تعتبر مدرسة الرحمانية الابتدائية فى مكة المكرمة، هى أول مدرسة حكومية فى تاريخ المملكة العربية الحديث، حيث تم انشاؤها فى مطلع القرن الماضى وتحديدا عام 1330 هجريا و1908 ميلاديا.
مدرسة الرحمانية فى مكة المكرمة
111 عاما مرت على تأسيس هذه المدرسة التاريخية، حيث تخرج فيها العديد من النوابغ وكانت لها بصمات عديدة فى تاريخ المملكة، وكان مبناها يقع فى المسعى فى مكة، وسميت فى البداية باسم "المدرسة الخيرية التحضيرية الهاشمية" فى عهد إمارة الشريف الحسين بن على، قبيل ثورته العربية التى أصبح بعدها ملكًا على الحجاز، وكانت نواتها مدرسة محمد حسين بن يوسف الخياط الخيرية، وكانت من أشهر المدارس الخيرية الوطنية فى مكة المكرمة، والمدرسة الأخيرة ذكرها وأشاد بها محمد عبدالرحمن الشامخ فى كتابه "التعليم فى مكة والمدينة آخر العهد الهاشمى".
فكر الشريف الحسين بن على فى إنشاء مدرسة حكومية عربية تلبى تطلعات المجتمع المكى خاصة مع وجود المدرسة الرشدية العثمانية ومثيلتها مدرسة برهان الاتحاد، وأوكل مهمة الإنشاء إلى الشيخ المكى محمد حسين خياط على أن يشكل من تلاميذ مدرسته المدرسة الخيرية التحضيرية الهاشمية.
وعن تاريخ هذه المدرسة الأثرية، قال خالد الحسينى، المدير السابق للمدرسة، فى لقاء لـ"العربية": "مع بداية العام الهجرى 1441 هجرية أكملت المدرسة الرحمانية الابتدائية فى مكة المكرمة 111 عاماً إذ تم تأسيسها فى 1330هجرية".
وكشف الحسينى، أن مؤسس المدرسة هو الشيخ محمد حسين خياط، وكانت تسمى مدرسة المسعى حتى عام 1354هـ.، ثم انتقل مبناها إلى الصفا، وعند توسعة الحرم المكى الشريف عام 1375 ه، انتقلت المدرسة إلى حى القرارة فى المبنى الذى كانت تشغله وزارة المعارف آنذاك، بعد ذلك، انتقلت إلى "ريع أطلع" بحى الغزة، كما انضمت مع مدرسة المعتصم المحدثة فى مبنى بحى شعب على إلى أن حط بها المقام أخيراً فى حى الهجرة فى مبنى حكومى نموذجى وفق أحدث المواصفات".
وتابع الحسينى: "الحدث التاريخى الذى شهدته المدرسة هو زيارة الملك عبدالعزيز لها بمكانها فى المسعى، وأطلق عليها اسم والده الإمام عبدالرحمن، وأصبحت من ذلك الوقت تسمى مدرسة الرحمانية، وكانت المدرسة فى بدايتها تضم فصولاً مختلفة يدرس بها نحو 50 طالباً.
وأشار الحسينى، إلى أن المواد التى كانت تدرس فى بداية تأسيسها هى القرآن الكريم والقراءة والتوحيد والفقه والرياضيات، ومن ثم دخلت بعد سنوات باقى المواد، مؤكدا أن هذه المدرسة تخرج منها بعض القيادات والوزراء والأدباء الذين خدموا السعودية فى مراحل مختلفة، ومنهم: عبدالله عريف، الدكتور عبدالملك بن دهيش، نزار مدنى، عبدالله الجفرى، عبدالله أبو السمح، الدكتور خالد نحاس، الدكتور محمد صالح بنتن، المهندس عمر قاضى بالإضافة إلى محمد سرور صبان وأحمد السباعى ومحمد سعيد فارسى وغيرهم، كما أشار فى سياق حديثه الإشارة إلى عدد من قدامى المعلمين ومنهم: محمد على مالكى، سالم شفى، محمد غزالى خياط، أحمد السباعى، مصطفى يغمور ومحمد كردى وغيرهم.
كما ذكر الحسينى أن عددا من المؤلفين الذين تطرقوا لنهضة التعليم فى المملكة أشاروا إلى دور هذه المدرسة المهم مثل خير الدين الزركلى فى كتاب "شبه الجزيرة" وعبدالرحمن صباغ فى كتاب "ذكريات ومدارس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة