لا يقتصر أمر حرائق الأمازون على البرازيل، بل امتدت لمساحات واسعة فى أمريكا الجنوبية، ويبدو أن الخسائر لن تكون على المستوى المناخى فقط، بل إنها تمتد للتراث الإنسانى، فبعدما وصلت حرائق الغابات لشرق بوليفيا التى اجتاحت الغابات والأراضى العشبية، أعلن علماء الآثار عن مواقع فن صخرة قديمة نادرة فى سانتا كروز، تم تدميرها فى الحريق الذى استمر أسابيع.
ووفقا لموقع "art.net news" قال دانيلو درايك، كبير علماء الآثار فى المنطقة، لوكالة الأنباء الفرنسية: "نعتقد أن الضرر كبير وواسع من حيث تراثنا للفن الصخرى"، "فى مدينة روبور الشرقية، غطت "طبقة مظلمة من السخام جميع اللوحات"، وتسببت حرارة النيران فى "تكسير الحجارة، وحتى الانهيار".
تفتخر سانتا كروز بالعديد من الأمثلة على الفن الصخرى القديم، مع اللوحات والنقوش التى تعود إلى آلاف السنين، وفى مايو 2017، أعلن المسؤولون الحكوميون أن روبور، موطن النقوش التى صنعت فى حوالى عام 1500 قبل الميلاد، "عاصمة الأقسام للفن الصخرى".
الفن الصخري في سانتا كروز بوليفيا
عبرت مؤسسة جمعية بحوث فن الصخور فى بوليفيا، التى تأسست عام 1987م للتحقيق فى العديد من اللوحات الصخرية والروك الصخرية فى البلاد وتوثيقها، عن قلقها إزاء الفن الصخرى لروبور، وتسألت فى بيان لها على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك عن تحديث حالة آثار الحرائق على الفن القديم.
وذكرت تقرير على سى إن إن، أن هناك بعض المواقع الأثرية نجت وظهرت سالمة حتى الآن، حيث يظهر التقرير لوحات صخرية غير تالفة فى حديقة المنانتيال، ومع ذلك، لا يعرف علماء الآثار مدى الضرر الكامل حتى يتم إطفاء الحرائق.
بدأت حرائق الغابات فى البلاد عام 2019 لأول مرة فى مايو وشهدت زيادة حادة فى أغسطس، تقول تقديرات المحافظين إن الحرائق دمرت 3.2 مليون فدان من الغابات والمراعى البوليفية حتى الآن ، وما زال الخطر على التراث الثقافى البوليفى فى ازدياد.
منظر جوي لدخان يتصاعد من حريق قرب شاراجوا في بوليفيا على الحدود مع باراجواي
وفقًا لوزارة الثقافة فى بوليفيا، تشكل الحرائق أيضًا خطرًا كبيرًا على موقع التراث العالمى لليونسكو فى البعثات اليسوعية للشيكيتوس، وهى مستوطنات دينية تم بناؤها بموجب الأمر فى القرنين السابع عشر والثامن عشر.