لم يكن قطاع الاتصالات بمنأى عن الأوضاع السياسية التى شهدتها مصر فى أعقاب يناير 2011، رغم أنه كان القطاع الأوفر حظاً قبل إندلاعها، ومع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية البلاد منتصف عام 2014 وحتى الآن نجح فى إنهاء السنوات العجاف التى شهدها القطاع، حتى أن وصل معدل نمو القطاع إلى نسبة 18% فى العام المالى 2017/2018، وهى من أكبر المعدلات فى تاريخ الاتصالات، إضافة إلى ارتفاع مساهمة القطاع فى الناتج القومى بنسبة 3.5% ودعم خزانة الدولة بالمليارات.
وأعاد الرئيس عبد الفتاح السيسى الحياة إلى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر بعد فترة جمود منذ يناير 2011 حتى توليه إدارة الدولة، وما تحقق فى القطاع بعهده لم تشهده البلاد على مدار تاريخها، سواء على صعيد محور الاتصالات أو محور التكنولوجيا، كما أن تكليفات الرئيس للحكومة خلال الفترة المقبلة تنبئ بمزيد من التحسن والنمو، وذلك بسبب الأولوية المتقدمة التى يحظى بها القطاع فى خطط واستراتيجيات الدولة، ورؤية "السيسى" أن القطاع له دور حيوى ورئيسى فى عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأطلق الرئيس العديد من المبادرات الخاصة بالتصنيع الإلكترونى، وتدريب الشباب ونشر الإبداع وافتتاح نحو 4 مناطق تكنولوجية هى "برج العرب وأسيوط وبنى سويف والسادات"، والعمل على جذب استثمارات وتحقيق أعلى معدلات النمو حيث حقق القطاع أعلى معدلات نمو بالدولة تصل لـ18%.
محور خدمات الاتصالات
عانى هذا المحور، على مدار الفترة قبل 2011 وقبل تولى السيسي لمنصبه، من تأخر دخول تكنولوجيا جديدة مثل الجيل الرابع تساهم فى تحسن الخدمات للمواطنين حيث كانت مصر من أواخر الدول التى طبقت الجيل الرابع، فضلا عن أن الشركة المصرية للاتصالات المملوكة للدولة بنسبة 80% كانت ستنتهى لو لم تدخل سوق المحمول فى ملف معقد للغاية لم تستطيع أى حكومة سابقة التعامل معه، غير أن الرئيس السيسى نجح فى وضع إطار تنظيمى جديد لخدمات الاتصالات يسمح لشركات الاتصالات العاملة بالقطاع بتقديم خدمات متكاملة بتكنولوجيات حديثة بما يضمن تعظيم الاستفادة من استثمارات الشركات والتوسع فيها وتقديم خدمات متميزة للمواطنين، الأمر الذى ساهم فى دعم الخزانة العامة للدولة بنحو 1.1 مليار دولار أمريكى، بالإضافة إلى 10 مليارات جنيه من حصيلة بيع الترددات لإطلاق خدمات الجيل الرابع.
كما تحولت الشركة المصرية للاتصالات التى تمتلك الدولة 80 % من أسهمها إلى مشغل وطنى متكامل لخدمات الاتصالات بعد حصولها على رخصة إنشاء وتشغيل وإدارة شبكات الجيل الرابع، وتقديم خدمات المحمول فى عام 2016.
ويتم تنفيذ منظومة جديدة لتحسين كفاءة الخدمات عبر انشاء مركز لمراقبة أداء جودة خدمات المحمول وإصدار تقارير لأداء كل شبكة أمام الجمهور عبر الموقع الإلكترونى للجهاز، فضلا عن رفع متوسط سرعات الانترنت إلى 13 ميجابت/ ث حاليا ورفعها مرة أخرى العام المقبل الى 20ميجابت/ث.
التحول الرقمى
يتصدر ملف التحول الرقمى أجندة اجتماعات الرئيس دائما مع الحكومة، ويوجه الرئيس بتكثيف العمل بخطة التحول إلى الحكومة الرقمية، بما فى ذلك تدريب الكوادر البشرية والقيادية ذات الكفاءة والفاعلية، بحيث تكون مؤهلة للعمل فى بيئة رقمية تستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية، بما يسهم فى إنشاء منظومة حكومية متطورة ومترابطة رقميا توفر أحدث الخدمات للمواطنين بأسلوب بسيط وميسر واطلق الرئيس 18 خدمة حكومية رقمية بمحافظة بورسعيد الشهر الماضي إضافة إلى 30 خدمة إضافية الأسبوع الماضي أيضا وذلك فى إطار خطة لإطلاق 174 خدمة حكومية رقمية قبل نهاية العام فى بورسعيد تمهيدا لتعميم تلك الخدمات فى جميع محافظات مصر للتسهيل وتيسير حصول المواطن على الخدمات.
ويحصل المواطن على الخدمات الإلكترونية عبر بوابة الحكومة الرقمية ومراكز الكول سنتر، أما من يصعب عليهم التعامل الإلكترونى فقد وفرت الدولة لهم الحصول على الخدمات الرقمية عبر مراكز الخدمات الحكومية ومراكز خدمة المواطنين المنتشرة على مستوى الجمهورية، وينتظر خلال الفترة المقبلة إصدار بطاقة ذكية موحدة للمواطن لتوفير الخدمات والدعم والمزايا التى تقدمها الدولة.
محور تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات
نجح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى الفترة الأخيرة فى استعادة مكانته على الخريطة العالمية لصناعة تكنولوجيا المعلومات، حيث تشير البيانات والتقارير والتصنيفات الدولية إلى عودة مصر بقوة كمقصد جاذب للاستثمارات ورائد فى تقديم خدمات التعهيد وتكنولوجيا المعلومات والخدمات العابرة للحدود، وأبرزها تقارير مؤسسة "جارتنر" الاستشارية العالمية حول الدول المقدمة لخدمات التعهيد وتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات عامى 2016 و2017 بعد أن غابت عن التقرير أكثر من 5 سنوات.
كما فازت مصر بجائزة أفضل دولة على مستوى العالم فى تقديم خدمات التعهيد لعام 2016 بعد اختيارها من قبل الجمعية العالمية لخدمات التعهيد "GSA" فى مسابقتها السنوية لاختيار أبرز المواقع فى هذا المجال.
مشروعات قومية
أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى، منذ توليه، العديد من المشروعات القومية بمختلف القطاعات، وكان لقطاع الاتصالات نصيب الأسد منها، ومن بين تلك المشروعات مشروع نشر المناطق التكنولوجية فى محافظات مصر المختلفة، الذى أطلقه الرئيس فى ديسمبر 2015، ودعم هذه المناطق بالبنية التحتية اللازمة لكى تكون معدة لاستقبال كافة الأنشطة الخاصة بصناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والابتكار، وما يرتبط بها من أنشطة خدمية وإنتاجية أخرى، خاصة تلك التى تتميز بقدرتها على تشغيل أعداد كبيرة من العاملين من خريجى الجامعات، وكذلك تحفيز الاستثمارات فى مجال صناعة الإلكترونيات والصناعات الداعمة للأنشطة المختلفة بالمشروع.
وتم تنفيذ مشروع المناطق التكنولوجية فى كل من مدن برج العرب الجديدة ومدينة أسيوط الجديدة والسادات وبنى سويف.
وخصص قانون الاستثمار الجديد باباً خاصاً للاستثمار بنظام المناطق التكنولوجية يتيح الحوافز والتسهيلات اللازمة للاستثمار بتلك المناطق متمثلة فى عدم خضوع الأدوات والمهمات والآلات اللازمة لمزاولة النشاط المرخص به للمشروعات الموجودة داخل المنطقة التكنولوجية للضرائب والرسوم الجمركية، بالإضافة إلى الحوافز الخاصة المنصوص عليها فى القانون.
مدينة المعرفة
تعد مدينة المعرفة أحد أهم المشروعات الاستراتيجية التى تنفذها الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة وتقع على مساحة 300 فدان باستخدام أحدث تكنولوجيا المعلومات المتطورة بكافة قطاعاتها، ومن المنتظر أن تضم مراكز للأبحاث والعلوم والابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى فروع لجامعات تكنولوجية ومراكز ومعاهد للتدريب التكنولوجى.
وتشمل خطة تنمية مدينة المعرفة إنتاج البرمجيات والتطبيقات المختلفة، خصوصاً تطبيقات إنترنت الأشياء وتطبيقات إدارة المدن الذكية وأنظمة النقل الذكية.
برامج الإبداع التكنولوجى
وفيما يتعلق بمحور الإبداع التكنولوجى فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي يثبت يوما تلو الآخر اهتمامه بالشباب، وتصدرهم أولى أولوياته.. ولا يحرص الرئيس فقط على عقد مؤتمرات مع الشباب للاستماع لآرائهم ومقترحاتهم فقط بل يكلف الحكومة لتحويلها لتطبيق على أرض الواقع، ومن ضمن المشروعات التى تنفذها الحكومة لتحويل أفكار الشباب وابتكاراتهم إلى مشروعات رابحة تدر عليهم عائد جيد هو مشروع نشر مجتمعات الإبداع فى الجامعات المصرية، تم البدء فى تنفيذ مخطط نشر مراكز الإبداع فى محافظات مصر المختلفة، وذلك بإقامة مجتمعات للإبداع وريادة الأعمال فى 8 جامعات لتوفير فرص عمل للشباب ومساعدتهم وتأهيلهم لتنفيذ أفكارهم وتحويلها إلى شركات.
كما أطلق الرئيس مبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل وتستهدف تدريب 16 ألف شاب مصرى خلال ثلاث سنوات مجانا ويتم تدريبهم على أحدث الدورات التدريبية المقدمة من جامعات يوداستي وشركات عالمية، فضلا عن مبادرة مبرمجي المستقبل لطلاب الصف الأول الثانوى، ومبادرة أخرى لتدريب 10 آلاف شاب مصرية وأفريقي على التطبيقات الرقمية والألعاب الإلكترونية وإنشاء 100 شركة ناشئة بأفكار إفريقية، ويتم تدريب الشباب مجانا عبر كورسات باهظة الثمن تتحملها الدولة.
تطوير البريد
جاء ضمن أبرز المشروعات القومية، خطة تطوير مكاتب البريد، والأكثرها جماهيرية بسبب انتشاره فى عدد كبير من المحافظات، وتصل إلى 4000 مكتب، ويستهدف المشروع تحويل مكاتب البريد إلى مراكز خدمات متكاملة، يتم من خلالها تقديم كافة الخدمات المالية والبريدية والمجتمعية، لتقديم الخدمات للمواطنين بشكل حضارى.
المبادرات الرئاسية
ويحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاح معرض القاهرة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذى يقام تحت رعايته منذ توليه منصبه فى 2014، ولقاء الشركات المستثمرة بمصر والشركات والهيئات الحكومية، وأطلق الرئيس العديد من المبادرات الهامة خلال المعرض على مدار 4 سنوات، الخاصة بتصميم وصناعة الإلكترونيات مثل رواد تكنولوجيا المستقبل بالإضافة إلى افتتاح 4 مناطق تكنولوجية ونشر الإبداع فى محافظات مصر وتدريب الشاب وتحويل افكارهم الى شركات.
وفيما يتعلق بمبادرة تصميم وتصنيع الإلكترونيات "مصر تصنع الإلكترونيات" إلى توطين التكنولوجيا ونقل المعرفة بما ينعكس إيجابيا على دعم الاقتصاد وزيادة الدخل القومى والمساهمة فى مضاعفة الصادرات وخفض الواردات من الأجهزة الإلكترونية وزيادة فرص العمل التى من المقرر أن تصل إلى حوالى 25 ألف فرصة عمل بحلول عام 2020، ونتج عن تلك المبادرة إطلاق أول هاتف محمول مصرى.
رواد تكنولوجيا المستقبل
تهدف المبادرة الثانية "رواد تكنولوجيا المستقبل" إلى بناء قدرات وخلق جيل واعد من الشباب المصرى القادر على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتعزيز النمو الاقتصادى، والمساهمة فى تلبية الطلب المحلى والعالمى على الكفاءات المصرية المتخصصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
محور التعليم
تنفذ الدولة خطة طموحة لتطوير التعليم بجميع المدارس على مستوى الجمهورية حيث تم تزويد المدارس الحكومية بخدمات الانترنت فائق السرعة وتوصيل تلك المدارس بكابلات الألياف الضوئية والتى تعطي جودة أعلى لعمليات نقل البيانات، فضلا عن توزيع ما يزيد عن 700 ألف تابلت لطلاب الصف الاول الثانوى و 700 ألف شريحة محمول على الطلبة مجانا.
كما سيتم توزيع شريحة جديدة من التابلت المدرسى على الدفعة الجديدة من طلاب الصف الأول الثانوى خلال العام الدراسى الحالى، فضلا عن إصدار قرار من الرئيس بتصنيع التابلت المدرسى بمصر لنقل القيمة المضافة ودعم التصنيع المحلى، حيث دخلت الحكومة فى مناقشات مع شركات عالمية بهذا الشأن وأعلنت شركة سامسونج عزمها تصنيع التابلت المدرسي داخل مصر وأنها دخلت مناقشات بهذا الشأن.
محور التشريعات
أقر البرلمان مؤخرا قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، فضلا عن مناقشة قانون حماية البيانات الشخصية والذى يتوافق مع اللائحة الأوربية لحماية البيانات GDBR وذلك فى دور الإنعقاد القادم للمجلس، كما يتم إعداد قانون لتنظيم التعاملات الإلكترونية وهى تشريعات ستساهم فى جذب استثمارات، والإعتراف بالدليل الإلكترونى ودعم خدمات التوقيع الإلكترونى.
الذكاء الإصطناعى
قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى بعد أن انتهت من إعدادها بالتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، حيث تسعى مصر لمواكبة التطورات التكنولوجية على الساحة العالمية للحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة، والتى يعد من ابرز افرازاتها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى.
ويتم تنفيذ الإستراتيجية خلال 3 إلى 5 سنوات؛ وترتكز على محورين رئيسيين التدريب وبناء القدرات، وإنتاج وتصدير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعى، ولانه من المتوقع أن يتم استبدال من 15 إلى 30% من الوظائف بالكامل بالتكنولوجيا خلال السنوات العشر القادمة، فإنه فى المقابل سيتم خلق فرص عمل أخرى جديدة؛ خاصة المتعلقة بالحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات والمرتبطة بمهارات التفكير النقدى والابتكار.
تمكين ذوى الاحتياجات الخاصة
أطلق الرئيس مبادرة لتمكين ذوى الإحتياجات الخاصة تكنولوجيا لدمجهم وتمكينهم باستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يتوافق مع رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، واتفاقية الأمم المتحدة ذات الصلة، كما وضع الاستثمار في بناء الإنسان على رأس أولوياته ولهذا تم اتخاذ خطوات حثيثة لتعظيم الاستفادة من الطاقات الكبيرة لأبناء الوطن من ذوي الاحتياجات الخاصة، فجاء دستور 2014 ليكفل لهم حقوقًا غير مسبوقة، وجاء تمثيلهم في البرلمان تمثيلًا مشرفًا يتيح لهم ممارسة جزء من حقوقهم، بالإضافة إلى إعلان عام 2018 عامًا لذوي الإعاقة والذى شهد إقرار قانون خاص بهم، وذلك جنبًا إلى جنب مع توجيه مجهودات مؤسسات الدولة المختلفة من أجل العمل على إدماجهم في استراتيجياتها للتنمية.
استضافة اكبر مؤتمر للاتصالات فى العالم
وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى تستضيف مصر بمدينة شرم الشيخ فى أكتوبر المقبل، أكبر مؤتمر للاتصالات الراديوية فى العالم وينظمه الاتحاد الدولى للاتصالات، ومن الموضوعات والملفات الهامة التى سيناقشها المؤتمر وضع معايير الجيل الخامس للمحمول والترددات المستخدمة لتلك التقنية، حيث سيتم إصدار وثيقة للجيل الخامس مدى الحياة باسم وثيقة شرم الشيخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة