الأقدار تفرض على المنتخب أفضل اختيار .. بالمعايير حسام البدرى أنسب مدرب وطنى للمرحلة الحالية .. الامتداد الأقرب للجوهرى وشحاته بشروط .. مخاوف تعيينه الأقل بين المرشحين ونجاحه يحولها لسراب

الجمعة، 20 سبتمبر 2019 04:32 م
الأقدار تفرض على المنتخب أفضل اختيار .. بالمعايير حسام البدرى أنسب مدرب وطنى للمرحلة الحالية .. الامتداد الأقرب للجوهرى وشحاته بشروط .. مخاوف تعيينه الأقل بين المرشحين ونجاحه يحولها لسراب حسام البدرى والمنتخب
تحليل: احمد سمير عامر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التحليل الوظيفى هو نقطة الإنطلاق لاختيار الشخص المناسب وفقاً لمفاهيم إدارة الموارد البشرية، وتأسيساً على ذلك تعيين حسام البدرى مديراً فنيا للمنتخب الوطنى يعد بمثابة أنسب الأسماء المصرية التى طرحت مؤخراً لتدريب الفريق، رغم تراجع فرصه حتى وقت قريب، لولا أقدار الله بعد عدم التوافق بين أعضاء اتحاد الكرة و أبرز المرشحين الأخرين حول تشكيل الأجهزة المساعدة.

  بدراسة وتحليل مشاكل المنتخب فى المراحل السابقة، وأبرزها "إداريا" حالة الفوضى سواء فى معسكر كأس العالم، أو تدخلات وضغوط نجوم كبيرة فى الفريق لإلغاء قرارات إنضباطية بمعسكر كأس افريقيا فى غياب تام لسيطرة المدير الفنى.

وفنياً أبرزها، مشاكل الفريق الهجومية مع كوبر، ثم مرحلة المكسيكى اجيرى كأسوأ نسخة للمنتخب فى العقود الأخيرة، بكل مافيها من سلبيات وافتقاد المنتخب لأى هوية مميزة فى الملعب سواء دفاعية أو هجومية، كان نتيجتها الخروج المبكر والمحبط من دور الـ16 بكأس أفريقيا على أرضنا ووسط جماهيرنا الغفيرة.

نجد أن أبرز المواصفات المطلوبة لمدرب المنتخب "الوطنى"، وفقاً لخصائص وقدرات إدارية وفنية محددة، والأهم نستطيع "قياسها" بمؤشرات أداء فى عدة مشاهد،  " تحققت معظمها بالفعل" على أرض الواقع خلال مسيرة حسام البدرى التدريبية، وليست مجرد افتراضات أو توسمات فى مرشحين أخرين لم ينالوا الحظ خلال مسيرتهم السابقة لاكتساب خبراتها رغم كفاءتهم، باستثناء "المعلم" حسن شحاتة وهو خارج التقييم، بالإضافة أن ظروف المرحلة لا تتحمل التجارب.

الشخصية الإدارية

حسام البدرى يتميز بالشخصية القوية المطلوبة لفرض الانضباط على أجواء المنتخب ونجومه الكبار، اكتسب خبرات جيدة بفترة عمله الناجحة كمدير للكرة فى الأهلى بعد رحيل ثابت البطل، ثم قدرته على إدارة وقيادة نجوم الفريق الكبار جيل تريكة ومتعب وبركات بفترة عمله كمدير فنى للفريق، ونستطيع أن نبرز شخصيته بمشهد جلوسهم على كرسى الاحتياطى فى مباراة الترجى المصيرية بنهائى افريقيا 2012 فى تونس.

صرامة شخصية البدرى التى اشتكى منها بعض النجوم الكبار سابقاً، أتصور أنها تحسب له وليس عليه فى متطلبات مدرب المنتخب الحالية ، والتجارب أثبتت أن اللاعب المصرى بصفة عامة يحتاج دائما "للكنترول"، ولنا فى شخصية الجوهرى وحسن شحاتة أسوة حسنة فى العديد من المواقف، ساعدتهم فى السيطرة كما يقال على غرفة ملابس الفريق، وكانت لها أكبر الأثر فى نجاحتهم التاريخية.

وأتصور أيضاً أن خبرات البدرى ستدعمه فى إحداث التوازن المطلوب حسب المواقف بين التحفيز والسيطرة فى قيادة اللاعبين وخاصة النجوم الكبار.

الشخصية الفنية

حسام البدرى أثبت فى مشاهد عديدة امتلاكه  رؤية فنية خاصة، وأبرزها فى ولايته الأولى مع الأهلى، تغيير طريقة لعب الفريق من الاعتماد على 3 مدافعين بليبرو بعد عديد الإنجازات فى عهد مانويل جوزيه، إلى اللعب بطريقة 4-4-2 بمشتقاتها وتحقيق البطولات تباعاً، فى وقت كان الاستغناء عن مركز الليبرو بمثابة الفزاعة لأغلبية المدربين المصريين.

وفى ولايته الثانية برزت شخصيته الفنية فى واحدة من أهم مشاهد الكرة المصرية فى الألفية الحالية، أمام الترجى حامل اللقب  فى نهائى رداس 2012، بمفاجأة الخصم باستراتيجية الهجوم الضاغط من البداية على ملعبه ووسط جماهيره، فى الوقت الذى توقع أغلب المحللين والفنيين وقتها بتقسيمه المباراة على مراحل ببداية متحفظة ثم المخاطرة على غرار أسلوب جوزيه فى نهائى 2006 ضد الصفاقصى على نفس الملعب.

وفى ولايته الثالثة مع الأهلى، أثبت البدرى بصورة ملموسة قدرته على التطوير، وقدم الفريق معه واحدة من أفضل مستوياته فى العقود الأخيرة، بأسلوب لعب هجومى مميز فى بناء الهجمات من أسفل والتدرج بالكرة والاستحواذ ، وتحركات لا مركزية بين لاعبى الثلث الهجومى فى فترة توهج الخماسى الأمامى تحت قيادته ( ازارو واجاييى والسعيد ومؤمن زكريا ووليد سليمان) ، كانت أبرزها الجمع لأول مرة  بعد غياب طويل منذ 10 سنوات ببطولتى الدورى والكأس موسم 2016-2017، وتقديم أفضل أداء فنى فى بطولة أفريقيا، ضد الترجى و اكتساح النجم الساحلى بسداسية لم تحدث من قبل ضد فريق تونسى، ثم التأهل لنهائى البطولة امام الوداد 2017، كان الأحق بالتتويج بها لولا سوء الحظ والأخطاء التحكيمية، بعد مبارتى ذهاب وإياب وضع فيها المنافس فى موقف دفاعى طوال زمن المواجهتين 180 دقيقة.

خبرات حسام البدرى الفنية خلال عمله بالاهلى تحت ضغوط فى واحدة من أكبر الأندية جماهيرية، وبأسلوبه المميز فى التوازن الدفاعى والهجومى،  بأبرز ملامحه اعتماده دائماً على أجنحة هجومية تجيد التكملة والتهديف داخل الصندوق بجانب الإلتزام بالعودة تحت الكرة دفاعيا على غرار فترة تألق مؤمن زكريا ووليد سليمان وأجاييى مع الأهلى، بجانب أسلوبه الهجومى بالاعتماد على بناء اللعب من أسفل والاستحواذ والتدرج بالكرة، والضغط العالى وسرعة التحولات، واهتمامه باختيار عناصر تمتاز بالشراسة البدنية، سنجد أنها أبرز الحلول المطلوبة لعلاج مشاكل المنتخب الفنية فى المراحل السابقة.

البدرى يمتلك سيرة ذاتية قوية عامرة بانجازات على أرض الواقع، بجانب القدرات الإدارية والفنية اللازمة  لبناء منتخب وطنى قوى، قادر على تحقيق أهداف وطموحات الجماهير المصرية، ليكون امتداد طبيعى للعظيمان الراحل محمود الجوهرى والمعلم حسن شحاتة، بشرط دعمه الكامل من المنظومة الكروية والإعلامية، والأهم أن يحالفه التوفيق خاصة فى ظل تحديات وصعوبات احتياج المنتخبات دائماً للوقت للتطور المرحلى وتحقيق الأهداف.

ومخاوف تعيينه هى الأقل بين المرشحين، فإذا كانت بسبب تحفظ بعض جماهير الأهلى عليه بعد الولاية الأخيرة له بالنادى، فالرد عليها أن المنتخب الوطنى عمليا لايمتلك جماهير بالمعنى "المتعصب" على غرار الأندية الشعبية المحلية، ولكنها تلتف حول المنتخب بالإجماع وتتناسى أى خلافات فى الرؤى، حتى لو كانت حول المدرب طالما ينتصر ويطور قدرات الفريق، ولنا أمثلة فى استمرار مسيرة  الكابتن حسن شحاتة الناجحة حتى 2010، رغم رفض جماهير الأهلى انضمام عصام الحضرى للمنتخب وقتها بعد هروبه لسويسرا 2008، ومن قبلها كان الراحل الجوهرى هو المنقذ دائماً للمنتخب، رغم خلافه التاريخى المعروف مع إدارة الأهلى فى الثمانينات.

أما إذا كانت المخاوف حول البدرى بسبب فشل تجربته السابقة مع المنتخب الاوليمبى، فالرد عليها بانه لايوجد مدرب فى العالم استطاع تحقيق كل اهدافه طوال مسيرته التدريبية، وبالعكس أراها أكبر دافع له لإثبات وجوده من جديد، خاصة وأن هذه المرة من بوابة المنتخب الأول.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة