أطلقت المنظمة العالمية لخريجى الأزهر الشريف اليوم الأحد، مبادرة جديدة لمكافحة الفكر المتطرف، بعنوان: "أوطان بلا إرهاب".
وتهدف المبادرة إلى خلق روح من الوعى الفكرى بقضية الإرهاب وخطورتها على الأوطان، وكونها وسيلة لتشويه صورة الإسلام في عيون العالم، معتمدة فى ذلك على سفراء الأزهر حول العالم من الطلاب الوافدين.
وقالت المنظمة في بيان لها اليوم إن المبادرة تعد مكملا للجهود المبذولة من قبلها في مواجهة التطرف والإرهاب حول العالم، حيث أطلقت من قبل مشروعا علميا يهدف إلى تأصيل دقيق للرد على الأفكار الدينية المغلوطة التى يستعملها أصحاب الفكر المتطرف في استقطاب الشباب والفتيات، واكتساب تعاطفهم مع أفكارهم وأعمالهم الإجرامية فى حق الدين والإنسانية، ونشرها في صورة لائقة بالعديد من اللغات.
وأكدت المنظمة أن المبادرة تنطلق من مصر بلد السلام والأمن، إلى العالم كله عن طريق فروع المنظمة الخارجية، والتي تصل إلى أكثر من عشرين فرعا على مستوى العالم.
وقال البيان إن اجتماع أبناء الأزهر ضد الإرهاب تحت مظلة المنظمة، يعتبر ضربة موجعة لكل الأفكار المتطرفة، والجمعات الإرهابية، حيث يمتلك أبناء الأزهر الآلية الكافية من العلم والفكر المستنير، لمواجهة تلك التيارات المنحرفة.
جدير بالذكر أن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، تعد الذراع الفاعلة للأزهر الشريف فى رعاية الطلاب الوافدين، وتدريب الأئمة والدعاة على مستوى العالم.
وقال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الازهر وعضو هيئة كبار العلماء، في كلمته ضمن فعاليات مبادرة "أوطان بلا إرهاب" أن الحروب والاستعمار قضت على المحبة و السلام، مشيراً إلى أنه في عصرنا الحديث ظهرت الفردية والمادية التي طغت علي القوة الروحية، وطغت الأفكار التي تدعو إلى الفردية والطبقية مثل الماركسية وغيرها.
وأشار إلى أن مؤسسة الأزهر الشريف تعمل كسد منيع ضد مفاهيم الإرهاب والفردية وترسخ لأفكار السلام المجتمعى وإرساء مبادئ التكافل والتعايش السلمي وتعمل على سد النزاعات التي تؤدي إلى الإرهاب.
كما لفت إلى خطورة استخدام السوشيال ميديا ودعوتها إلى التناحر والإرهاب، وقال أنه علينا استخدام وسائل الاتصال الحديث في نقل رسالة الأزهر وسماحته للعالم أجمع.
وطالب القوصي في ختام كلمته الوافدين، بأن يكونوا أداة بناء وليس أداة هدم وأن ينشروا قيم الحق والخير والسلام .
من جانبه أكد الدكتور ابراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق ،المستشار العلمى للمنظمة ، أن الأزهر قد استقبل منذ 1500 عام على تراب مصر المعمورة وأرضها الوسيعة الطلاب الوافدين من كافة بقاع الأرض ،كما بلغت أروقه الأزهر 19 رواقا شاهدا واقعيا على عظمة الأزهر والبلد الذى ضم الأزهر الشريف ، حتى توالت الأزمان والقرون وآباء وأمهات الطلاب المسلمين يأتمنون الأزهر على حماية ورعاية عقول أبنائهم وهو دلالة على صحة المنهج وسلامة الفكر وسلامة الأدلة ، وإلا لما تحملوا غربة أبنائهم عن أحضانهم وأوطانهم للوفود لتلقى العلم فى رحاب الأزهر.
وقال فى كلمته خلال إطلاق المبادرة: " لقد تربى الطلاب الوافدين على منهج سديد صحيح قويم هداة خير وبناة حضارة ، جمعوا بين الإسلام قولا وعملا وكانوا خير قاداتها خير مثال على ذلك أبناء دول بروناى وماليزيا وإندونيسيا وغيرها من البقاع البعيدة فى أفريقيا ،فتربوا فى هذه المؤسسة الآمنة على الجمع بين العقل والنقل واصول الاستنباط و فهم النصوص بشكل متكامل لا مجتزء و فهم النصوص المتعددة فى القضية الواحدة ،و تعلموا أن الحبيب حينما هاجر للمدينة كانت تضم أطياف مختلفة مسيحيون ويهود ووثنيون ومع ذلك صنع وثيقة المدينة تصلح للعالم كله حيث لم تبلغ الأمم المتحدة معشار ما وثقه النبى من حقوق المواطنة وواجباتها" .
وأضاف أن ترك الوطن عزيز فى الإسلام ، ولذلك فإن المنظمة تطلق مبادرة تعقبها ندوات وورش عمل تحمل هذا المعنى لتؤكد دور الأزهر فى محاربة الفكرة ومقاومتها وهذا فرض عين عليه .
إلى ذلك قال الدكتور عبد الدايم نصير مستشار شيخ الأزهر الشريف و أمين عام المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن مصطلح "أوطان بلا إرهاب" ماهو إلا مترادف لمفهوم الإسلام الصحيح ،فالإسلام دين الإعمار والمحبة والسلام.
وأكد في كلمته أن على أبناء الأزهر الشريف أن يدعموه بتمثيله خير تمثيل، فالإسلام لن يتقدم الا بالعمل ،فلا تبني المجتمعات بالكراهية، بل بالعمل و إعلاء قيم الوسطية والاعتدال وهذه أمانه في رقبة كل مواطن.
وأشار نصير في ختام كلمته إلى دور المنظمة فى دعم صوت الاعتدال متمثلا في نشر منهج الأزهر الشريف.
كما أكد دورها فى التواصل مع أبنائها الخريجين عقب العوده لبلادهم وصياغة الإصدارات المختلفة التي تخدم منهج الأزهر الشريف والتى يتم ترجمتها بعدة لغات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة