قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش، إنه من غير المقبول فى القرن الحادي والعشرين أن يواجه الناس التمييز والتخويف بسبب معتقداتهم، مضيفا أن اضطهاد الأقليات الدينية في العالم أصبح امر لا يحتمل، لافتا إلى إن النطاق الكامل لحقوقهم الإنسانية مكفول، والدول ملزمة بتنفيذ سياسات تضمن احترام هوياتهم وأنهم يشعرون بأنهم جزء كامل من المجتمع ككل.
وأشار جوتيرش، خلال اجتماع حول الحرية الدينية عقده الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الأمم المتحدة، إلى أنه في وقت سابق من هذا العام، وقع قداسة البابا فرانسيس إلى جانب فضيلة الإمام الأكبر للأزهر أحمد الطيب، شهادة مؤثرة على الاحترام المتبادل، فى إشارة إلى وثيقة الإخوة الإنسانية، مشيرا إل أنها تذكر أن تنوع الأديان مشيئة من قبل الخالق وكتبوا "هذه الحكمة الإلهية هى المصدر الذى يستمد منه الحق فى حرية المعتقد وحرية الاختلاف".
وأضاف الأمين العام، قائلًا: "يحطم قلبى رؤية أعداد متزايدة من الأفراد يتعرضون للإذلال والمضايقة والاعتداء علنًا بسبب دينهم أو معتقداتهم. لقد قُتل اليهود فى المعابد اليهودية، دنست قبورهم بالصليب المعقوف (رمز النازية) وقتل المسلمون فى المساجد و وتخريب وقتل المسيحيين أثناء الصلاة وأحرقت كنائسهم."
وتحدث جوتيرش عما يجرى بحق الأقليات الدينية من عمليات تطهير دينى فى بعض البلدان حيث تم استهداف مجتمعات بأكملها بسبب عقيدتها -بما في ذلك في الأماكن التي توجد فيها هذه المجتمعات منذ قرون إن لم يكن آلاف السنين. داعيا إلى بذل المجتمع الدولى قصارى جهده لتجنب التطهير الدينى للمجتمعات.
وأضاف: "أتذكر دائمًا عندما كنت المفوض السامى لشؤون اللاجئين وفى مناقشة حول المجتمعات الكلدانية والآشورية فى العراق، المجتمعات المسيحية فى العراق، صديق قال لى: حسنًا أنت بحاجة إلى إعادة توطينهم جميعًا فى العالم الغربى". ويوضح أنه رد وقتها "بالطبع، للأشخاص المحتاجين الحماية، إعادة التوطين هو التدبير. لكن لا يمكننى قبول أن هذه المجتمعات التى كانت هناك منذ آلاف السنين تختفى من منطقتها ".
وشدد على ضرورة رفض أولئك الذين يحتجون كذباً وخبثا بالدين لبناء مفاهيم خاطئة، لإذكاء الانقسام ونشر الخوف والكراهية ويجب أن نكون يقظين بشأن محاولات استغلال الدين والهوية لتقييد تمتع الآخرين الكامل بالحقوق وإلى إدامة أو تبرير عدم المساواة.