مذبحة الأتراك.. كيف قضى بدر الجمالى على الفتنة فى زمن المستنصر بالله الفاطمى

الجمعة، 10 يناير 2020 06:00 م
مذبحة الأتراك.. كيف قضى بدر الجمالى على الفتنة فى زمن المستنصر بالله الفاطمى مسجد الجيوشى أحد المعالم الباقية من عهد بدر الجمالى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
وشهد عهد الخليفة الفاطمى الراحل بداية سطوة دولة الوزراء على الخلفاء، وبمجيء أمير الجيوش الوزير بدر الجمالى، بدأ عصر جديد فى تاريخ الدولة الفاطمية تحكم فيه الوزراء أرباب السيوف، وهو ما سمى بعصر نفوذ الوزراء، وأطلق المصريون اسم بدر الجمالى على أحد أشهر أحيائهم وهو حى الجمالية تقديرا لإصلاحاته السياسية والإدارية.
 
وبحسب كتاب "من سيرة المماليك" لـ جيهان مأمون، فإن مصر شهدت شدة عظيمة وأزمة طاحنة فى عصر الخليفة المستنصر بالله، فقد مرت بواحدة من أسوأ المجاعات التى اجتاحتها فى تاريخها واستمرت لمدة سبع سنوات، وتبعها طاعون قضى على ثلث سكان مصر.
 
واستغل الجنود المغاربة والأتراك والمرتزقة الفرصة فعاثوا فسادا واحترفوا السلب والنهب، وشاعت الفوضى فى أرجاء البلاد وعجز الخليفة الفاطمى عن التصدى لهم، ولم يكن أمام المستنصر بالله وسيلة للخروج من هذه الأزمة العاتية سوى الاستعانة بقوة عسكرية قادرة على فرض النظام وإعادة الهدوء وإنهاء حالة الفوضى التى عمت البلاد، فاتصل بوالى عكا بدر الجمالى، المشهود له بالقوة والصلابة والحزم، وطلب منه القدوم لإصلاح الأحوال المضطربة فأجابه على الفور وأتى معه برجاله.
 
ودخل بدر الجمالى وجنوده القاهرة سيرا، وأعد خطة للقضاء على رؤوس الفساد، وأرسل إليهم مندوبين برسائل متظاهرا فيها بالود ويطلب منهم مساعدته على الفساد، ويدعوهم لمأدبة كبيرة فى الجمالية، لتدعيم أواصر المحبة والتعاون، ثم عهد إلى قائد من قواده بقتل أحد أمراء الجنود من رؤوس الفساد من المغاربة والأتراك والمرتزقة، وقضى الأمراء الليل فى مرح وسرور، وكلما أستأذن أحدهم للانصراف ينقض عليه أحد قواد بدر الجمالى، ويقومون بقتله، ويقطعون رأسه حتى تكدست ساحة البيت بأجساد الأمراء فجمع بدر الجمالى الرؤوس فى جوال وحملها للخليفة المستنصر بالله.
 
وأنعم المستنصر بالله على بدر الجمالى، حسبما جاء فى الكتاب سالف الذكر، بوزارة مصر، وأطلق عليه السيد الأجل أمير الجيوش ناصر الإمام المستنصرى، وبدأ الجمالى فى إعادة النظام والاستقرار إلى مدينة القاهرة، وبسط نفوذ الخليفة فى سائر أنحاء البلاد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة