بروتوكول تعاون بين الأوقاف ومحافظة القاهرة لتحمل التكلفة وتقاسم العائد
جدول زمنى لتنفيذ المخطط كنواة لتطوير الميادين الخديوية
اجتماع بعد أسبوع للخبراء الاستشاريين والمنفذين لوضع الخطة التنفيذية
توسع حديقة الحسين حتى الجامع الأزهر وإزالة المبنى الإدارى
تحركت الأمور للأمام بقرار ترميم مسجد الإمام الحسين، ومنطقته التاريخية بتكليف من رئيس الجمهورية، وذلك ضمن مخطط تطوير قلب القاهرة التاريخية، والذى يشمل ميادين الحسين والقلعة وتمتد لمنطقة التحرير ويشمل تحويل ربع المنسترلى بشارع سوق السلاح لفندق خلال عام وتقييد مخالفات البناء.
ويشمل المخطط، إزالة مبنى الأزهر القديم لتوسيع حديقة المشهد الحسينى، وتحويل المساحة بين مسجدى الأزهر والحسين إلى مساحة مفتوحة، كما يضم المخطط تطوير باب الوزير وشارع سوق السلاح.
ويشهد المخطط، الذى حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، تفاهمات بموجب بروتوكول تعاون بين وزارة الأوقاف ومحافظة القاهرة لإعادة إعمار ربع المنسترلى ليعمل كفندق بتمويل من محافظة القاهرة فى مقابل اقتسام العائد مع الأوقاف المالكة للربع وشارع سوق السلاح الذى يتصل بشارع الغورية ومنه إلى منطقة مسجد الرفاعى وحتى منطقة القلعة، بشكل مستقيم متقاطع على شارع الأزهر بمقابلة شارع المعز امتداد القلعة غربا فيما يسمى بالقصبة الجنوبية للقاهرة التاريخية، ووقف مخالفات البناء بأدوارها الزائدة، وشكلها غير الحضارى.
وحسب مصدر باللجنة المشكلة لتقديم الرؤية والاستشارات للمشروع، أكد انعقاد لقاء خلال أسبوع لتحديد أولويات العمل، مشيرا إلى أن معظم الأعمال سوف تنتهى خلال 6 أشهر وبعضها خلال عام كنواة لتطوير القاهرة الخديوية.
وأضاف لـ"اليوم السابع، أن قرار الرئيس يحمل دعم كبير غير مسبوق بناء على رؤية معمارية، وذلك لإنقاذ القاهرة التاريخية، وعودتها لصدارة المنافسة العالمية، ومنافستها على جائزة أغاخان للتراث والتى تولت بناء حديقة الأزهر كهدية لمصر.
وتعد منطقة القاهرة الخديوية أو القاهرة التاريخية، معلم تراثى وتاريخى وسياحى بارز عالمى وملهم لدول تمكنت من الترويج لنفسها بينما توقفت عمليات التطوير واستثمار القاهرة التاريخية، وخاصة حيال مشروع تطوير القصبة الجنوبية للقاهرة التاريخية.
كما يأتى مخطط التطوير بتوجيهاً من الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بتطوير منطقة مسجد الحسين، بما يتلاءم مع المكانة الدينية والتاريخية والأثرية للمسجد، والمنطقة المحيطة به، كما أن المخطط المقترح يأتى ليتكامل مع خطة التطوير الشاملة التى تنفذها الحكومة فى عدة مناطق بالقاهرة التاريخية، أبرزها سور مجرى العيون، ومنطقة الفسطاط، وشارع المعز، ومنطقة العتبة، والقاهرة الخديوية.
وتستهدف الحكومة أن تعيد للمسجد رونقه وبهائه باعتباره مبنى أثرياً فريداً يشهد على حقب تاريخية مهمة فى العصور الماضية من تاريخ مصر، وذلك من خلال ترميم الأجزاء المتهالكة، والعمل على توسعة ساحته، مع توسعة المساحات الداخلية للمُصلى؛ من أجل استيعاب أعداد كبيرة من المصلين، والحفاظ فى الوقت نفسه على المظهر الجمالى والزخرفى لمبنى المسجد.
كما أن الفكرة التصميمية للساحة الخاصة بالمسجد قائمة على وجود ساحة خارجية مركزية مغطاة للصلاة، مع توجيه كل العناصر الممكنة من ممرات الحركة الخاصة بالمشاة، والمناطق الخضراء، ووسائل الحركة الرأسية إلى اتجاه القبلة، مع توفير ساحات أمام المداخل الخاصة بحرم المسجد؛ من أجل تسهيل عملية الدخول والخروج.
وقد رُوعى فى مُقترح أعمال تطوير المسجد أن يشمل ثلاثة أماكن للصلاة : داخل المسجد، وساحة خارجية (سطحى) وساحة خارجية (بدروم)، بحيث يصل عدد المصلين من الرجال إلى 6 آلاف مُصلٍ من الرجال، و1450 من النساء فى حالة استخدام كامل مسطح البدروم، كما يشمل هذا البدروم فى الساحة الخارجية أماكن للوضوء، مع إنشاء عدد من المظلات فى هذه الساحة.
وسيتم إضافة عناصر معمارية داخلية، وعناصر أخرى زخرفية، مع تزويد المسجد بأنظمة إضاءة جديدة خارجية وداخلية، وأنظمة تكييف مركزى، وأنظمة أخرى لمكافحة الحرائق، مع توفير مقاعد مخصصة لكبار السن من المصلين، وإقامة تجاويف خاصة بوضع المصاحف داخل المسجد.
وحول الأجزاء المتهالكة بالمسجد، سيتم ترميمها، مع إقامة تدعيم إنشائى، وحقن الحوائط والأساسات، وتدعيم الأسقف، على أن تشمل عمليات الترميم الواجهات الحجرية، وترميم المآذن والقبة بجميع مكوناتها الزخرفية، وترميم النجف الأثرى، والأعمدة الرخامية، مع ترميم الأسقف الخشبية.
ويشمل العمل أعمال التطوير لمُلحقات المسجد، والتى تشمل مقام الإمام الحسين، وغرفة الاجتماعات، ومكتب وغرفة إقامة إمام المسجد، إلى جانب تطوير مسار الزيارات للمقام بالنسبة للرجال والسيدات، بحيث يتم تسهيل الحركة وعدم حدوث تكدس أمام وداخل المقام.
وأكدت الحكومة، أن وجود قيادة سياسية تعى وتقدر أهمية تطوير القاهرة التاريخية يمثل فرصة سانحة لأن تستعيد القاهرة رونقها وتنتعش مكانتها كإحدى أهم مدن العالم الإسلامى، وهو ما تعمل الدولة عليه فى الوقت الراهن، لاسيما فى ضوء العائد السياحى المتوقع بعد اكتمال عمليات التطوير الجارى تنفيذها.
وتعليقا على مخطط التطوير قال عبد الغنى هندى، عضو مجلس إدارة مسجد الحسين، إن مبنى مشيخة الأزهر القديم سوف يزال خلال عملية التطوير، مضيفا أن المبنى ليس تاريخيا ولا يتعدى عمره 70 سنة ووجوده يضر بالمنطقة الأثرية ويحجب رؤية مسجد الحسين وتلاقى المسجدين الأزهر والحسين، مؤكدا أن عملية التطوير تشمل مقترح وضع دورات مياه المسجد تحت الأرض لتقليل الزحام والحفاظ الشكل العام للمسجد وللمنطقة، كما تم جس التربة وقياس المياه الجوفية.
وأضاف هندى، لـ"اليوم السابع"، أن وزير الأوقاف عقد اجتماعا منذ شهر بمجلس إدارة المسجد وأكد أن التطوير سيكون شامل للمنطقة، خاصة أن هناك دعما كبيرا لرفع كفاءة المنطقة التاريخية، وتخصيص خدمات للمسجد ونظافة على غرار الحرمين الشريفين.
وأوضح هندى، أن مجموعة من رجال الأعمال طلبوا المشاركة فى تطوير المسجد، إلا أن الوزير أكد أن التطوير سيكون بناءً على استراتيجية تشمل منطقة الأزهر والعتبة، حيث تتولى الهيئة الهندسية عملية التطوير.
وقال الشيخ جابر طايع، المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف، لـ"اليوم السابع"، أن الوزير ومجلس الإدارة سوف يلتقيان بالجهة المنفذة قبل البدء لدراسة الموقف وتحديد الأولويات وترتيبات وشكل عملية التطوير.
وأضاف طايع، أن مساجد آل البيت وخاصة الحسين فى محل اهتمام الحكومة والوزارة التى تشكر الرئيس على دعمها فى خدمة المساجد والرواد، مضيفا لن نبخل على المسجد بأى شىء، وسيتم البدء فى التنفيذ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة