فجر الشعب التونسى، مفاجأة أنطلق بها خارج مساحات التوقعات العالمية، بتصويته لصالح المرشح السجين نبيل القروى، ليخوض جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، مع القانونى المحافظ قيس سعيد، ولكن ماذا لو فاز القروى بالرئاسة، وهو محبوس على ذمة اتهامه بغسيل الأموال والتهرب الضريبى؟
المرشح الفائز بجولة الاعادة
القروى خلف الأسوار
البداية حين حاول البرلمان التونسى إثناء القروى عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، حين حاول تعديل القانون الانتخابى، ورفض وإلغاء ترشح كل من يتبين قيامه أو استفادته من أعمال ممنوعة على الأحزاب السياسية خلال السنة التي تسبق الانتخابات التشريعية أو الرئاسية، غير أن الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسى رحل ولم يوقع على التعديل، تاركا الباب مفتوحا أمام القروي للمشاركة.
القروى وسط المحتاجين
وكانت النتائج الأولية التى أعلنها مؤسسة ''سيجما كونساي'' لرصد الأراء، ووسائل الإعلام التونسية، تشير إلى تصدّر المرشحان للرئاسة قيس سعيد ونبيل القروي نسب التصويت في الدور الأول للرئاسية، وفق التقديرات الأولية.
وجاء المرشح عن حركة النهضة عبد الفتاح مورو الثالث بنسبة 11.0 % ، يليه في المرتبة الرابعة المرشح عبد الكريم الزبيدي بنسبة 9.4%، يليه المرشح يوسف الشاهد بنسبة 7.5 ب%. وجاء الصافي سعيد بنسبة 7.4 %، في حين حلّ لطفي المرايحي في المرتبة السابعة بنسبة 5.8 %،وجاءت عبير موسي في المرتبة الثامنة بنسبة 5.1 %، يليها محمد عبو بنسبة 4.3 % ، ثم سيف الدين المخلوف في المرتبة العاشرة بنسبة 4.0 %.
القروى
وفى تصريحات إعلامية، قال ابراهيم بوصلاح مساعد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف التونسية: إنها القضية الأولى من نوعها في تونس، يجب أن أقول هنا أننا سنكون أمام فراغ في حال فوزه، وسنكون في مأزق قانوني".
وبفوز القروى فى الجولة الأولى تطلع التونسيون إلى ما قد يقدمه فى حالة وصوله إلى قصر قرطاج، ولأنه لم يشارك فى المناظرات الرئاسية، فقد توقع الجميع برنامجا مبنيا على أعماله الخيرية التى ظهر بها على الساحة خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى خبرته فى العمل السياسى مع الراحل الباجى قايد السبسى.
جزء من حملة القروى
ولم يتطرق كثير من المتابعين للشأن التونسى، إلى ما سيحدث إذا ما حكم القضاء على نبيل القروى حكمًا نهائيًا، حيث قال نبيل بفون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية، إن ترشح القروى منذ البداية كان مقبولًا وفق للقانون، ولكن إذا صدر حكم قضائى نهائى فى الاتهامات الموجهة إليه، فإن اسمه سيلغى من قائمة المرشحين، وسيتقدم المرشح الذى يأتى بعده، وهو عبد الفتاح مورو الذى جاء فى المرتبة الثالثة.
رجل الأعمال
وبعد أن خرجت النتائج الأولية للانتخابات التونسية لتعلن تصدر المرشح نبيل القروى، أصدر المسجون بيانًا أظهر من بين طياته اندهاشه للشعب التونسى الذى قال كلمته عكس كل التوقعات قائلًا: اليوم نهار استثنائىّ، استثنائى للدّيمقراطيّة، استثنائى فى حياة التونسيّات والتونسيين، استثنائى فى تاريخ بلادنا، شعب تونس العظيم، اليوم أنت قلت كلمتك ونحنا سمعناك من خلال تصويتك، أنت عبّرت على إرادتك وعلى التنوّع اللى فيك، لكنّك عبّرت أنّو أولويّتك هى رغبتك باش تغيّر وضعك وحاجتك للأمل" .
وتابع القروى: "اليوم أنتم عاقبتو النّاس اللى حاولت تسرق أصوات الناخبين وتتلاعب بالانتخابات بحطّانى فى السجن من غير محاكمة ومنعى من القيام بحملتى، رسالتكم واضحة وسمعها كلّ العالم".
شارك فى حملة السبسى
ونبيل القروى هو إعلامى متخصص فى صناعة الإعلانات بشركاته المعروفة في هذا المجال، ومدير التلفزيون الخاص "نسمة" الذي عرف من خلاله كيف يصنع لنفسه تاريخا فى العمل العام.
واعتمدت شعبية نبيل القروى أيضًا، على العمل الخيرى من خلال جمعيته "خليل تونس"، ويملك رصيدا شعبيا عند فئات تعرضت للتهميش الاقتصادي والاجتماعي والإعلامى والتى أسسسها بعد أن تلقى صدمة قوية بوفاة نجله الشاب فى اغسسطس 2016 إثر حادث مرورى بما دفعه الى تأسيس جمعية خيرية تخليدًا لاسمه عملت على تقديم مساعدات للفقراء والمحتاجين فى البلاد، وزادت من شعبيته.
مطالبات بالافراج عن نبيل القروى
والقروى هو أحد مؤسسى حركة نداء تونس برئاسة الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى، وقام بالإشراف على الحملة الانتخابية للحزب، والذى واجه به حركة النهضة فى ذروة قوتها، وانسلخ بعدها من الحزب نتيجة الانقسامات والاختلاف فى وجهات النظر بين قادته.
وبعد الخروج من الحزب الحاكم، أعلن القروى عن تأسيس حزب قلب تونس معتبرًا نفسه نصير الفقراء ولكن البرلمان التونسى قررإدخال تعديلات على القانون الانتخابى يقضى بإقصاء أصحاب المؤسسات الإعلامية والجمعيات من خوض غمار الانتخابات القادمة.
وقررت السلطات التونسية منع نبيل القروي من السفر وتجميد أصوله، وتوجيه تهم غسيل الأموال إليه، بينما اتهم القروي ، رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالاستغلال الفاحش لمؤسسات الدولة ووسائلها في تصفية الخصوم السياسيين.
نبيل القروى الاعلامى
وفى عام 2007، دشن القروى قناته الخاصة وانتقده الكثيرون آنذاك بوصفه دخل بيت طاعة النظام السابق، ولكنه صرح بأنه تذاكى على ديكتاتورية الرئيس المخلوع زين العابدين بن على بإدخال رئيس الوزراء الإيطالى السابق ورجل الاعمال سيلفيو بيرسكونى شركاء له حتى لا يرفض طلب التأشيرة أولا وحتى يحمى نفسه من سطوة العائلة المالكة ثانيًا.
نبيل القروى مع إحدى جماهيره
وفى أكتوبر 2011 فجر نبيل القروى أزمة كبرى عندما قرر بث شريط سينمائي كرتوني عن الذات الإلهية، وتسبب فى هجوم مالا يقل عن 300 شخص من السلفيين على مقر القناة في محاولة لإحراقها، قبل أن يقدم القروي اعتذاره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة