على الرغم من الهزائم التى تلقاها تنظيم داعش فى سوريا والعراق، ماتزال هناك محاولات لإبقاء التنظيم على سطح الأحداث، تزامنا مع تقارير تتوقع أن يستمر التنظيم لفترة مع وجود دعم يقدم له ورصيد مالى من الأموال التى نهبها التنظيم من مناطق سوريا والعراق التى تمركز فيها طوال عامين، وعائدات النفط المسروق الذى تم بيعه طوال هذه المدة.
وما يزال موقف أبو بكر البغدادى خليفة داعش المفترض غامضا، وبعد أن أعلن عدة مرات أنه لقى مصرعه فقد ظهر فى تسجيل صوتى مؤخرا عرضه موقع «الفرقان» أحد المنصات الدعائية لداعش، وكالعادة كان التسجيل المنسوب للبغدادى أغلبه دينيا، لكنه وصف توسع داعش السابق، ثم انكماشه أنه اختبار من الله. وأشار البغدادى إلى خطاب رئيس هيئة الأركان المشتركة هذا الشهر كمحاولة لإثبات أن التسجيل حديث وتحدث عن وفود من المجندين الجدد.
وهذه هى المرة الثانية التى يظهر فيها صوت البغدادى بعد تسجيل صوتى أعقب تفجيرات سيرلانكا فى إبريل الماضى، ولا أحد يعرف ما إذا كان تسجيل البغدادى صحيحا أم لا. ولم تعلق الولايات المتحدة على التسجيل لكن مصادر أشارت لـ«سى إن إن» إلى أنهم على علم بالتسجيل.
وتذهب بعض التحليلات إلى أنه ربما كانت هناك جهات تريد المحافظة على صورة التنظيم من أجل توظيفه فى تحقيق عمليات بالوكالة، خاصة أن التسجيل تزامن مع تقارير تقول إن عددا من قيادات داعش الأثرياء ربما حصلوا على ملاذات آمنة بمعرفة المخابرات التركية، وعلى هويات جديدة وبعضهم ربما يكون انخرط فى أعمال تجارية بالملايين التى سمح لهم بحملها أثناء عمليات الهروب إلى تركيا.
ولم تعد هناك شكوك فى علاقة تركيا بتنظيم داعش والقاعدة فى وقت واحد طوال السنوات الماضية، وكانت تركيا ممرا لدخول وخروج مقاتلى التنظيمات، بل وتلقى بعض مقاتلى داعش العلاج فى مستشفيات تركية، كما نشرت روسيا أثناء صدامها مع تركيا بعد إسقاط الطائرة الروسية فى سوريا، عرضت فيديوهات تظهر لقاءات بلا رجب أردوغان مع قيادات داعش للتفاوض على بيع نفط سوريا المسروق. وهناك تقارير مصورة وفيديوهات تظهر قوات تركية مجاورة لقوات التنظيم فى سوريا خلال فترة نمو التنظيم.
وربطت تقارير بين انتقال بعض قيادات داعش إلى تركيا وتغيير هوياتهم، وما أعلنه التنظيم فى يونيو الماضى عن توجه عدد كبير من عناصره إلى تركيا تمهيدا للإعلان عن «ولاية تركيا»، أول فرع رسمى للتنظيم فى أنقرة.ومؤخرا تم الكشف عن خلية للقاعدة فى إيطاليا متورط فيها إيطاليون وعدد من أصول عربية اعترف المتهمون بأنهم كانوا يمررون الأموال عبر تركيا، كما اعترف داعشى تونسى أمام قوات سوريا الديمقراطية بأن تركيا كانت الطريق السريع للمقاتلين إلى سوريا.
وهناك تقارير توقعت أن البغدادى ربما يكون قد لجأ أو تم تهريبه إلى تركيا ضمن القيادات التى حصلت على ملاذات آمنة، خاصة أنه لم يظهر فى أى تسجيلات مصورة واكتفى التنظيم بنشر تسجيلات صوتية، ويرى محللون أن داعش ربما تكون قد نقلت مركز التوجيه والقيادة والتمويل إلى تركيا، حتى يمكن توظيفهم ضمن أوراق المواجهة مع الأكراد، وخوض الحرب بالوكالة، فى ظل الدعم الأمريكى لقوات سوريا الديمقراطية، وهو تكتيك يتماشى مع سوابق العلاقة التركية مع داعش والقاعدة.