حالة من الصدمة سادت الأوساط العالمية بعد الإعلان عن إفلاس شركة توماس كوك البريطانية للسياحة والسفر، بعد أكثر من 170 عاما من العمل المستمر فى تلك الصناعة.
وفى الوقت الذى وجه فيه البعض الانتقادات للحكومة البريطانية لعدم تدخلها لإنقاذ الشركة، دافع رئيس الوزراء البريطانى عن نفسه بالقول إن هذا سيتكلف الكثير من أموال دافعى الضرائب.
حيث قالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن توماس كوك تعتبر أكبر ضحية لعملية تحول استمرت على مدار عقود فى صناعة السياحة والسفر، حيث أن زيادة الخطوط الجوية التى تقدم تخفيضات ومنصات الحجز الإلكترونى قد شجع الأوروبيون الباحثون بشدة عن الشمس إلى ترتيب رحلاتهم بأنفسهم ورفض الشركات التى تقوم رحلات جماعية، فى حين عانت صناعة السفر الموسمية للغاية من صدمات عدة تراوحت ما بين الإرهاب إلى الاضطراب السياسى.
ضربة جديدة لقطاع السفر الأوروبى
وتابعت الوكالة قائلة إن انهيار توماس كوك يوجه ضربة أخرى لقطاع السفر الأوروبى بعد إفلاس شركة الخطوط الجوية فى أيسلندا "واو أير"، والتى أوقفت عملياتها فى مارس بسبب نقص التمويل، مما جعل 2700 ممن المسافين عالفقين وأضرت باقتصاد البلاد..
وقبل عامين، انهارت شركة الخطوط الجوية مونارك فى بريطانيا بعد محاولة غير ناجحة للتحول إلى العمليات الأقل قيمة.
حكومة بريطانيا تدافع عن قرارها بعدم التدخل
وفى ظل انتقادات واجهتها الحكومة البريطانية لعدم تدخلها لإنقاذ الشركة الأقدم فى مجال السفر فى العالم، قال وزير الخارجية دومنيك راب إنه لا يوحد مصلحة وطنية إستراتيجية لفعل ذلك.
ودافع رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون عن القرار برفض الإنقاذ الحكومى، الذى سيتكلف 150 مليون جنيه استرلينى، وقال للصحفيين أثناء توجهه إلى نيويورك للمشاركة فى اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إن هذا المبلغ يمثل الكثير من أموال دافعى الضرائب.
وكانت شركة توماس كوك قد تأسست فى أربعينيات القرن التاسع عشر من قبل أحد رواد الأعمال فى منطقة فيكتوريا، وبدأت الشركة بتشغيل رحلات بالقطار فى إنجلترا، وتوسع عملها مع اكتشاف الطبقة الوسطى المتنامية فى بريطانيا أن لديهم المزيد من الوقت والمال لاكتشاف أوروبا.
وكانت ذروة الشركة فى سبعينات وثمانينات القرن الماضى مع سعى البريطانيين للاستمتاع بالشمس بأقل التكاليف وأصبح هناك شعار "لا تحجزها فقط، احجزها مع توماس كوك".
أكبر مهمة لإعادة البريطانيين
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية على أزمة إفلاس شركة توماس كوك للسياحة والسفر، وقالت إن أكبر مهمة لإعادة البريطانيين إلى بلادهم فى وقت السلم قد انطلقت اليوم، الاثنين، بعد انهيار عملاق السفر توماس كوك، مما أدى إلى ترك 150 ألف سائح بريطانى عالقين فى الخارج لمدة تصل لأسبوعين.
وتضرر أيضا نحو 500 ألف عميل من دول أخرى، أغلبهم من ألمانيا والدول الاسكندنافية. وقد أعلنت هيئة الطيران المدنى البريطانية فى الساعات الأولى من صباح اليوم أن الشركة، وهى واحدة من أكبر منظمى الرحلات فى العالم، قد توقفت عن التداول بعد فشل محاولة الإنقاذ الأخيرة.
وتم إلغاء كل رحلات توماس كوك من وإلى بريطانيا، مما أجبر الحكومة على شن عملية عالمية لإعادة السائحين البريطانيين إلى بلادهم. وتم إلغاء ما يقرب من مليونى حجز من قبل عملاء للشركة أيضا. وأصبح موظفو الشركة البالغ عددهم 21 ألف منهم 9 آلاف داخل بريطانيا، بلا عمل.
يأتى هذا الإعلان بعد عجز الشركة عن تأمين 200 مليون استرلينى إضافية تحتاجها لتظل قائمة بعد يوم من محادثات أزمة مع الدائنين والمقرضين فى إحدى الشركات القانونية.
وفى تركيا، قال رئيس اتحاد أصحاب الفنادق أن شركة توماس كوك تدين للفنادق الصغيرة فى البلاد، وأعرب من مخاوفه من أن انهيار الشركة قد يعنى أن يقل عدد السائحين الذين يزورون تركيا كل عام سيقل نحو 700 ألف.