لم يكن دعوة الإخوان وتحريضهم لأنصارهم على العنف وليدة اللحظة، فالتنظيم له تاريخ كبير فى التحريض وممارسة العنف بدأت فى أربعينيات القرن الماضى، حيث تعددت أساليب العنف التى اتبعتها الجماعة خلال تلك الفترة.
لعل أبرز هذه الوقائع التى تؤكد إيمان الإخوان بالعنف منذ البداية هو استعانة حسن البنا مؤسس الإخوان، بالبلطجية والفتوات لفرض إتاوة على التجار، وهو ما يعترف به محمود عساف، أمين المعلومات بالجماعة، فى كتابه "مع الإمام الشهيد حسن البنا"، حيث أكد أن مؤسس التنظيم استعان بالبلطجية والخارجين على القانون في فرض دعوته وإرهاب المعارضين له.
وقال محمود عساف، فى كتابه إن مؤسس الإخوان حسن البنا قرّب إليه إبراهيم كروم وهو فتوة السبتية والذي كان يفرض الإتاوات على المتاجر، وكان يقطع شارع السبتية راكبًا حصانًا أبيض وبيده النبوت الشهير وخلفه الأتباع راجلين، حيث فرض "كروم" على أصحاب المتاجر التبرعات لجماعة الإخوان، فأعجب به حسن البنا وقربه وأخذ يستقبله في مقر إقامته.
حسن البنا
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، بل إيمان الإخوان بالعنف ظهر من خلال تكفير سيد قطب للمجتمعات الإسلامية، فى كتابه "معالم فى الطريق"، ومن بين من كفرهم هو المجتمع المصرى، حيث زعم فى الكتاب إن المجتمعات الإسلامية ومن بنيها المجتمع المصرى هى مجتمعات جاهل، كما زعم أن إسلامهم هو إسلام غير صحيح حتى وإن صلوا وصاموا وحجوا البيت الحرام، ليحرض عناصر الإخوان على هدم تلك المجتمعات.
فى ذات الكتاب أيضا حرض سيد قطب عناصر الإخوان بهدم وتقويض المجتمعات الجاهلية التى يرى أن إسلامها منقوص ليقيموا على أنقاضها المجتمع الإسلامى الذى يتألف من الإخوان على حسب تعبيره .
سيد قطب
من الوقائع التى تشير إلى تورط عناصر الجماعة فى تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية خاصة فى أربعينيات القرن الماضى كانت الواقعة التى شهدتها محافظة الإسماعيلية فى 10 ديسمبر 1946، عندما اعتدى عدد من عناصر التنظيم الخاص للإخوان على المحلات وبعض المارة فى الشوارع بعد تزايد أعداد المعارضين لأفكار الإخوان فى تلك المحافظة التى بدأت منها نشأة جماعة الإخوان فى عام 1928.
كما تورط عناصر الإخوان فى الهجوم على قسم شرطة الخليفة، فى أربعينيات القرن الماضى، وفى ذلك الوقت بدأت تنشط العمليات المسلحة التى ينفذها التنظيم الخاص الذى أنشأه حسن البنا، فالواقعة شهدتها محافظة القاهرة فى 29 يونيو عام 1947، عندما هجم عدد من عناصر الجماعة على قسم شرطة الخليفة بمحافظة القاهرة، والاعتداء على عدد من أفراد الشرطة حينها لتكشف الجماعة وجهها العنيف للمصريين.
من الوقائع أيضا ضبط ذخيرة فى منزل أحد قيادات مكتب إرشاد جماعة الإخوان فى أربعينيات القرن الماضى، لتؤكد هذه الواقعة انتهاك جماعة حسن البنا للعنف، حيث إن الواقعة حدثت فى 22 أكتوبر 1948، حيث ضبطت قوات الشرطة صناديق أسلحة وذخيرة في سراديب بمنزل عضو مكتب الإرشاد، الشيخ فرغلى بالإسماعيلية، وكانت هذه الأسلحة يتم إرسالها للتنظيم الخاص للجماعة.
وقائع عنف الإخوان تشمل أيضا واقعة الاعتداء التى تورط فيها قواعد الإخوان ومؤيدى حسن البنا ضد بعض المعارضين للجماعة فى محافظة المنوفية، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين نتيجة واقعة الاعتداء، فالقصة بدأت في 24 يناير 1948 حيث شهدت محافظة المنوفية واقعة اعتداء عدد من عناصر الإخوان على معارضين لللتنظيم في مدينة شبين الكوم ، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المواطنين.
ومن بين الوقائع أيضا واقعة سقوط قنبلة على مبنى لإحدى كليات جامعة القاهرة عام 1948، والتى تورط فيها أحد شباب الإخوان، وأطلق عليها إعلاميا حادث قنبلة الطابق الرابع، حيث إن القصة يرجع تاريخها إلى 4 ديسمبر 1948، عندما خرجت إحدى المظاهرات في جامعة القاهرة، وتم فضها من قبل قوات الشرطة، إلا أن أحد الشباب ألقى قنبلة لكن قنبلة سقطت من الطابق الرابع بمبني إحدى الكليات، فى محيط تمركز الشرطة فسقط أحد الضباط شهيدا، ثم تبين أن المتهم الذى ألقى بالقنبلة أحد الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان.
