سجال تصريحات رسمية تحول لأزمة دبلوماسية بين لبنان وتركيا بسجال مازالت تطوراته متلاحقة، آخرها استدعاء السفير التركي في بيروت.
وأثارت تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون بشأن ما تمارسه الدولة العثمانية من إرهاب دولة تجاه اللبنانيين، تلاه وقفة لمجموعة من اللبنانيين أمام السفارة التركية في بيروت، استفزاز أنقرة التى رفضت هذه التصريحات فى بيان رسمى للخارجية التركية مؤكدة أن تصريحات "عون" عارية من الصحة ، وفق البيان الذى نشرته
تغريدات"عون" ضد تركيا
بداية السجال كانت سلسلة تغريدات كتبها الرئيس اللبناني عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعى " تويتر"، خلال خطابه بمناسبة ذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير، الذي يصادف أول سبتمبر، حيث قال عون فى تغريداته إن "كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية"، لافتا أن "إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين، خصوصًا خلال الحرب العالمية الأولى، أودى بمئات آلاف الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة".
1
بيان للخارجية التركية
فى المقابل أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا شديد اللهجة قالت فيه: "ندين بأشد العبارات ونرفض كليًا التصريحات المبنية على الأحكام المسبقة، والتي لا أساس لها عن الحقبة العثمانية، واتهامه للإمبراطورية العثمانية بممارسة إرهاب الدولة في لبنان".
بيان للخارجية التركية ردا على تصريحات عون
ووصفت الخارجية ما قاله عون بأنه "مؤسف للغاية وغير مسؤول" وأشارت إلى أن هذه التصريحات تعد "مقاربة لا مسؤولة، ليس لها وزن في التاريخ"، مٌشددة على اعتزاز الجمهورية التركية بكونها وريثة الإمبراطورية العثمانية.
ورأت تركيا أن "تجاهل الرئيس عون لما جرى في فترة الاستعمار، التي هي أصل كل مصيبة في يومنا، من خلال تحريف التاريخ عبر الهذيان، ومحاولته تحميل مسؤولية تلك الأمور للإدارة العثمانية، إنما هو تجل مأساوي لشغفه بالخضوع للاستعمار".
تركيا تنفى"إرهاب الدولة"
ونفت الخارجية التركية في الوقت نفسه وجود "إرهاب دولة" في تاريخ الإمبراطورية العثمانية، وأنها كانت فترة استقرار طويلة في الشرق الأوسط، لم تعهده المنطقة مجددًا منذ تقسيمها وفق اتفاقية سايكس بيكو عقب الحرب العالمية الأولى.
كما وصف المُتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك، خلال مؤتمر صحفي أمس، تصريحات عون بأنها "جاءت من منظور ضيق، وغير لائقة"، مُعتبرًا أنه لا معنى "للإدلاء بهذا التصريح الذي لا أساس له من الصحة".
لبنان: ندين تطاول تركيا
كما رأى مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للشؤون الروسية أمل أبوزيد، على حسابه الرسمى بـ"تويتر" ، أن "تطاول الخارجية التركية على رأس الدولة في لبنان هو مدان ومرفوض، وما هو إلا تعبير عن ذهنية التسلط والهيمنة، التي ورثتها الدولة التركية عن السلطنة العثمانية البائدة"، بحسب تغريدة له عبر تويتر.
وقفة احتجاجية أمام السفارة التركية
من جانبها ذكرت وكالة الأناضول الرسمية التركية أن مجموعة تتألف من قرابة 8 إلى 10 أشخاص توقفوا، أمام السفارة التركية في بيروت، يحملون لافتة عليها علم تركيا مع صورة جمجمة مغطاة بالدماء.
وطُبعت على اللافتة عبارة "انتو كمان انضبّوا" (أنتم أيضا الزموا حدودكم)، ثم علقوها على بوابة السفارة.
وتقول الأناضول إن مرتكبي "الاستفزاز يعتقد أنهم مجموعة تسمى (أوميغا تيم)، تابعة للتيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس ميشال عون".
لافتات الجماجم أمام سفارة تركيا ببيروت
وردا على واقعة السفارة، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير اللبناني لدى أنقرة، غسان المعلم، ونقلت له "انزعاج أنقرة من الفعل الاستفزازي".
ونقلت وكالة الأناضول عن الخارجية التركية إبلاغها السفير اللبناني بقلقها على أمن السفارة التركية في بيروت، ولذلك طلبت على الفور تدابير أمنية من أجل حماية جميع المصالح التركية في لبنان، وفي مقدمتها السفارة.
تركيا تستدعى سفير لبنان
وعلى خلفية الوقفة الاحتجاجية و قيام بعض المواطنين اللبنانين، بتعليق يافطة على بوابة مدخل السفارة التركية في لبنان، كتب عليها «إنتو كمان انضبو»، ردا على بيان الخارجية التركية الذي هاجم فيه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون.
استدعت الخارجية التركية السفير اللبناني، وذلك احتجاجا على عملية رفع لافتة مسيئة بحق تركيا على بوابة سفارتها في لبنان، بحسب ما أفادت وكالة «الأناضول».
بيان الخارجية اللبنانية
أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، الثلاثاء، استدعاء السفير التركي لدى بيروت، على خلفية بيان للخارجية التركية أكدت أنه "لا يطابق الأصول الدبلوماسية".
وقالت الخارجية اللبنانية في بيان أوردته الوكالة الوطنية للإعلام: "بناء على تعليمات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، استدعى مدير الشؤون السياسية والقنصلية السفير غادي الخوري في وزارة الخارجية والمغتربين، السفير التركي في لبنان هاكان تشاكل".
وأضافت أن هذا الاستدعاء جاء "على خلفية البيان الذي أصدرته الخارجية التركية رقم 258 بتاريخ 1-9-2019، الذي تضمن تعابير ولغة لا تتطابق مع الأصول الدبلوماسية والعلاقات الودية التاريخية بين الدولتين والشعبين اللبناني والتركي".
وتابعت: "في هذا السياق، طلب السفير الخوري استيضاحا حول هذا البيان، وتصحيحا واضحا للخطأ من الجانب التركي، لتجنب سوء التفاهم، حفاظا على العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين ومنعا للإضرار بها".
وكان الخارجية التركية أصدرت بيانا قبل يومين انتقدت فيه تصريحات للرئيس اللبناني ميشال عون، بشأن ما قال إنه عنف مارسته الدولة العثمانية ضد اللبنانيين.
استدعاء السفير التركى ببيروت
استدعت وزارة الخارجية اللبنانية، السفير التركي لدى بيروت، هاكان تشاكل، بموجب تعليمات من الوزير جبران باسيل، أوضحت الوزارة في بيان أن الخطوة تأتي على خلفية بيان أصدرته الخارجية التركية، الذي تضمن تعابير ولغة لا تتطابق مع الأصول الديبلوماسية والعلاقات الودية التاريخية بين الدولتين والشعبين اللبناني والتركي.
لبنان يستدعى السفير التركى
وقالت الخارجية اللبنانية إن مدير الشؤون السياسية والقنصلية، غادي الخوري، طلب من السفير التركي "استيضاحا حول هذا البيان وتصحيحًا واضحًا للخطأ من الجانب التركي، لتجنب سوء التفاهم حفاظا على العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين ومنعا للإضرار بها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة