انتصار جديد يسطره القضاء المصرى، فى واقعة هى الأولى، والتى تشهدها أروقة المحاكم فى محافظات الصعيد، وخاصة محافظة قنا بإسدال الستار بعد أن قضت دائرة استئناف محكمة الأسرة بقنا، بصحة نسب طفلة لأم قد تزوجت زواج قاصرات دون توثيق كتابى، لعدم بلوغها السن القانونى، بقرية دندرة بدائرة مركز قنا، بعد أن رفض الزوج إجراء تحليل dna للمرة الثانية.
فرحة التى حصلت على حكم بصحة نسب طفلتها
وترجع تفاصيل القضية للعام الماضى حيث تقدمت "فرحة نصر برعى" ببلاغ للنيابة العامة، لوقوعها فى فخ خديعة زواج القاصرات بعد أن تزوجت فى سن 16 عامًا زواج قاصرات دون عقد، وسرعان ما دبت الخلافات بينها وبين زوجها فقام بتطليقها ورفض أن ينسب الطفلة له مستغلا عدم وجود أى أوراق ثبوتية.
وتحدثت صاحبة الحكم لـ"اليوم السابع" قائلة: تزوجت قبل بلوغ السن القانونى للزواج، وكان عمرى وقتها 16 عاماً، وهذا معروف بزواج السنة فى القرى ومنتشر بصورة كبيرة فى كافة قرى الصعيد، ورغم رفضى للزواج لكن أهلى أجبرونى على ذلك، خاصة أن بنات القرى يتزوجن فى هذه السن، لكن فى النهاية رضخت لقرار العائلة وتم الزواج والإشهار فى المسجد دون عقد قران أو وجود أوراق تثبت صحة الزواج.
صاحبة أول حكم نسب بالصعيد
وتابعت: مرت 6 أشهر على زواجى، وقتها كنت طفلة لا يمكن أن أكون مدركة لفكرة الزواج والعيش مع شخص يكبرنى بـ11 عاماً، خاصة أن السن الذى تزوجت فيه لا يمكن أن يدرك مسئولية الزواج، وكان دائم التعدى علىّ بالضرب حتى استحالة الزواج بينى وبينه، وطلبت من أسرتى "الطلاق" لاستحالة العشرة معه لأن فرق السن بينى وبينه كان كبيرا جداً، وخلال الفترة التى كنت أقيم معه طلبت توثيق الزواج وبعد كثرة المشاكل التى وقعت بينى وبينه قرر أن يطلقنى، وقام بتوثيق عقد القران ثم طلقنى فى نفس الدقيقة عند المأذون.
الطفلة مع والدتها
وأضافت صاحبة الحكم، بعد مرور عدة أشهر من طلاقى شعرت بحالة إعياء شديدة، توجهت للطبيب بعد حالة الإغماء التى كنت أتعرض لها يوميا، وتبين بعد ذلك أن المضاعفات نتيجة الحمل بعد أن وضعت توجهت إليه لكنه رفض الاعتراف بالحمل، وقال نصاً: "أنا مش ضامن أنى دى بنتى"، عرضت عليه إجراء تحاليل لكنه رفض كتابة الطفلة أو الاعتراف بها لأنى فترة الطلاق تمت وأنا لم أكن أعلم أنى حامل منه، وأن زوجى وأسرته قاموا باستغلال عدم وجود أوراق ثبوتية بموعد الزفاف الحقيقى، ولم أستطع كتابة الطفلة أو أخذ التطيعمات من الصحة.
أول فتاه تحصل على حكم نسب بقنا
واختتمت حديثها: رفعت دعوى قضائية فى محكمة الأسرة، وحصلت على حكم بصحة نسب الطفلة، لكنه قدم استئنافا للمحكمة، وعندما طالبته المحكمة بإجراء تحليل dna رفض الذهاب للطب الشرعى لإجراء التحليل فأصدرت المحكمة حكمها النهائى بصحة نسب الطفلة، وهذا الحكم يعد انتصارا حقيقيا لفتاة تعرضت للخدعة وضحية الزواج المبكر، ويجب على الفتيات أن تقف ضد زواج السنة حتى لا تتعرض للمعاناة التى شهدته لأنه مضيعة لحق الفتاة، وهذه جريمة كنت أنا ضحيتها بجانب ابنتى التى رفض والدها الاعتراف بها، فضلاً عن إساءة السمعة التى تعرضت له من طليقى.
وقالت مروة عبدالرحيم محامية المجنى عليها، إن هذا الحكم هو الأول من نوعه فى دائرة استئناف محكمة الأسرة بقنا، خاصة عدم انتشار قضايا بنفس الصورة فى مجتمع صعيد مصر، والذى يتميز بالطبيعة القبلية المحافظة.
محرر اليوم السابع مع صاحبة اول حكم بقنا
وأكدت محامية المجنى عليها، أن هذا الحكم انتصار كبير ويجب على الدولة ضرورة القضاء على عادة زواج القاصرات أو ما يعرف بصعيد مصر بزواج السنة لما يتسبب فى إهدار حقوق المرأة.
أوراق قضية صحة النسب لطفلة قنا