القارئة نشوى رجائى السماك تكتب: عيناه

الأحد، 29 سبتمبر 2019 06:00 م
القارئة نشوى رجائى السماك تكتب: عيناه حب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كنت أنا تلك الطفلة الصغيرة التى تصدق أنها ابنة للشمس و أن القمر أباها، فالكون هو ملك لها، صغيرة هى تحلم بأن تكبر حتى تستطيع إرسال (طيارة ورق) إلى السماء، تمسك بحبلها، تسيطر على مسار الطيارة الورقية التى ترتفع لتصل إلى الشمس. حاول الكبار اقناعها بأنهم يستطيعون أن يحققوا لها حلمها الذى لم يؤمن أحدهم به، ولكنها كانت ترفض إلا أن تحققه بنفسها. كبرت، توارى الحلم منسيا بقلبي، يداعب نبضى من حين لآخر. التقيت شابا، يحمل بعينيه شيئا أشعر بأنى أعرفه جيدا و لا أتذكر ما هو. عشقت النظر إلى عينيه، رأيت الكون الواسع يلملم نفسه ليسكن بداخلهما.

 

ذات ليلة سافرت إلى حلمى داخل عينيه، رأيته يعلمنى كيف أستطيع إرسال الطيارة الورقية إلى السماء، تقبض يدينا معا على الحبل، نعدو فرحين فى سرعة فتسلم الطيارة نفسها إلى الهواء ليحملها. لم أدر إلا و قد قررت الهجرة من نفسى إلى عينيه، فهناك كونى و كياني. نظراته تضمنى فى فرحة، كأننى غائب قد عاد إلى وطنه المشتاق. عرفت منه لأول مرة أن الأوطان هى الأخرى تشتاق أهلها.

 

فتح ذراعيه قائلا: أقبلي. لم أدر كيف كان لنداءه تلك القوة التى حطمت قيودى فتحررت مقبلة نحوه. ضم كلانا الآخر فى اشتياق كاشتياق الجسد إلى الروح لبعث جديد. شعرت بفؤاده يخفق داخل صدري، أنفاسه تمنحنى حياة جديدة، أتحسس وجهه فينبت بداخلى طفلا يشبهه. الشمس و القمر يتعانقان هما الآخران، فيرتبك الزمن، و يحتار الناس سوانا.

 

لا أعلم كم لبثنا، أساعات أم سنوات، فقط الآن أدركت أن ثمة افتراق قد حان، فدعونى أتبعثر، أتفتت، أتلاشى أو أصير لحنا خالدا فى قلوب العاشقين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة