سياسة مرتبكة تعصف بالأوضاع التركية الداخلية والخارجية، تلك السياسة التى أدت إلى اتباع الخلاف بين أنقرة والاتحاد الأوروبى، وكذلك السياسة الاقتصادية الفاشلة التى انعكست على أوضاع الصحافة واستثماراتها فى تركيا، وترتب عليها تراجع استثمارات الصحافة التركية بنسب كبيرة.
فى هذا السياق ذكرت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، أن العلاقات التركية الأوربية مرت منذ الانقلاب المزعوم فى تركيا فى 15 يوليو 2016 بمرحلة توتر استمرت قرابة عامين وانتهت بزيارة هامة أجراها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لألمانيا فى نهاية سبتمبر 2018 استمرت ليومين، بينما أردوغان سرعان ما عاد لافتعال الأزمات مع دول الاتحاد الأوروبى كافة وتصدرت خلافاته مع فرنسا المشهد التركى الأوروبى، كما تفاقمت القضايا الخلافية بين أنقرة والاتحاد الذى لجأ مؤخرا لفرض عقوبات على تركيا لتحذيرها من تداعيات سياساتها فى شرق المتوسط.
وقالت الصحيفة التركية المعارضة، أن أبرز القضايا التى أحدثت خلافات كبيرة بين تركيا والاتحاد الأوروبى بسبب سياسات وقرارات أردوغان، هى قضية اللاجئين، حيث تعد قضية اللاجئين أبرز القضايا الخلافية بين أنقرة ودول الإتحاد الأوروبى لاسيما فى السنوات الأخيرة، حيث تخشى دول الاتحاد من تداعيات تدفق اللاجئين السوريين إليها عبر الحدود التركية الأوروبية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن أردوغان يستغل المخاوف الأوروبية ويستخدم ورقة اللاجئين مرة أخرى للضغط على دول الاتحاد بغية الحصول على الدعم الأوروبى لخططه المستقبلية فى سوريا، حيث يسعى لإنشاء منطقة آمنة بعمق 32 كم شمال شرق سوريا تحت إشرافه يبنى فيها مساكن للاجئين السوريين ويتم تسكينهم فيها.
ولفتت الصحيفة التركية المعارضة، إلى أن الأزمة الثانية بين أنقرة وأوروبا تتمثل فى التنقيب عن الغاز شرق المتوسط، حيث مثل قرار المجلس الأوروبى بفرض عقوبات ضد تركيا فى 16 يوليو 2019، على خلفية تنقيبها عن الغاز فى المنطقة الاقتصادية الخاصة بقبرص شرق البحر المتوسط، سابقة فى العلاقات بين أنقرة والإتحاد الذى تسعى للانضمام إليه منذ خمسين عاما، ونص القرار على تخفيض التعاون مع أنقرة من خلال وثيقة تضم 5 بنود، تصدرها أسف المجلس لمواصلة تركيا عمليات التنقيب بمياه قبرص رغم دعوات الاتحاد الأوروبى المتكررة إلى وقفها.
وتابعت الصحيفة: ليس هذا فقط بل أن تنقيب تركيا عن الغاز آثار مخاوف موسكو وواشنطن اللتين حذرتا غير مرة من ارتفاع حدة التوتر بشرق المتوسط وتأثره على دول الجوار، ودعتا إلى وقف النشاطات الاستفزازية والتحلى بضبط النفس والالتزام بالحوار لحل هذه الخلافات.
وأوضحت صحيفة زمان، أن هذه العقوبات لم تردع أنقرة التى أكدت استمرار تنقيبها وحقها القانونى فى ذلك دفاعا عن القبارصة الأتراك.
وفى إطار متصل تشهد الصحافة فى تركيا معاناة كبيرة فى ظل تراجع معدلات الاستثمار بشكل كبير، فى ظل استمرار الأزمة الاقتصادية التركية، حيث ذكرت صحيفة "زمان"، أن الاستثمارات الإعلامية فى تركيا تراجعت خلال النصف الأول من العام الجارى فى قنوات التلفزيون بنحو 7 % وفى الصحافة بنحو 31 %، غير أنها ارتفعت فى الوسائط الرقمية بنحو 10.8 %.
ونقلت الصحيفة التركية المعارضة، عن ألبر جونايدن مدير الفرع التركى لشركة Deloitte أكبر شركة خدمات مهنية فى العالم، أن النصف الأول من العام الجارى شهد تراجع الاستثمارات الإعلامية بنحو 3.8 % لتسجل 4.3 مليار ليرة.
وأضافت الصحيفة التركية المعارضة، أنه خلال النصف الأول من العام الجارى تراجعت الاستثمارات الإعلامية فى قنوات التلفزيون بنحو 7 فى المئة لتسجل 2.08 مليار ليرة، وتراجعت فى الصحافة بنحو 31 % لتسجل 294 مليون ليرة، وعلى الصعيد الآخر ارتفعت الاستثمارات الإعلامية فى الوسائط الرقمية بنحو 10.8 % لتسجل 1.3 مليار ليرة.
وأوضحت الصحيفة، أنه تعانى تركيا ضغوطا متزايدة على الإعلام، فى ظل هيمنة حكومة الرئيس رجب أردوغان، على الصحف وقنوات التلفزيون والمواقع الإخبارية، لضمان عدم توجيه انتقادات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة