ويوضح سنان أولجين، الرئيس التنفيذي لمعهد edam للأبحاث في إسطنبول والزميل الزائر لدى مؤسسة كارنيجي أوروبا، في مقال لشبكة بلومبرج الإخبارية، الخميس، أن النظام التركي يواجه مخاطر ذات شقين، أولا ان هناك خطر محلي يتعلق بعدم تأييد التدخل في ليبيا.
وأضاف أنه على عكس العملية العسكرية ضد الأكراد في شمال شرق سوريا، فإن التدخل في ليبيا لا يحظى بدعم شعبي كبير.
وفي استطلاع جديد أجرته شركة Istanbul Economics Research، وهي شركة استطلاع، أيد 34٪ فقط من المشاركين القرار، بينما عارضه 58٪. ومن ثم يمكن أن يكون للحملة المطولة في ليبيا عواقب سياسية وخيمة في الداخل ، خاصة إذا كانت هناك خسائر في صفوف الجنود الأتراك.
الخطر الثاني يتعلق بالقدرات العسكرية للجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر، إذ يشير الخبير التركي إلي التفوق الجوي للجيش الليبي قائلا إن الطائرات بدون طيار التي يمتلكها الجيش التركي لا تضاهي في قدراتها السلاح الجوي لحفتر.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن القوات التركية ستكون بعيدة عن أراضيها وعن سبل الدعم اللوجيستي التي تحتاجها.
ويقول أولجين إن الدافع وراء مشاركة أردوغان العسكرية في ليبيا هو الرغبة في حماية اتفاق ثنائي أبرمه في ديسمبر الماضي مع الحكومة الليبية بشأن ترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط.
ففي السنوات الأخيرة، أدت سياسة أنقرة الإقليمية الفاشلة إلى جانب دعمها غير المشروط للإخوان المسلمين إلى نفور مصر.
ونتيجة لذلك، تواجه تركيا مجموعة من الدول في المنطقة حريصة على الاستفادة من الموارد الطبيعية لشرق المتوسط بعيدا عن تركيا.
بالنسبة لأردوغان، فإن الاتفاق مع ليبيا هو سبيل لكسر عزلة تركيا وكسب التأييد لمحاولتها فيما يعتبره توزيعًا أكثر عدالة للموارد البحرية في شرق البحر المتوسط.
لكن اتفاق ديسمبر جاء مع مقايضة: فمقابل توقيعها، طلبت حكومة السراج دعمًا عسكريًا من أنقرة ضد حفتر، ومن ثم فإن الانخراط العسكري التركي في ليبيا هو ثمن فشل سياساتها الإقليمية، التي عرضت المصالح الجيوسياسية طويلة الأجل للخطر.
ويواجه النظام التركي تحذيرات بشأن التدخل العسكري في ليبيا وسط مخاوف متزايدة حيال الخسائر في الأرواح المحتملة بين الجنود الأتراك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة