أكرم القصاص - علا الشافعي

بعد هجومه على اللاهوتين الجدد.. هل يرتدى الأنبا رافائيل قناع الرجل الحديدى؟

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019 09:28 ص
بعد هجومه على اللاهوتين الجدد.. هل يرتدى الأنبا رافائيل قناع الرجل الحديدى؟ الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس السابق
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة محسوبا على أى من التيارين الكنسيين المتصارعين حاليا، فقد كان يتبنى آرائه اللاهوتية والعقائدية البعيدة عن حالة الاستقطاب الدائرة بين التيار الآبائى أو المتاوى الذى يتبنى تعاليم متى المسكين وبين التيار التقليدى الذى يتبنى أفكار البابا شنودة.

اتسمت مواقف الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس السابق بالتباين فيوافق على آراء هؤلاء تارة ويرفض آراء الآخرين تارة أخرى، بينما يواصل خدمته كأسقف لكنائس وسط القاهرة وكمساعد للأنبا موسى فى إدارة أسقفية الشباب التى صارت فى السنوات الأخيرة مفرخة للخدام المتشددين، حتى أن غالبية خدام وشمامسة جماعة حماة الإيمان المعارضة للبابا يخدمون فى أسقفية الشباب وتحديدا فى لجنة العقيدة فيها.

لم يشأ الأنبا رافائيل أن يدخل الدائرة تلك، وظل على الحياد حتى إذا جاء الشهر الماضى وبدا الأسقف يطلق عظات وتصريحات متكررة أبرزها ما جاء فى الحلقة الأولى من برنامج بستان العقيدة على قناة  CTV، حين حذر مما أسماه اللاهوت الجديد الذى بدأ يدخل الكنيسة القبطية وهو تابع لحركة بيزنطية تسمى النيو باترستيك، مشيرا إلى تعاليم بعينها مثل "إنكار وراثة الخطية الأصلية أو خطيئة آدم" وهى الأفكار التى يتبناها شباب التيار الآبائى وبعض من دارسى اللاهوت الجدد وهو جيل جديد من الشباب يعمل بالعلوم الكنسية واللاهوتية أو الترجمة عن لغات الكتاب المقدس الجديدة بالإضافة إلى أن بعضهم قد درس اللاهوت فى جامعات أجنبية.تصريحات الأنبا رافائيل تكررت عدة مرات أخرها فى درس الكتاب المقدس بكنيسة العذراء بجاردن سيتي، ثم عاد ونشر مقالا فى العدد الأخير من مجلة الكرازة الناطقة باسم الكنيسة تحت عنوان "وراثة الخطية الأصلية"، وكأنه يرغب فى التأكيد على ما قاله بشتى الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية.

تنقل تلك التصريحات والتوجهات الأنبا رافائيل من مربع الحياد وتضمه مباشرة للتيار التقليدى وسط تساؤلات عن مستقبله فى الاستقطاب الكنسى الدائر حتى أن البعض يتكهن بدور مستقبلى للأسقف الذى كان مرشحا منافسا للبابا تواضروس فى الانتخابات الباباوية.

طوال عصر البابا شنودة، كان الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ وسكرتير المجمع المقدس هو الرجل الحديدى فى الكنيسة فقد حمل على عاتقه مهمة الإمساك بعصا البابا الغليظة التى تحاكم كل من اختلف معه فى الرأى وظل رئيسا للجنة المحاكمات تلك التى عرف عنها إيقاف قساوسة وتجريد آخرين من الكهنوت وإبعاد أساقفة عن إيبراشيتهم دون محاكمة فعلية كذلك ، فقد شكل المطران الراحل عصا لاهوتية غليظة أيضا تتصدى لكل من يرى أنه يخرج عن تعاليم الكنيسة من وجهة نظره وهى نفس وجهة نظر البابا شنودة بالطبع بينما فى الناحية الأخرى وقف القمص متى المسكين وتياره الفكرى يواصلون الكتابة والبحث، يصدرون الكتب والمطبوعات ولكنهم محرومون من ذهب المعز ويسلط فوق رقابهم سيفه.

بوفاة الأنبا بيشوى العام الماضى، خلا مقعد الرجل ذو القناع الحديدى الذى يجمع تحت جلبابه اللاهوتيين المتشددين من أتباع البابا شنودة وكل من ساروا على خطاه، وتفرقت تلك المهمة ما بين عدة أساقفة فتارة يظهر الأنبا اغاثون أسقف مغاغة فى صورة حامى الإيمان ومرة أخرى يتحالف معه الأنبا بنيامين مطران المنوفية، إلا أن تصريحات الأنبا رافائيل تكشف إنه يستعد لتولى تلك المهمة، مهمة الرجل ذو القناع الحديدى الذى يتصدى لما يراه معوجا من تعاليم كنسية رغم أن ذلك لا يحظى باتفاق الجميع تبدو مهمة الأنبا رافائيل فى لعب دور الرجل الحديدى منقوصة إذا قورنت بالأدوار التى كان يلعبها الانبا بيشوى من قبل إذ كان يتمتع بأدوات سلطوية تسمح له بمعاقبة المختلفين معه بينما الأنبا رافائيل لا يملك نفس هذه الأدوات فى ظل ميل البابا تواضروس للتيار المتاوى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة