مما لا شك فيه إن ما أنجزته حكومة خادم الحرمين الشريفين لأكبر توسعة شهدتها الحرمين الشريفين فى تاريخ الإسلام علامة بارزة ومشرقة، مما رفع الطاقة الاستيعابية، ومكن المسلمين فى مختلف إنحاء العالم من تأدية مناسكهم بكل يسر وطمأنينة حيث تصب التوسعات المستمرة لأروقة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة فى الارتقاء بالخدمات والبنى التحتية من مواصلات وطرق ومطارات وفنادق سكنية ومخيمات للحجاج فى المشاعر المقدسة وغيرها، وحرصاً من خادم الحرمين الشريفين على تهيئة الأجواء المناسبة لخدمة ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم ، فنجد توجيهاته الكريمة دائمًا ما تصب بالاستفادة الكاملة من كل الساحات الخارجية والداخلية وجميع الأدوار فى مشروع خادم الحرمين الشريفين؛ لتوسعة المسجد الحرام والعناصر المرتبطة بها.
المسجد الحرام
وأوضح تقرير أصدرته وزارة المالية السعودية، ونشرته وكالة الأنباء السعودية، أن أعمال المشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة الكبرى للمسجد الحرام شملت مكونات رئيسة هى ( مبنى التوسعة الرئيس للمسجد الحرام، وتوسعة المسعى ، وتوسعة المطاف والساحات الخارجية والجسور والمساطب، ومجمع مبانى الخدمات المركزية، ونفق الخدمات والمبانى الأمنية، والمستشفى ، وأنفاق المشاة ، ومحطات النقل والجسور المؤدية إلى الحرم، والطريق الدائرى الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام والبنية التحتية وتشمل محطات الكهرباء وخزانات المياه وتصريف السيول.
وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود دشّن الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، عدداً من المشروعات المائية بمكة المكرمة، والمشاعر المقدّسة، بقيمة تجاوزت 3 مليارات ريال تزامناً مع موسم حج عام 1440هـ.
وأوضح وزير البيئة والمياه والزراعة، إلى أنّ المشروعات المائية الستة الكُبرى التى نفذّتها المؤسسة العامة لتحلية المياه، وشركة المياه الوطنية، والشركة السعودية لشراكات المياه، من خلال القطاع الخاص وفقاً لأحدث التقنيات والمواصفات العالمية، تهدف إلى توفير مزيد من الإمدادات والمصادر المائية لقاصدى بيت الله الحرام، والمشاعر المقدسة، وسكان مكة المكرمة.
المسجد الحرام
وأوضحت وزارة البيئة والمياه والزراعة من جهتها، أنّ المشاريع التى سيُدشنها الأمير خالد الفيصل، تشمل مشروع ترقية نظام نقل المياه لمنطقة مكة المكرمة، ومشروع خط نقل المياه المُحلّاة من محطة التحلية بالشعيبة إلى مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، ومشروع محطة التحلية فى الشعيبة المرحلة الثانية، إضافةً إلى مشروع وحدة التبخير متعددة المراحل فى الشعيبة، وتدشين مشروع تنفيذ خزانات استراتيجية، ومشروعات تنفيذ توصيلات المياه المنزلية، وتنفيذ أعمال ربط شبكة الصرف الصحى والتوصيلات المنزلية فى مكة المكرمة.
ووصف التقرير التوسعة بالأكبر على مدار التاريخ ، حيث استخدمت فيها أحدث تقنيات البناء والأنظمة الحديثة ، مشيرًا إلى بعض الإحصائيات العامة ، للمشروع حيث بلغت كمية القطع الصخرية بالمشروع (13,100,000 ) قطعة ، وعدد العقارات المزالة بلغت 5,882 عقارا ، والخرسانة المسلحة بكافة الأصناف بلغ حجمها ( 3,000,000 م3) ، فيما بلغت كتل حديد التسليح ( 800,000 طن ) ، وعدد الحجر الصناعى ( 37,800 قطعة ) ، ومسطحات الرخام بمساحة (1,210,000 م2). وعدد النجف بجميع المقاسات ( 1,020 ) نجفة، وعدد وحدات الإضاءات الحائطية ( 3,600 وحدة ) ، وعدد السلالم الكهربائية ( 680 ) سلما ، والمصاعـد الكهربائية بعدد 158 مصعدا ، و 188 مدخلا لمبنى التوسعة ، وعدد دورات المياه فى كامل المشروع ( 12,400 ) وحدة، فيما بلغت المواضئ ( 8,650 ) ، وبلغ عدد صناديق مكافحة الحريق ( 2,500 ) صندوق، فيما جاءت مساحة القبة الرئيسية فى مبنى التوسعة بعرض 36 م ، وارتفاع 21 م ، فيما بلغ ارتفاعها من الدور الأرضى 80 م ، ووزنها فى حدود (800 طن) .
المسجد الحرام
واستعرض التقرير أطوال الأنفاق حيث بلغ طول أنفاق المشاة والطوارئ ( 5,313 م) ، وأنفاق الكهرباء والخدمات والصرف بطول ( 1,922 م )، ونفقى الصرف الصحى بقطر 2800 مم و ( 4,643 )مترا طوليا ، كما بلغت أطوال التمديدات الصحية المستخدمة فى المشروع ( 1,000,000 م ) و أطوال مجارى الخدمات (50.000 ) م، مشيرا إلى أن المشروع يحتوى على أنظمة نظافة تتضمن نظام شفط الغبار المركزى إلى جانب أنظمة إلكتروميكانيكية متطورة تضمنت نظام الصوت بإجمالى 4524 سماعة ، ونظام إنذار الحريق ، وتوفير سماعات من النوع الرقمى الخطى ، طبقاً لدراسة صوتية دقيقة للحصول على خدمة صوت فائقة الجودة شملت التوسعة المطلوبة فى النظام القائم مع دمج النظام الجديد لتوسعة الشامية، إلى جانب توفير نظام صوتى احتياطى يستخدم حال الطوارئ ، ونظام إنذار ضد الحريق فى غرف الخدمات ومحطات الكهرباء والمخازن .
ويحتوى المشروع على أنظمة متطورة منها نظام الصوت بإجمالى عدد سماعات يبلغ 4524 سماعة، وكذلك نظام إنذار الحريق ونظام كمرات المراقبة بإجمالى عدد كاميرات يبلغ 6635 كاميرا لكامل المبنى وأنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي.
وقال مدير إدارة مشروع سقيا زمزم المهندس أحمد بن عمر بالعمش، إنه جرى تعزيز الخدمات فى المشروع من خلال توفير ما لا يقل عن (100) موظف خدمة فى صالة توزيع عبوات زمزم، حيث يتم التشغيل المستمر لصالة التوزيع على مدار الساعة للوفاء بمتطلبات الذروة يومياً وتهيئة أعداد الحراسات الأمنية المناسبة لتسهيل تنظيم الحركة بمواقف السيارات وبمنطقة التوزيع وتأهيل ما لا يقل عن (250) موقف سيارة لخدمة زوار المشروع وتوفير ما لا يقل عن (400) عربة لحمل عبوات زمزم للعملاء و (350) كرسى انتظار للعملاء بالصالة الجديدة للتوزيع بزيادة أكثر من (150) كرسى انتظار عما هو متوفر خلال أيام العام وتجهيز(42) نافذة توزيع اتوماتيكية تعمل على مدار الساعة طوال أيام العام، بالإضافة إلى استحداث (16) نافذة إضافية لأوقات الازدحام والتنسيق مع بعثات ومكاتب الحج لتوفير عبوات مياه زمزم المغلفة لبعثات الحج المغادرة وتوصيلها للمطار عند الطلب عبر المسار الإلكترونى إضافة إلى توفير عبوات مياه زمزم للبعثات فى سكنهم بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة وللجهات الحكومية المساندة فى الحج.
المسجد الحرام
وأفاد بأنه تم اعتماد الخطة التعويضية لتعبئة الخزانات المغذية للحرمين الشريفين والاطمئنان بشكل مستمر على منسوب المياه بداخلها حيث تم رفع الطاقة الإنتاجية لتغطية خطة موسم الحج وفقا لكميات السحب من المستودعات كما تم توفير المواد الخام اللازمة للتشغيل لمصنع إنتاج الأمبولات ولمصنع إنتاج عبوات مياه زمزم وتأمين سقيا زمزم المبارك من العبوات الصغيرة سعة (330) مليلترًا لزوار الحرمين الشريفين إضافة إلى تأمين احتياج مياه زمزم لمكتب الزمازمة الموحد.
وأكد التقرير أن مشروع توسعة المسجد الحرام اشتمل على مبانى أمنية بمساحة بناء تقديرية (541.276) م2 ، تضمنت الموقع الأمنى رقم 1 ويستوعب / 8.760 / فردا ، حيث يبلغ إجمالى مساحة المبانى فيه / 185,000 م2 / ومساحة الأرض / 50,160 / مترا مربعا ، والموقع الأمنى رقم 2 ويستوعب / 2.848 / فردا ، وإجمالى مساحة المبانى فيه / 96,000 / متر مربع ومساحة الأرض / 7,364 / مترا مربعا والموقع الأمنى رقم 3 ويستوعب / 4.988 / فردا وإجمالى مساحة المبانى / 151,000 / متر مربع ومساحة الأرض /12,230 / م2 ، إضافة إلى الموقع الأمنى رقم 4 ويستوعب 2,016 فردا ، وإجمالى مساحة المبانى / 67,000 / م2 ، أما مبنى مستشفى الحجون فيبلغ إجمالى عدد الأسرة 200 سرير ، وإجمالى مساحة المبانى / 178,950 م2 / ومساحة الأرض / 22,060 م2 / .
ويتكون مشروع مبنى التوسعة الرئيس من ستة طوابق للصلاة و 680 سلماً كهربائياً و 24 مصعداً لذوى الاحتياجات الخاصة و 21 ألف دورة مياه ومواضئ , حيث تم تنفيذ التوسعة بأفضل معايير التصميم والجودة وبأعلى المواصفات العالمية وأجود خامات البناء والخرسانة والحديد، و بأفضل وأحدث الخدمات والأنظمة الميكانيكية والالكترونية ، وتم تطويع كل الإمكانيات المتاحة من كل مكان ليتبوأ هذا المسجد الأكبر مكانته وليلبس أحلى حلته تعظيماً لشعائر الله فيه.
كما يضم المسجد الحرام بوابة رئيسة تتكون من ثلاثة أبواب كل باب من ضلفتين ومن كل منها 18 طناً تدار بأجهزة تحكم عن بعد وتقام التوسعة الذى يتكون مبناها من ثلاثة أدوار على مسطح بناء يبلغ 000. 320 م2، يستوعب 300 ألف مصل، وانفاق للمشاة تضم خمسة أنفاق لنقل الحركة من الحرم إلى منطقة الحجون وجرول خصص اربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية ، ويبلغ أجمالى أطوال هذه الأنفاق حوالى 5300 م، إضافة إلى مجمع الخدمات المركزية وتشمل محطات الكهرباء والمولدات الاحتياطية وتبريد المياه وتجميع النفايات والخزان ومضخات مياه مكافحة الحرائق، ومشروع الطريق الدائرى الأول الذى يقع داخل المنطقة المركزية ويمتد بطول 4600 متر ويضم جسوراً وانفاقاً لنقل الحركة من المنطقة المركزية إلى خارجها بثلاثة مسارات فى كل اتجاه.
فيما يحتوى كذلك على مشارب مياه زمزم ضمن منظومة متكاملة مياه زمزم المبردة بإجمالى عدد مشارب زمزم 2528 مشربية، ما يوفر خدمات مميزة وأماكن للصلاة بالأدوار المختلفة والمناسيب المتنوعة لتأتى متواكبة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين سيودعون بهذا المشروع التاريخى مشكلة الزحام للأبد .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة