فوجئ رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون بهجوم من أحد المواطنين خلال زيارته لأحد المستشفيات، موجها له اتهامات بالتسبب فى تدمير الخدمات الصحية فى البلاد بسبب سياسات التقشف، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم الأربعاء.
وخلال زيارة جونسون لمستشفى فى العاصمة لندن، فوجئ بأحد أعضاء حزب العمال ويدعى عمر سالم، وهو يقاطعه: "هيئة الخدمات الصحية تم تدميرها وأنت هنا لحضور مؤتمر صحفى".
جانب من جولة رئيس وزراء بريطانيا
وتصادف وجود "سالم" لتلقى ابنته العلاج داخل المستشفى، إلا أن تراجع الخدمات الصحية ـ من وجهة نظره ـ دفعه للهجوم على رئيس الوزراء، حيث قال أن "الخدمات الصحية التى تقدمها الهيئة الوطنية فى المملكة تم تدميرها نتيجة للتخفيضات وسياسة التقشف التى أقرها جونسون وزعم سالم أنه تم تدمير الهيئة وخدماتها بمرور السنين وهو أمر غير مقبول".
وتابع سالم : "لا يوجد عدد كاف من العاملين فى الجناح الذى تعالج فيه طفلته، ولا يوجد نظام".
وحاول جونسون الدفاع عن نفسه أمام الأب الغاضب، قائلاً إنه لا يجرى الزيارة بدافع الاستعراض، وأنه لا توجد وسائل إعلام ليعقد أمامها مؤتمر صحفى، ليرد "سالم" مشيراً إلى الكاميرات المتواجدة، ويتساءل فى استنكار: "ماذا تقصد بعدم وجود وزراء.. من هؤلاء اذن".
وفيما بعد غرد سالم على حسابه بموقع تويتر قائلاً : "جونسون جاء إلى جناح الأطفال فى المستشفى للاستعراض فقط أمام الصحافة والإعلام"، مشيراً إلى أن ابنته البالغة من العمر 7 أيام فقط، تم حجزها فى المستشفى بعد إصابتها بمرض شديد ومضت عدة ساعات دون أن يراها أى طبيب.
وأضاف الأب فى تدويناته: "بوريس جونسون شغل منصب عمدة لندن وبعدها وزير والأن رئيسا للوزراء وتجاهل هيئة الخدمات الطبية تماما مثل ما حدث مع طفلتى الليلة الماضية".
جونسون خلال زيارته للمستشفى
وتابع سالم : "من الأفضل أن يلتفت جونسون إلى ما يحدث بالخدمات الطبية المقدمة من الهيئة لكى يحصل المرضى على الاهتمام الذى يستحقونه ويطمئن بعض الاهالى القلقين مثله".
وأمام احتدام الموقف وتوالى ردود الأفعال على الاشتباك الذى شهدته مستشفى لندن، قال المتحدث باسم رئاسة وزراء بريطانيا بحسب ما نشرته "الاندبندنت": "نحن متفهمون لسلوك سالم كأب، رئيس الوزراء لم يتجاهل التجاوزات التى رأها أثناء زيارته للمستشفى، وكان حريصاً على التحدث للمواطنين والتعرف على شكواهم لمعرفة ما يجب اتخاذه من قرارات لتحسين مستوى الخدمات الصحية.
وأضاف المتحدث باسم جونسون : "ما حدث بمثابة تذكير بأولوية تطوير الهيئة الوطنية للخدامات الصحية فى وفير مصادر تمويلية لتحسين جودة الخدمات المقدمة".
وفى محاولة لاحتواء الموقف، تقدم آلان جورنى، رئيس المستشفى باعتذار للأب، قائلاً : "نحن نراجع باستمرار مستويات الرعاية المقدمة لضمان سلامة مرضانا فى جميع الأوقات، ولكن فى بعض الأحيان - كما حدث فى هذا الجناح الليلة الماضية - يمكن أن تؤدى حالة الطوارئ غير المتوقعة فى أحد أجزاء المستشفى إلى ضغط مؤقت فى مكان آخر".