أعد المركز المصري للدراسات الاقتصادية، ملخصا لأحدث إصدارات خبير الاقتصاد الدولي بيني ديمتزر عضو الفريق الحائز على جائزة نوبل للسلام، والذي يحمل عنوان "المجاعات في إفريقيا وموقف الغرب منها".
ويرصد الملخص الذي أعده المركز، أبرز المظاهر التي ترتبت على ظاهرة العولمة خلال الـ20 عاما الماضية على المستوى الاقتصادي وأدت إلى توسع عمليات الهجرة خارج القارة.
العالم كله يتحرك:
أبرز الملخص، تحركات الهجرة حول العالم، فمن أمريكا اللاتينية إلى أمريكا الشمالية هناك 200 ألف مهاجر على الأقل يدخلون الولايات المتحدة سنويا بصورة غير شرعية أغلبهم من أمريكا الوسطى، ومن جنوب شرق آسيا إلى دول الخليج هناك نحو 3 ملايين مهاجر سنويا من الهند وباكستان يعيشون في دول الخليج، حيث يشكل المهاجرون في كل من الكويت وقطر والإمارات أكثر من نصف إجمالي السكان، ومن إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى أوروبا هناك 420 ألف مهاجر من إفريقيا إلى في أوروبا، وعام 2017 4.15 مليون مقارنة بعام 2010 نحو 3.73 مليون مهاجر، وأخيرا من الصين إلى افريقيا نزح أكثر من مليون مهاجر في العشرين عاما الماضية.
الواردات الغذائية الإفريقية:
ويبرز الملخص أن منطقة جنوب الصحراء الكبرى لم تكن تستورد الغذاء عام 1980، ولكن بحلول 2016 أصبحت تنفق نحو 35-50 مليار دولار على الواردات، ومتوقع أن تصل بحلول عام 2050 إلى 110 مليار دولار، لافتا إلى أن إفريقيا لديها ما يكفي من الأراضي لسد احتياجاتها الغذائية حيث يعمل أكثر من 60% من قوتها العاملة في الزراعة، ومع ذلك فإن أعداد الأشخاص اللذين يتضورون جوعا أكثر من أي وقت مضى، كما أنه من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص اللذين يعانون من سوء التغذية في جنوب الصحراء الكبرى من حوالي 255 مليون في عام 2015 إلى نحو 320 مليون في عام 2025، "وفقا لبنك التنمية الافريقي 2018".
وتناول الملخص ما ورد حول صعف البيانات المتوفرة عن الفقراء، حيث يحدد البنك الدولي حد الفقر عند 1.90 دولارا في اليوم، وهو رقم مرتفع للغاية يختلف من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخر، ففي المدن تصل تكلفة الغذاء والماء والاحتياجات الأساسية إلى 3لـ4 ضعف ذلك على الأقل، وفي آسيا تكلفة توزيع الأغذية أقل بكثير من المناطق الريفية في إفريقيا.
ووفقا لدراسة أعدها معهد التنمية الخارجية "ODI" في عام 2015، فإن هناك ما يزيد عن 100 دولة في العالم ليس لديها مكاتب لتسجيل بيانات المواليد والوفيات، وأضاف الملخص أنه لا ندرك حقيقة مدى عمق الفقر في الريف بجميع أنحاء القارة، علما بأن الفقر متعدد الابعاد ولا يقتصر على الغذاء والمأوى فقط.
ويشير ملخص الكتاب إلى أن اللذين يضعون جداول الأعمال في " البنك الدولي، ومعهد التنمية الخارجية "ODI" ووزارة التنمية الدولية "DFID"، كبرى الشركات الاستشارية" يعيش معظمهم في فقاعاتهم الخاصة في لندن وباريس وواشنطن، وجميعهم يتحدثون فقط، وتفضل مجتمعات الصفوة حضور دافوس والتحدث في الاجتماع السنوي للبنك الدولي، منافسة للحصول على المكانة وليس الفعالية.
ونقل ملخص الكتاب، أن هناك نفاق شديد عندما يتعلق الأمر بسياسات الغذاء، حيث تخصص الولايات المتحدة 164 مليار دولار للزراعة ويخصص الاتحاد الأوروبي 55 مليار يورو للسياسات الزراعية العامة، وبينما تتمتع أسواقها بمستوى مرتفع من الحمائية يجبران البلدان الإفريقية على فتح أسواقها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة