وصلها غضب النظام وعدم رضاه عن تناولها الإعلامي وما قدمته عبر إحدى منابر شبكتها الإعلامية يخُص أحد المراحل التاريخية في سياساته؛ فأصدرت على الفور بياناً أعلنت من خلاله إيقاف 2 من صحفييها بعد ثبات مخالفتهما لمعايير وضوابط الشبكة الإعلامية.
شبكة الجزيرة القطرية أعلنت في 19 من مايو الماضي "2019" أنها اتخذت إجراءات إدارية تأديبية في حق 2 من صحفييها عملا على إنتاج مقطع مصور عن محرقة "الهولوكوست"، لفتت في بيانها أنه تضمن إساءة واضحة وأن الشبكة تتبرأ منه ولا تقبل بنشر مثل ها المحتوى على منصاتها أو قنواتها الرقمية.
هذا وأكد البيان ذاته على أن شبكة الجزيرة القطرية لم تتردد منذ انطلاقها في الاعتراف بأي خطأ تحريري تضمنه محتوى إعلامي تم بثه من خلال منابرها فور وقوعه مع المبادرة لتصحيحه وتفادي تكراره.
فيما نرى الآن الموقف مع مصر مُغايرًا، فعلى الرغم من اعتراف قناة الجزيرة القطرية أمس الأحد من خلال إحدى برامجها في حق مصر ونظامها، حيث نشر مقاطع فيديو وصور تعود إلى فعاليات وأحداث قديمة؛ إلا أنها لم تقُم بتقديم إعتذار رسمي أو نشر بيان مشابه لما سبق ذكره.
حتى ما تم نشره وتداوله عبر بعض الحسابات على السوشيال ميديا ولاسيما موقع التدوينات القصيرة، تويتر؛ قامت "الجزيرة" سريعًا بنفيه قائلة: "نهيب بمتابعينا أن المنشور المتداول عن الجزيرة – عاجل هو منشور مُفبرك ولم ينشر على أي من منصات الجزيرة".
ويبدو أن إدارة الجزيرة تعمل بشكل مُزدوج ففي الوقت الي أكدت فيه سابقًا على أن سياساتها قائمة على المهنية وهو ما يستدعي الاعتراف بالخطأ فور وقوعه وتقديم إعتذار رسمي وسحب المواد الإعلامية الخاطئة من منابرها، لم تتوقف عن الإساءة إلى مصر وإدارتها؛ بل وتُسرع في نفي أنها قدمت أي اعتذار عن خطأها المهني الفادح، وهو ما يكشف وجه القناة القطرية الحقيقي ونهجها القائم على محاولاتها لإثارة الرأي العام وخلق نوع من الفوضى في المجتمعات العربية يهدف أغراضها وحلفاءها التوسعية في المنطقة.