قالت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) إن الطلب "الصادم" الذى وجهه الرئيس الأمريكى ترامب والذى دعا فيه إلى خضوع أحد منافسيه المحتملين للتحقيق فى بلد أجنبى، دفع الديمقراطيين فى مجلس النواب إلى الاندفاع فيما أطلقت عليه رئيسة المجلس نانسى بيلوسى "تحقيقَ عزلٍ رسمي" ضده.
ورأت (التايمز) أهميةً ذات مغزى في رؤية بيلوسي ضرورةً في مثل هذا التحقيق، لا سيما أنها كانت تبدي ترددا إزاءه لما قد يترتب عليه من آثار سياسية ضارة بالحزب. لكن الطريقة التى يُجري بها مجلس النواب هذا التحقيق هي أيضا بنفس درجة أهمية إجراء التحقيق نفسه.
وقالت الصحيفة: في الأسابيع المقبلة، يجب على الديمقراطيين في مجلس النواب أن يتعرضوا لعدد من الأسئلة المُحمّلة بالتبعات السياسية: على سبيل المثال، ما هي السرعة التي ينبغي أن يكون عليها سير إجراءات التحقيق؟ وهل ينبغي أن يركز التحقيق بشكل خاص على محاولات ترامب إخضاع نائب الرئيس السابق جو بايدن للتحقيق في أوكراني؟ أم هل ينبغي على المجلس النظر في ادعاءات أخرى خطيرة ضد ترامب؟ وكيف يمكن للأغلبية الديمقراطية أن تقنع الجمهور –وزملاءهم الجمهوريين- بأن تحقيق العزل ليس مدفوعا بدافع الحزبية ولا ينم عن غضب دفين من كلمات وأفعال ترامب؟
ورأت الصحيفة أن التعجيل في سير التحقيق ينبغي أن يسير في ضوء الانتخابات المرتقبة، ولكن ليس على النحو الذي يثير الشكوك بأن ثمة إلحاحا على الحصول على حُكم يدين ترامب.
ونبهت التايمز إلى أهمية أن يحظى ترامب ومحاموه بفرصة عادلة في هذا التحقيق، وألا تكون النتيجة محسومة مسبقا، وتقتضي الحكمة أن تحصل بيلوسي على تخويل من غالبية المجلس لصالح التحقيق، على غرار ما تم في تحقيقَي عزْل الرئيسين السابقين نيكسون وكلينتون.
كما أن على بيلوسي أن تعيد النظر في فكرة كانت قد أظهرت رفضها من قبل؛ هي تشكيل لجنة منتقاة لقيادة التحقيق، ويا حبذا لو تم ذلك بعون من ممثلي ادعاء مبجلين.
وفيما يتعلق بالنقاط التي يجب أن يركز عليها التحقيق، رأت الصحيفة أن الأساس ينبغي أن يقوم على محاولة ترامب إخضاع أحد منافسيه المحتملين لتحقيق في دولة أجنبية.
وأميط اللثام مؤخرا عن اتصال هاتفي بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، طالب فيه ترامب الأخير بمدّ يد العون له في محاولة تشويه سمعة نائب الرئيس الأسبق جو بايدن. ورأت التايمز أن محققي مجلس النواب بحاجة إلى فحص تلك الحملة من كافة وجوهها.
إلى ذلك، رأت الصحيفة أن ثمة قضية أخرى بالغة الأهمية، هي احتمالية أن يكون ترامب قد عطّل سير العدالة عبر سلسلة من المحاولات لإفشال عمل المحقق الخاص روبرت مولر فيما يتعلق بالتدخل الروسي في انتخابات رئاسة 2016.
ورأت (التايمز) أن كلا القضيتين - الاتصال بزيلنسكي وتعطيل سير إجراءات تحقيق مولر- ينطويان على اتهام ترامب بعدم احترام للقانون.
وأخيرا، رأت الصحيفة أنه بينما يجب أن يكون التعجيل في إجراءات عزل ترامب أولوية، فإنه لا يمكن أن يكون ذلك هو مثار القلق الوحيد في مجلس النواب.
كما لا يمكن أن ينصب كل تركيز مجلس النواب في الأشهر القليلة المقبلة على قضية العزل وحدها، حتى لا يُتهم الأعضاء بالتقصير في الوفاء بواجباتهم إزاء قواعدهم الانتخابية.
وعلى الجانب الآخر، نبهت (التايمز) الديمقراطيين إلى الاستعداد في المقابل لاتهامات سيرميهم بها الرئيس ترامب في معرض دفاعه: من قبيل أن ثمة عملية "مطاردة ساحرات" جديدة يتعرض لها، لا سيما وأنه لا يزال يتمتع بدعم الأغلبية الجمهورية في الكونجرس.
واستبعدت الصحيفة الحصول على دعم عدد كبير من الجمهوريين للاتهامات الموجهة ضد ترامب، لكن ينبغي على الديمقراطيين في المقابل ألا يتهاونوا في إجراء تحقيق عادل يركز على أسئلة تتعلق بمخالفة ترامب للقانون.