤدى لتراخى عدد من المزارعين عن بدء الحصاد لعدم رضاهم عن السعر الحالى والذى بدأ ب 11 جنيه للكيلو ثم تراجع إلى 10 جنيهات وما زال يتأرجح دون تجاوز سعر 12 جنيه.
وقال أحمد على أحد المزارعين فى تصريح لـ اليوم السابع إن هذا الموسم يبشر بالخير فى ظل ارتفاع سعر البلح فى بداية الجمع ومن المتوقع أن يرتفع السعر خلال الأيام القادمة نطرا للجودة المعروفه عن تمور الوادى الجديد بجانب قيام عدد من المزارعين بتجهيز مخازن مؤقتة لحفظ التمور لحين بيع المحصول بأغلى سعر كما يترك عدد آخر من المزارعين التمور على الأشجار دون حصاد لحين ارتفاع السعر مقارنة بالعام الماضى حيث وصل سعر الكيلو إلى 17 جنيه.
وأكد على، أنه من المتوقع أن يحقق الإنتاج الإجمالى للتمور هذا العام طفرة إنتاجية كبيرة بسبب باكورة الانتاج للمزارع الجديدة التى تمت زراعتها منذ سنوات وبسبب الرعاية الزراعية المستمرة للمزارع بمعرفة مديرية الزراعة والإدارات الزراعية التابعة لها.
وقال محمود حسن مزارع فى تصريح لـ اليوم السابع إن موسم حصاد البلح يمثل أهمية بالغة لكل أهالى الوادى الجديد والذين يعتمدون كليا على إيرادات محصول البلح فى إتمام الزواج لأبنائهم وبناتهم وكافة النفقات المعيشية ويعرف باسم موسم الدميرة المرتبط بفرحة الأهالى بموسم الحصاد والذى يشارك فيه كل أفراد الأسرة بالنسبة لصغار المزارعين فيما تقوم المزارع الكبيرة بحصاد المنتج وتوريده مباشرة لمجمعات التمور بالمحافظة أو بيعها للتجار باتفاقات مسبقة.
ويعتمد نظام جمع التمور بصورة كبيرة على نظام المجمعات التى يقوم عليها عدد من الشباب الذين يعتبرونها فرص عمل موسمية لتحقيق فائض ربح منها وذلك من خلال عمل فروشات على الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية للمزارع ويعمل فيها عشرات الشباب بأجر يومى ويعمل البعض الآخر لحسابه الخاص باستثمارات محدودة لصالح كبار التجار بفروق فى الربح لصالحه.
وقال أحمد حسين، أحد الشباب العاملين فى مجمعات التمور فى تصريح لـ اليوم السابع أن مشكلة عدم ثبات سعر البلح فى مركز الخارجه يسبب قلقا للمزارعين ويجعلهم متخوفين من البيع بسعر أقل مما كان معروضا حيث انخفض سعر الكيلو بقيمة جنيه تقريبا مما أدى لتوقف المزارعين عن الحصاد.
وأضاف حسين انهم يقومون بجمع التمور من المزارعين بصورة مباشرة لصالح التجار والبعض الآخر يقوم بالتخزين فى ثلاجات مخصصة للبلح بكميات مطلوبة بتعاقدات يتم تجهيزها بحانب توريدات لصالح مصانع البلح وفقا لطاقه كل مصنع من حيث الإنتاج السنوي.
ومن جانبه أكد الدكتور مجد المرسى وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد فى تصريح لـ اليوم السابع أن موسم جمع التمور يسير بصورة منتظمة ومن المقرر أن يتم إعلان السعر الرسمى للشراء بمجمع التمور المركزى التابع للمحافظة الأسبوع القادم مؤكدا أن التكلفة الفعلية لإنتاج كيلو البلح يبلغ حوالى 6 جنيهات بعد حساب كافة التكاليف حتى الحصاد وهو ما يعنى أن سعر الكيلو بقيمة 12جنيه هو سعر ممتاز لصالح المزارعين.
وأضاف المرسى أنه من المتوقع أن يصل إجمالى الانتاج من التمور حوالى 80 ألف طن بزيادة كبيرة عن العام الماضى والذى بلغ 65 ألف طن على مستوى المحافظة وذلك بسبب زيادة التحميل والرعاية الجيدة لأشجار النخيل تنفيذا لتوجيهات اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد بتوفير كافة سبل الرعاية لمزارع النخيل وهو ما تحقق فعليا بدعم وزارة الزراعة ومنظمة الفاو ومنطمة اليونيدو وشركاء التنمية من الجهات المانحة التى تدعم التوسع فى زراعات النخيل.
وأفاد المرسى بأنه من غير المستحب ترك محصول البلح بعد نضجه فوق الاشجار وذلك لما سينتج عن ذلك من إلحاق الضرر بالمحصول فى ظل دخول منطومة متكاملة للفرز والتى تظهر كافة عيوب التمور وتؤدى لخفض سعره وهذه العيوب تنتج عن عدم الالتزام بتقنيات رعاية أشجار النخيل حتى موسم الحصاد ومنها عدم تزميط العراجين وهو ما يسبب إنتاج نسبة فاقد كبيرة من المحصول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة