عقدت فيسبوك، أشهر منصة للتواصل الاجتماعى فى العالم، ورشة عمل فى مكتبها الإقليمى بدبى بمشاركة العديد من خبراء التسويق وبعض مشاهير "السوشيال ميديا"، تحدث خلالها مسئولى الموقع الأزرق عن إجراءتهم وتحدياتهم لمحاربة الأخبار الكاذبة والصفحات الوهمية وأخطاء المعلنين فى الاستعانة بـ"الانفلونسرز" المؤثرين، وكيف يمكن أن يستفيد أصحاب الأعمال والشركات من المنصة فى تنمية أعمالهم.
وتعمل شبكة فيسبوك على توصيل نحو 2.7 بليون إنسان حول العالم، ونحو 187 مليون شخص فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لذا تواجه العديد من التحديات انطلاقا من مسؤوليتها كان أبرزها الأمان وفقا لما أكده شانت اوكنايان مدير مبيعات المجموعة فى الشرق الأوسط وشمال افريقيا بورشة عمل للشركة بمكتبها الأقليمى بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال اوكنايان، إن الشركة تعطى أولوية للأمن والآمان لدى المستخدم على الشبكة، مضيفا أنه خلال السنوات الماضية استعانت بأكثر من 30 ألف موظف لهذا الغرض يتعاملون مع نحو 2 مليون من المعلومات المرتبطة بهذا الأمر يومياً عبر الذكاء الصناعى حيث أنفقت ملايين الدولارات حول هذا الأمر.
وفيما يتعلق بالحسابات غير الحقيقية، أوضح أن الشركة تسعى لإزالة كل الحسابات غير الحقيقية والأخبار المختلقة وتعطى الفرصة للقارئ لمعرفة ذلك ومن أين جاءت هذه الأخبار، كما تستعين الشركة بأنظمة حماية البيانات العامة وتتيح سيطرة المستخدم أكثر على معلوماته وبياناته.
ولزيادة الشفافية، قال إن الموقع الأزرق يتيح للعميل عند مشاهدة أى منشور على فيسبوك معرفة لماذا يرى هذا المنشور، حيث أجرت فيسبوك تغيرات كثيرة على الشبكة خلال الشهور الماضية.
وقال إن مارك زوكربرج مؤسس فيسبوك، لديه رؤية تتمحور حول خصوصية مستخدم الفيسبوك حيث نعطى للناس مساعى للتواصل والتعبير عبر الانترنت بأماكن محمية بفيسبوك وانستجرام من ناحية المتعاملون والزبائن وأصحاب الأعمال.
وأضاف أن هذا التطوير سيساعد الناس على تنمية أعمالهم عبر المنصة واسعة الانتشار فى العالم ولدينا الكثير من الحلول لمساعدة أصحاب الأعمال فى هذا الشأن ولدينا قصص نجاح.
التحرى عن الأخبار الكاذبة
من جهة أخرى، تزايدت شكوى مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى من انتشار أخبار زائفة أو شائعات على تلك المنصات، لذا تعمل إدارة فيس بوك على التحرى من دقة الأخبار المنشورة، ولتحقيق ذلك بدأت التعاون مع كبرى المؤسسات الإعلامية، وفقا لفارس العقاد - مسئول الشراكات الإعلامية لفيس بوك وإنستجرام فى الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، حيث كشف عن آلية التحرى من الأخبار الكاذبة.
يقول فارس العقاد، "إن فيس بوك أطلق آلية للتحقق من صحة الأخبار بصورة مستقلة، إذ أن أى أخبار كاذبة تنشر على الموقع بالشرق الأوسط، يتم التحرى عن صحتها من خلال وكالة الأنباء الفرنسية AFP، وذلك بعد إبلاغ المستخدمين عن تلك الأخبار"، مضيفا: "لا نتدخل لتحديد قرار صحة الخبر من عدمه، نكتفى فقط بتمويل وتسهيل عملية التحرى عن الأخبار".
وأضاف العقاد أنه حال اكتشاف أى خبر مزيف يتم فرض عقوبة على المنشور "البوست" من خلال تقليص نشره، وإذا تم تكرير نشر أخبار مزيفة يتم فرض عقوبة على الصفحة التى نشرتها والشركة الأم، تصل إلى حد إغلاق الصفحة.
وتابع، "كما أن هناك تعاونا مباشرا مع المؤسسات الإعلامية الكبرى الأكثر تأثيراً إعلاميا، من خلال عقد ورش عمل معها لتدريب الصحفيين وغرف الأخبار، وخلق آليات معينة لمساعدتهم على متابعة أخبارهم، ومتابعة الأخبار الكاذبة، كما أطلقنا مبادرة لتدريب 2500 صحفى بالشرق الأوسط، ونجحنا حتى الآن فى تدريب أكثر من 1600 صحفى، وذلك من خلال توفير التمويل لإحدى كبرى المنظمات الصحفية المستقلة لتدريب الصحفيين على سلامة الصحفيين ومحو الأمية الإلكترونية، وليس فقط التعاون بشأن موضوعات تتعلق بفيس بوك".
أما عن المردود المادى للمواقع الإخبارية عن إعلانات فيس بوك، أوضح العقاد أن هناك مبادرات مختلفة بعضها فى مراحل تجريبية وأخرى فى مراحل تطبيقية منها ما تم تطبيقه فى دول الإمارات والسعودية والأردن، وهى الإعلانات على الفيديوهات التى تصل مدتها لثلاث دقائق، فأى جهة إخبارية أو ترفيهية تنشر فيديو على صفحتها تسمح لنا بوضع إعلانات على تلك الفيديوهات، ويتم التشارك فى عائد هذه الإعلانات، وفى بعض البلدان، طالبنا من بعض الجهات الإعلامية أو الترفيهية بإنتاج منتج معين لنا على هذه الصفحة.
وتابع،"غير أنه من المستحيل أن يمول فيس بوك كل الجهات الإعلامية عالمياً، ولكن يجب إيجاد آليات متوازنة وعادلة تسمح للناشر أن يستفيد من جمهوره، ولكن نطلب منه أن يتأقلم مع طريقة المستهلك، خاصة أن أبرز التحديات التى تواجه وسائل النشر العربية أنها تقليدية بطريقة التفاعل مع المستخدم، فهناك مثلا صحف تنشر الأخبار كاملة على فيس بوك فى حين أن مستخدم فيس بوك خاصة الشريحة الشبابية لا تميل إلى قراءة الأخبار، وتفضل الفيديوهات بطريقة جذابة".
ـ أخطاء الاستعانة بـ"الأنفلونسرز"
واتجهت عدد كبير من الشركات إلى استخدام المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعى أو ما يطلق عليهم "الإنفلونسرز" للترويج لمنتجاتهم على تلك المواقع، ولكن بعض الحملات الإعلانية التى تجرى من خلال هؤلاء إما أنها لا تؤدى الغرض المطلوب منها أو تأتى بنتائج عكسية.
وفى هذا الإطار، يكشف أحمد يونس مدير فريق المبدعين بشركة فيسبوك وإنستجرام فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن الأخطاء التى تقع فيها حملات "الإنفلونسرز"، قائلا لـ"اليوم السابع"، إن هناك شركات عديدة اتجهت إلى تسويق منتجاتها على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال "الإنفلونسرز"، ولكن فى حالات كثيرة يكون استخدام هؤلاء المشاهير فى الحملات الإعلانية خاطئ تماماً.
ويوضح يونس الملقب بـ"فيزو"، بعض الأخطاء للحملات الإعلانية للإنفلونسرز، قائلاً :"بعض الشركات ترى أن ظهور الإنفلونسرز على مواقع التواصل الاجتماعى وهو يحمل إحدى منتجاتها بمثابة دعاية لها، وهذا أشهر الأخطاء، مدللا على حديثه بمثال لإحدى المؤثرات المشهورة فى أمريكا والتى ظهرت تروج لإحدى منتجات التجميل "روج" عن طريق صورة على موقع الإنستجرام إلا أن كافة التعليقات على الصورة كانت للملابس التى ترتديها.. ولم يعلق أحد على المنتج الدعائى".
ويضيف يونس:"المعلنين حالياً أصبحوا يتفهموا أن القيمة الحقيقية ليست فى عدد المتابعين أو المستخدمين الذى يمكن أن يصلهم لهم المشهورين، ولكن فى المحتوى الذى يعرضه"، متابعا :"وهناك خطأ آخر وهو فرض المعلن على الإنفلونسر طريقة معينة للدعاية لمنتجه، فأنها لن تحقق الغرض منها".
و"الإنفلونسرز" هو مصطلح جديد يُطلق على الأشخاص أصحاب التأثير على عدد كبير من الناس على وسائل التواصل الاجتماعى، ولمن يحظى بعدد كبير من المتابعين على إحدى منصات التواصل الاجتماعى، ولمن تحظى آراؤهم والصور ومقاطع الفيديو التى ينشرونها بانتشار واسع على المنصات المختلفة.
ينقسم المؤثرون إلى نوعين، الأول يضم المطربين والفنانين ونجوم الرياضة والطب والمشاهير، والثانى يجمع عامة الناس ممن أصبحوا مشاهير على مواقع التواصل الاجتماعى.
احمد حافظ يونس
شانت أوكنايان _ مدير مبيعات المجموعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
فارس العقاد
نيكيلا سرينيفاسان – مديرة إدارة المنتجات الإعلانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة