تعد لوحة جيرنيكا أحد أبرز الأعمال الفنية فى القرن العشرين، حيث جاءت للتعبير عن الألم الكبير الذى أصاب الشعب الأسبانى فى عام 1937 جراء القصف الذى تعرضت له بلدة جيرنيكا.
ومؤخرا، قدمت الأمم المتحدة اعتذارا لأسبانيا، بعد أن نسبت عن طريق الخطأ القصف المدمر لبلدة جيرنيكا عام 1937 للقوات الجمهورية الإسبانية، حسبما ذكرت المواقع الإخبارية.
وفى الحقيقة قامت طائرات النازيين الألمان والقوات الفاشية الإيطالية بقصف هذه المدينة الصغيرة فى الباسك فى شمال إسبانيا عام 1937 لدعم تمرد الجنرال فرانسيسكو فرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية.
وقال ستيفان دوجاريك "لقد تم إبلاغ الأمم المتحدة مطلع الأسبوع أن موقع إدارة الهدايا التابع للمنظمة الأممية نسب الفظائع التاريخية فى غيرنيكا، التى جسدها بابلو بيكاسو فى جداريته الشهيرة، إلى جمهورية إسبانيا".
وأضاف "الجمهوريون كانوا الضحايا وليس المرتكبين"، مشيرا الى أن ذلك كان "خطأ مريعا". وقال إن الموقع الآن متوقف عن العمل بسبب الصيانة، بحيث يمكن إجراء التصحيح اللازم وإجراء "مراجعة لكامل محتويات الموقع الالكترونى".
وتعد لوحة جيرنيكا من أشهر أعمال "بيكاسو" حيث كلفت حكومة الجمهورية الإسبانية الثانية (1931-1939) الفنان بابلو بيكاسو بإبداع لوحة جدارية لتُعرض فى الجناح الإسبانى فى المعرض الدولى للتقنيات والفنون فى الحياة المعاصرة (Exposition Internationale des Arts et Techniques dans la Vie Moderne) الذى أقيم فى باريس عام 1937.
وبعد عمل 35 يوما تقريباً انتهى بيكاسو من اللوحة فى أواسط يونيو 1937. وجرنيكا تعرض مأساة الحرب والمعاناة التى تسببها للأفراد، وقد صارت معلماً أثرياً، لتصبح مذكراً دائماً بمآسى الحروب، إضافة لاعتبارها رمزا مضاداً للحرب وتجسيداً للسلام.
بعد الانتهاء منها طافت اللوحة فى جولة عالمية موجزة العالم لتصبح من اللوحات الأكثر شهرة كما أن جولتها تلك ساهمت فى لفت أنظار العالم للحرب الأهلية الإسبانية. اللوحة تمت بأسلوب التصوير الزيتى تتكون من الألوان الأزرق الداكن، الأسود والأبيض بطول يبلغ 3.5 متر وعرض يبلغ 7.8 متر.
وهى معروضة الان بمدريد فى متحف مركز الملكة صوفيا الوطنى للفنون (Museo Nacional Centro de Arte Regina Sofia).