فاز من يستحق الانتصار وخسر من يستحق الهزيمة.. ليحصد الأهلى لقب السوبر المصرى على حساب الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ومعه حقق فايلر أول بطولة له مع الفريق الأحمر بعد ثانى مباراة له فى قيادة أبناء الجزيرة، ويخفق ميتشو فى الوصول للقب الثانى خلال أيام قليلة بعدما فاز بلقب الكأس الأسبوع الماضى.
فايلر كتب شهادة ميلاده مع الأهلى سريعا، وأعلن عن نفسه مبكرا فى ظل قيادته رفيعة المستوى للمباراة بتكتيك عالى الجودة، ساعده فى تنفيذ فكره حالة التألق التى ظهر عليها لاعبى الأهلى طوال الـ90 دقيقة.
ميتشو ظهر تائها فى برج العرب وفشل فشلا ذريعا فى مجاراة نظيره فايلر الذى تفوق عليه شكلا ومضمونا ليخسر الخواجة الصربى الكثير من رصيده الذى أكتسبه فى بداية مشواره مع الزمالك، عندما فاز فى 4 مباريات متتالية احداها حقق بطولة كأس مصر قبل أن يخسر مباراتين متتاليتين فى أفريقيا أمام جينراسيون السنغالى وأخيرا السوبر أمام الأهلى.
تفوق فايلر على ميتشو ظهر جليا بين السطور، وكانت أقوى المشاهد فى ذلك فى طريقة اللعب التى بدأ بها كلا منهما اللقاء رغم تشابهها، إلا أن الواضح أن مدرب الأهلى يدرك تماما قدرات لاعبيه بشكل ولم يكن مثلا توظيفه أجاى كمهاجم من فراغ، وكان اللاعب عند حسن الظن واستحق أن يكون رجل المباراة بلا منازع، على العكس من مدرب الزمالك الذى لم يدرك إمكانيات لاعبه بن شرقى حتى دفع به وحيدا فى الهجوم فى مغامرة باءت بالفشل وقتلت فى مهدها وكانت السبب الأكبر فى تفوق الفريق الأحمر من البداية، إذ لا يجوز المقامرة فى مباراة بطولة مثل السوبر نتائجها السلبية تكون أكبر من الإيجابية.
المباراة فى مجملها جاءت جيدة المستوى وخرجت ممتعة للجماهير، مثيرة فى وتيرتها حيث انقسمت خلال سيرها لاتجاهين متضادين تماما، إذ كان هناك تسيد كامل للأهلى، حتى الدقيقة 64 حيث ظهر اتجاه أخر مخالف جملة وتفصيلا لما حصل قبله، عندما بدأ الزمالك استعادة الهيبة بتسجيل ركلتى جزاء عن طريق محمود علاء، ليقلص الفارق إلى 3 / 2.
لو كان اللقاء انتهى لما بدأ به لكانت فضيحة بكل المقاييس لأبناء ميت عقبة، أنقذهم من الوقوع فيها القدر عندما سقط ثنائى دفاع الأهلى محمود متولى وياسر إبراهيم فريسة للإصابة والاستبدال اضطرارايا من الملعب لتهتز خطوط الفريق الأحمر إزاء ما حدث ويسود الارتباك جميع من يرتدى اللون الأحمر داخل الملعب، لنرى تفوقا للأبيض ساعد فيه - إضافة إلى إصابات قلبى الدفاع الأحمر - بشكل كبير وجود المهاجم الواعد مصطفى محمد فى الملعب، عندما شارك فى الشوط الثانى وهو الذى أحدث نوعا من الانتعاشة فى صفوف فريقه بسحب مدافعى الأهلى للخلف ما ساعد فى خلق حرية للاطراف ولاعبى الوسط فى التحرك بأريحية كانت مفقودة قبل نزوله.
ما وصل إليه ميتشو مع الزمالك من انحدار تدريجى فى المستوى والنتائج، يدعونا إلى ضرورة الصبر فى الحكم على مستوى فايلر مع الأهلى.
ميتشو رفعته جماهير الزمالك عنان السماء وأشاد به النقاد رغم قصر فترة ولايته مع الزمالك، فى ظل التفوق الذى بدأ به مشواره مع الفريق الأبيض، لكنه تعثر بشكل مفاجئ ليعاكس الانطلاقة القوية التى جعلت الانطباعات عنه جيدة بشكل كبير ولكن على ما يبدو أن الحكم جاء سريعا، لذا ومن هذا المنطلق يتوجب التعامل مع فايلر بشكل مغاير وليس معنى أنه حقق بطولة سريعة مع الأهلى أن يكون حصل على صك الأمان فى منصبه ومهمته مع القلعة الحمراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة