القس الراحل
تروى ابنته سوسن تفاصيل إبعاده عن العمل الكهنوتى، فتقول أن الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ الراحل الذى كان يتولى منصب سكرتير المجمع المقدس ورئيس لجنة المحاكمات الكنسية، قد أبلغ القس إبراهيم عبد السيد بإنه فى إجازة مفتوحة عليه أن يبتعد فيها عن كنيسته بالمعادى، وذلك على خلفية إصداره كتب لم ترضى البابا شنودة أو الرتب الحاكمة كنسيًا هوقتها مشيرة إلى إنها ذهبت إلى البابا شنودة قبل العيد لكي يسمح لوالدها بالصلاة في كنيسته فقال إنه تخلف عن جلسات محاكمته واستمر الوضع هكذا حتى وفاته إذ طلب الأنبا بيشوي من والدي التوقيع على ورقة يعيدها بعدها للخدمة الكنسية فرفض واستمر في إصدار كتبه ومقالاته حتى توفى، دون أن يصدر قرارًا كنسيًا يدينه.
كتاب القس إبراهيم عبد السيد
أما عن يوم وفاته فتقول سوسن: أن البابا شنودة كان فى زيارة للولايات المتحدة عام ١٩٩٩ وقت وفاة أبى وحين علم بخبر وفاته أصدر أوامره منفردًا بعدم الصلاة عليه فى أى كنيسة وهى العقوبة التى تلحق بالمهرطقين والخارجين عن الدين، وظلت أسرتى تبحث عن كنيسة يصلى عليه فيها فلم نجد حتى أتصل أعمامى بالبابا فى أمريكا لكى يثنوه عن رأيه فرفض وعرض علينا القس مينيس عبد النور راعى كنيسة قصر الدوبارة الصلاة عليه فى كنيسته ولكننا حملناه وتمت الصلاة فى كنيسة المدافن وصلى عليه الراهب أغاثون الانبا بيشوى الذى ترك الكنيسة بعدها بسبب خلاف مع البابا شنودة أيضًا.
رغم مرور كل تلك السنوات، إلا أن أنصار البابا شنودة مازالوا يتهمون القس عبد السيد بالهرطقة والخروج عن المسيحية وهو نائمًا فى قبره لا يستطيع أن يرد غيبته تلك، تقول سوسن : لازال المشوهون فكريا وإنسانيا يسعون بكل ما اوتوا من قوة لاختلاق أكاذيب.
وتابعت أبى كان موقوفا بدون محاكمة كنسية و بأمر شفهى من الأنبا بيشوى مطران دمياط السابق.
وتستكمل: كان يتقاضى راتبه لآخر يوم فى عمره، وليس من مبدأ الإنسانية و الشفقة بأسرته ولكن لأن كان رجل قانون ومحاميًا يعرف ما له من حقوق ولم يتنازل عنها، وقالوا أن البابا رفض الصلاة عليه لأن أبى كان يعقد زيجات غير مستحقة و لم يستطع مروج هذه الفرية أن يأتى بزيجة واحدة تمت من المحاضر الخاصة.
وأضافت: لم أنس أبى حتى أتذكره و لكن ما لا يغيب عن بالى هو كل هذا الألم المصاحب لوفاته و ما بعد وفاته من أحداث و ما أراه من ظلم وقع عليه فى حياته و مماته.
فيما قال الكاتب المتخصص فى الشأن القبطى كمال زاخر: بعد مرور عشرين عاماً على رحيله، ننتظر قراراً تصحيحياً لرد الإعتبار لرجل كان صوتاً صارخاً فى البرية وكان صاحب رؤية اصلاحية واضحة، ومازالت اطروحاته صالحة ومنقذة، واعادة الاعتبار قيمة وفعل يدركهما كل الأمناء فى الكنيسة، فمازلنا نذكر القرار الشجاع الذى اتخذه البابا كيرلس الأول ( 412 – 444 م.) برفع الحرم عن القديس يوحنا ذهبى الفم واعادة الإعتبار له، بل وادرجه ضمن قائمة مجمع القديسين بالقداس الإلهى.
واختتم زاخر حديثه قائلا، رغم أن الحرم أوقعه البابا ثيؤفيلوس خال البابا كيرلس الأول، و بقى أن اذكر أن الشعار الذى كان يرفعه الأب القس إبراهيم عبد السيد ” وتعرفون الحق والحق يحرركم”.
من كتابات القس إبراهيم عبد السيد
كتب فى قضايا كنسية غاية فى الأهمية منها : "البدع والهرطقات خلال عشرين عاما"، "بطل الوحدة الوطنية سرجيوس"، "المحاكمات الكنسية"، "أموال الكنيسة من أين؟ وإلى أين؟"، "المعارضة من أجل الإصلاح الكنسي"، "البطريرك القادم ممن يختار؟... ومن الذى يختاره؟.. وكيف..؟"، "السلطان الكنسى أبوة لا إرهاب"، "الوحدة الوطنية وحقوق الإنسان"، "متى يعود الحب المفقود فى الكنيسة القبطية؟ "الرهبنة فى الميزان"، "أموال الكنيسة من يدفع؟ ومن يقبض؟"، "الأحوال الشخصية.. رؤية واقعية"، "الإصلاح الكنسى عبر العصور"، "الإرهاب الكنسي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة