أكرم القصاص

الجزيرة تكذب وتفضح نفسها وتقدم أكبر فاصل كوميدى فى تاريخها

السبت، 28 سبتمبر 2019 07:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت المشاهد التى جرت أمس الجمعة، على مدار اليوم مثالا، ليس على فشل قنوات الجزيرة وتوابعها فى قطر وتركيا، لكن أيضا على تحول هذه القنوات إلى عروض فكاهية بائسة أضحكت المصريين والعالم على هذه الخيبة الثقيلة، لقد رأينا متظاهرين أفرادا يتنقلون من الأقصر فى الجنوب إلى الوراق فى الجيزة، ومنها إلى الإسكندرية، ومتظاهرون خرجوا يحملون أعلام مصر تحولوا بقدرة الجزيرة لمعارضين يقودون ثورات خرافية فى كواكب أخرى. 
 
 وبدا مشهد أمس الجمعة نهاية لسنوات من التزوير الفكاهى، حيث قرر المصريون التعامل مع سنوات من الكذب، بالرد العملى، وتأكيد الوعى الكبير فى التفرقة بين مطالب المصريين فى العدالة والتقدم، وبين الاستجابة لحملات لا تهدف إلى غير الفوضى، والفرق بين أن يحمل المواطن وجهة نظر وأن يحمل قنبلة أو كلاشينكوف، لقد وضعت الجزيرة نفسها طرفا وخلفها توابع فى تركيا ولندن، فى مقدمة الحرب الدعائية وبشكل مباشر لا حمل أى قدر من الحذر، وتحالفت قطر مع تركيا فى هذه المعركة، من دون أن تتعلم أى دروس من المصريين.  
 
وبعد أن كانت القناة القطرية تسوق نفسها بصفتها مهنية تحولت خلال سنوات لمنصة للتحريض والدعاية المضادة لمصر، لكن القناة وتوابعها خلال الأيام الأخيرة قدموا عروضا كوميدية فكاهية أنهت تاريخا من الخداع والاختفاء خلف المهنية الوهمية، انهارت تجربة الجزيرة وقطر وتركيا خلال أقل من أسبوع بعد أن فقدت عقلها وتركيزها السابق، وظهرت فى هيئة مزرية ومضحكة نظن أنها يفترض أن تلفت نظر مموليها، لأنهم يلقون مئات الملايين على الأرض، والواقع أن افتضاح الجزيرة لم يكن فقط لأنهم يكذبون فقد اعتادوا الكب، لكن لأن هناك مصريين قرروا أن يمارسوا حقهم فى فضح الكذب، لأنهم علموا أنه لا توجد قضية عادلة يساندها الكذب والتزييف طوال الوقت.  
 
ويبدو العجب من دولة أو دويلة أيا كان حجمها تخصص كل هذه الملايين من الدولارات لهدم دول أخرى وتمويل تنظيمات إرهابية من داعش للقاعدة ومن الإخوان للنصرة، وتواصل تزييف صور وفيديوهات فقط لتثير جماهير تحرق دولها، وبعد أن مولت قطر داعش فى سوريا والعراق وليبيا واليمن من خلال سرقة أحلام جماهيرها، وساندت أكبر حروب بالوكالة تصورت أنها قادرة على تكرار ذلك مع مصر.
 
قناة عامة وقنوات مباشرة وتوابع فى تركيا تعمل طوال 24 ساعة فى نشر الأكاذيب والصور والفيديوهات المفبركة التى تهدف لإثارة الغضب وصناعة الفوضى، وبعد صمت وبمجرد أن عمل الإعلام المصرى ومواقع التواصل لساعات افتضحت اللعبة المصريون لا يمكن أن يصدقوا أن الجزيرة وتوابعها فى تركيا يمكن أن تدعم ديمقراطية. 
 
لقد كان درس المصريين واضحا، نحن أحق ببلدنا، وقضايانا نعرف مشكلاتنا، ونفرض ما نريده، لكننا لا يمكن أن ننساق خلف كتلة الأكاذيب التى تمثلها قطر وتركيا، والجزيرة وتوابعها، وبجانب الجزيرة الممولة من قطر فقد انضمت منظمات يفترض أنها حقوقية مثل العفو الدولية أو هيومان رايتس التى تحولت خلال سنوات إلى أدوات تمولها قطر وتدعمها بالمال، فإذا بها تفقد حيادها الحقوقى وتلعب دورا سياسيا تحريضيا تناقض به كل قواعد المهنية أو العمل الحقوقى. 
مصر تواجه حربا، لكنها نجحت فى صد هذه الهجمات، بقدرة استعادة الإعلام المرئى والمسموع، فى كشف الأكاذيب والتفرقة بين الرأى والتحريض.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة