عادة ما تتناول الصحف البيانات والأخبار التى توصف زيارة السيد الرئيس إلى أى دولة، لكنى عزيزى القارئ أريد أن أنقل لك صورة مختلفة من نيويورك، حيث يحضر السيد الرئيس اجتماعات الجمعية العامه للأمم المتحدة. صورة بها شكل ومضمون وكلاهما تستطيع أن تستنتج منه كيف تدار الدولة المصرية وكيف يفكر رئيسها..
الرئيس ذهب إلى نيويورك ومعه رجال من الرئاسة والأمن القومى والخارجية وهؤلاء كل منهم له مهمة لا تقل أهمية عن غيره، لكنى دائما أشعر بكثير من الأمان فى وجود رجال الامن القومى لانهم فى كل الأوقات لديهم حلول لما يصعب عليك فعله وتقديراتهم دائما موفقه.
الخارجيه المصرية ممثله فى الوزير والبعثة الدبلوماسية فى واشنطون وبعثة الأمم المتحدة فى نيويورك وبالتحديد الشباب منهم يعملون لوقت طويل وفى كافة التفاصيل ويتولون تنسيق اجتماعات السيد الرئيس وهو أمر ليس باليسير.
رجال مؤسسة الرئاسة هؤلاء لديهم لغة خاصة فى التفاهم وهم قليلو الكلام لكن لديهم خبرات كبيرة فى هذا النوع من الزيارات.
الرئيس ودائرة عمله الصغيره رئيس المخابرات العامه ووزير الخارجيه وبعض الوزراء دائما يكونون فى كل اللقاءات وهناك دائره صغيرة لصنع القرار.
وقد بدء الرئيس نشاطات عديده فى نيويورك كانت تصب جميعها فى اطار السياسه المصريه المتوازنه التى تلقى احترام الجميع والسعى الدائم على الترويج للاستثمار فى مصر والحديث المتكرر عن القضايا العربيه
ولكن.. امس تلقيت دعوه من مؤسسة الرئاسه لحضور اجتماع الرئيس بعدد من الشخصيات المؤثرة والبارزه فى المجتمع الامريكى ( اجتماع سياسى من الطراز الاول)
تقريبا كده الرئيس كان قاعد امام كل الطوائف والاديان والتوجهات والافكار بكل اختلافها ممثله فى تقريبا ٢٥ شخصيه امريكيه ( كل واحد فيهم شغلانه ) .
طبعا هنا تجد خطاب الرئيس مختلفا ويعطى انطباعا لكل ضيف انه يعرفه تماما وانه مهتم بكل كلمه يقولها
وايضا لا يتردد فى الرد على كافة القضايا والاسئلة التى يعتقد صاحبها أنها أسئلة محرجة، بل العكس دائما يختار الرئيس هذه الاسئله ليبدء بها.
لكن ومن قراءة هذا الاجتماع تستطيع ان تؤكد على ثوابت مصريه دائمه فى سياستها الخارجيه
فالقياده الحاليه قياده معتدله لاتميل الى الصدام وتكره مجرد ذكر لكلمة
"حرب" أيا كان سياقها فتجد الرئيس دائما يتحدث عن مخاطر الحروب والضربات العسكريه بين الدول
كما يرفض الرئيس دائما كل اشكال التطرف فى فهم تعاليم الاديان ( كل الاديان ) ويدعو دائما الى الاعتدال فى الخطاب الدينى
كذلك لا يتردد الرئيس فى تعريف اصحاب الفكر الامريكى ان هناك دول بعينها تمول الارهاب والعمليات التخريبيه ضد مصر وشعبها ويذكرها بالاسم ( وهو ما لم يحدث من قبل ) .
كمان ان الرئيس دائما ما يؤكد ان كل ما تم فى مصر من مشروعات يعود الفضل فيها الى الشعب المصرى ..
الرئيس ايضا يروى فى هذه الاجتماعات كواليس للقاءات جمعته بقادة العالم ويتحدث عن وقائع حدثت بينه وبينهم ومنها تقتنع ان الرجل لديه كثير من الحكمه ، وانه صاحب كلمه يمكن ان يثق فيه اطراف عديده فان قال لن افعل فلن يفعل فهو لا يراوغ ويمكن ان تاخذ مثالا على ذلك انه استطاع اقناع الاسرائيليين بان يدخل اسلحه مصريه الى مناطق معينه تتجاوز اتفاق كامب ديفيد
كذلك الرئيس يقول دائما :
انا لا اتبنى هذه القناعات المتعلقه بالاعتدال لانى رئيس مصر ، ابدا ، ولكنه يقول انها قناعاته الشخصيه و استشهد الرئيس على ذلك وقال للأمريكان عليكم ان تعودو الى مكتبة كلية الحرب الامريكيه ستجدون اننى اكتب ابحاث عن الاعتدال فى التفكير ونبذ التعصب الدينى والدول التى يقوم حكمها على اساس دينى منذ ان كنت ادرس فى امريكا
ولأول مره تجد الرئيس يتحدث عن ازمة سد النهضه بلا تردد ويطرح هذه القضيه امام المجتمع الدولى وسأل بشكل استفزازى : وما هى خياراتك ان لم تستجب اثيوبيا للمفاوضات ؟ وكانت السائله تشعر انها وضعت الرئيس فى مأزق !! الا انه باغتها برد قوى ومباشر وقال : مصر لن تسمح بفرض الامر الواقع عليها
وداعب الرئيس ممثلو الصحافه الأمريكيه الذين حضروا اللقاء ودعاهم لزيارة مصر ورؤية مشاريع عملاقه تمت فى اخر خمس سنوات
كانت مباراة السيسى أمام 25 شخص ليس جميعهم من محبى مصر، وهو ذكاء من الذين دعوهم فمن الواجب ان تتحدث الى الجميع.
وفى وقت كتابة هذا المقال يستعد الرئيس الى مغادرة الولايات المتحده عائدا بسلامة الله الى ارض الوطن وأشهد الله انه عمل ساعات عمل مضنيه وطويلة بثقة واقتدار.
فى النهايه تحية لكبير العائلة المصرية ورجالة، ومصر ستحيا بالعمل ورب العباد لن يضيع أجر من أحسن عملا.
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed hakim
شكر وتقدير
شكر وتقدير لفخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لما بذله وما يبذله من جهد لوطننا العزيز مصر اعادك الله بسلامته لأرض الوطن