أكثر من يشعر بقيمة الوطن هو من دفع حياته وبذل دمه فى سبيله، وأسر الشهداء هم أول من دفع ثمن الأمن والأمان، هم من يحملون الوجع الحقيقى فى صدورهم، ومازالت قلوبهم تنزف على فراق شهدائهم، رغم عقيدة الإيمان التى تسكن أرواحهم، وتمنحهم القوة والصبر على الاستمرار، إيمانا منهم بأن الأرض تستحق أن نفديها بالروح والدم؛ لذا تحركت "اليوم السابع" للتحدث مع زوجة البطل الشهيد العقيد أركان حرب محمد سمير إدريس بالقوات المسلحة، الذى استشهد فى 11 سبتمبر 2016 م، 36 عاما، بعد عودته من مداهمة ناجحة بأوكار التكفيريين فى شمال سيناء، خلال فترة تطهير ما قبل اقتحام جبل الحلال.
البطل الشهيد طلب نقله لسيناء
قالت منى الفار وزوجة الشهيد محمد إدريس، إن زوجها طلب نقله لسيناء، ليحمى وطنه ويكون فى ظهر إخوته من الجنود والضباط ليؤمن ظهورهم، ولم يفكر فى زوجته أو والدته أو أسرته، لأنه كان يضع نصب عينيه أهداف أرقى وأسمى، مثله مثل كل زملائه الذين استشهدوا فى سبيل الوطن، وكان يردد دوما مقولته: "لو كلنا هربنا من سيناء.. أمال مين اللى هيحميها".
إحنا كمان من بعد الشهداء لازم نحافظ على البلد
وأضافت منى: "زى ما زوجى الشهيد البطل وكل الشهداء فكر بس فى إنه يحمى البلد ومافكرش فى أى حاجة تانية، إحنا كمان مكملين ولازم نحمى بلدنا، لأن فيه ناس دلوقتى واقفين على الحدود ومابيفكروش فى أى حاجة فى الدنيا غير فى نصر أو شهادة.. واقفين أسود عشان يحافظوا على البلد، بيفكروا بس إزاى يحمونا وماحدش يعتدى على بلدنا، وإحنا إللى فى ظهرهم جوه البلد، نقولهم إحنا معاكم وإللى بيسرى عليكم بيسرى علينا.. بيجلنا من دول تانية ناس متهجرة ولاجئين يلاقوا الأمان عندنا هنا فى مصر من شرطتنا وجيشنا، وفاتحين لهم بيوت، هما عارفين قيمة الوطن، وعارفين قيمة الجيش، ياريت إحنا كمان نحافظ عليهم.. هنعمل إيه بالنزول للتظاهر غير الخراب ووقف حال الناس والضرب فى ظهر الناس إللى واقفين يحموكم، وما فكروش فى حياتهم.. حوالينا ليبيا والعراق والسودان، أوطان كاملة اتدمرت واتخربت، وفيه أوطان تانية كل مهمتها إنها تصرف على خراب ودمار مصر.. ومصر فى رباط إلى يوم الدين بجيشها وشرطتها وشعبها، لأن مصر هى العمود الفقرى للوطن العربى بأسره، ولو مس جيشها أى سوء، فده معناه ضياع الكل".
"إدريس" تمنى الشهادة فى طفولته
وتحكى منى الفار، قصة زوجها مع الشهادة، قائلة: بدأت منذ أن كان طفلا فى الصف السادس الإبتدائى، حينما اصطحبه والده مع إخوته فى رحلة لسيناء، وانحنى محمد إدريس على الأرض وأمسك رمل سيناء فى كفه، وقال: "أنا عايز أبقى ضابط فى الجيش وأحمى سيناء من أعدائها وأموت شهيد".
يذكر أن البطل الشهيد محمد إدريس من مواليد 2 يوليو 1980 م، وتوفى فى 11 ديسمبر 2016 م، فى عمر 36 عاما، بعد زواجه بـ3 شهور فقط، خلال عودته من مداهمة ناجحة بأوكار التكفيريين فى شمال سيناء، أثناء عمليات تطهير ما قبل اقتحام الجبل الحلال، بسبب لغم انفجر فى الدبابة التى كان يستقلها مع زميليه حيث استشهد معه أحدهما، وأصيب الآخر.
وأطلق اسم الشهيد "محمد سمير إدريس" على إحدى مدارس التعليم الأساسى بقرية العوضية التابعة لمركز شربين بلدة والدته؛ تخليدا لذكرى البطل الشهيد، وحتى تدرك الأجيال القادمة ما بذله إدريس وزملائه من أجل الحفاظ على تراب الوطن ودم إخوتهم المصريين.
رسالة زوجة الشهيد للمصريين
ووجهت زوجة الشهيد رسالة لكل المصريين، قائلة: "حافظوا على مصر ودم الشهداء.. الناس مش بتلاقى وطن وبتشتريه، أوطانهم بتتدمر وبيهربوا يدوروا على أمان وبيتعاملوا معاملة اللاجئين، خليكوا فى ضهر أخواتكم وأولادكم فى الجيش والشرطة، هما منكم وإنتم منهم، وهما خير مثال وقدوة لينا".
زوجة-الشهيد-محمد-سمير-إدريس
منى-الفار-أثناء-حديثها-عن-زوجها-الشهيد
منى-الفار-زوجة-الشهيد-محمد-إدريس-شهيد-القوات-المسلحة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة