FBI يطالب أبل بفك تشفير هاتف إرهابى والشركة ترفض للمرة الثانية.. هل تتجدد مواجهة 2015 بين العملاق الأمريكى والمكتب الفيدرالى.. أبل قادرة على فتح الهاتف أول 48 ساعة.. والتحقيقات تطالب بالبيانات لكشف غموض القضية

السبت، 11 يناير 2020 01:24 م
FBI يطالب أبل بفك تشفير هاتف إرهابى والشركة ترفض للمرة الثانية.. هل تتجدد مواجهة 2015 بين العملاق الأمريكى والمكتب الفيدرالى.. أبل قادرة على فتح الهاتف أول 48 ساعة.. والتحقيقات تطالب بالبيانات لكشف غموض القضية FBI يطالب أبل بفك تشفير هاتف إرهابى والشركة ترفض للمرة الثانية
كتب مؤنس حواس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدار عام 2015 توجهت أنظار العالم تجاه الولايات المتحدة لمتابعة الصراع الدائر بين مكتب التحقيقات الفيدرالى FBI وشركة أبل، المتمثل فى رغبة المكتب الأمريكى فى فك تشفير هاتف آيفون خاص بأحد المتورطين فى الحادث الإرهابى للحصول على أى معلومات قد تساعدها من جهة، وبين نظرية شركة أبل التى ترى أنها بهذه الخطوة تهدم سمعتها الخاصة بالمحافظة على خصوصية المستخدمين وأمن بياناتهم، وأن الحكومة تطلب منها اختراق مستخدميها، وبين جذب وشد بين الطرفين، وانتهى الأمر بنجاح الـ FBI بفك تشفير الآيفون دون مساعدة أبل، ليتكرر هذا الأمر من جديد مع مطلع العام الجارى بعدما طلبت FBI من أبل من جديد فك تشفير أحد الإرهابيين.

ورغم أن أبل رفضت فى 2015 منح حق الوصول لـFBI وجادلت بأن الحكومة الأمريكية تطلب منها اختراق مستخدميها، ورفع مكتب التحقيقات الفيدرالى دعوى قضائية ضدها وقتها، لكن فى وقت لاحق تم التخلى عن هذه الدعوى، ويبدو أن نفس المشكلة ستتكرر مرة أخرى، حيث كشف تقرير صادر عن قناة CNBC، أن مكتب التحقيقات الفيدرالى يرغب فى فتح هاتف "محمد الشمرانى" الذى قتل ثلاثة أشخاص يوم 6 ديسمبر فى عملية إطلاق نار فى فلوريدا.

ووفقًا للتقرير قالت دانا بوينتى المستشار العام لمكتب التحقيقات الفيدرالى إن المسئولين الحكوميين يطلبون المساعدة فى الحصول على المعلومات من هاتف آيفون المشفر، مؤكدة أنهم يجرون عمليات بحث موسعة مع عدد من الوكالات، بالإضافة إلى بائعى طرف ثالث فى دول أجنبية لمساعدتهم على فتح الهاتف، بينما قالت أبل إنها تعمل مع المسئولين فى هذا الشأن ولم يتم الكشف عن أى تفاصيل أخرى.

وقد أرسل مكتب التحقيقات الفيدرالئ خطابًا إلى شركة أبل يطلب فيه المساعدة لتجاوز رموز المرور على الهواتف، وكتب: على الرغم من أن مطلق النار قد مات، إلا أن مكتب التحقيقات الفيدرالى، بسبب وفرة من الحذر، حصل على تفويض من المحكمة للبحث فى محتويات الهواتف من أجل استنفاد جميع الخيوط فى تحقيق الأمن القومى ذى الأولوية العليا.

وتابع لسوء الحظ، لم يتمكن مكتب التحقيقات الفيدرالى من الوصول إلى محتويات الهواتف، حتى بعد سؤال خبراء التكنولوجيا الخاصين عما إذا كانوا يستطيعون مساعدة العملاء على كسرها، لم يُظهر لنا أى من هؤلاء الأشخاص الدعم.

رد أبل

وبدورها قالت شركة أبل إنها زودت مكتب التحقيقات الفيدرالى وموظفى إنفاذ القانون بالمعلومات فى الأيام الأولى للتحقيق، من خلال مشاركة البيانات ذات الصلة فى التخزين السحابى، أما التشفير على الهواتف يعد حماية مهمة لحماية ملايين المستهلكين من المتسللين والمجرمين الآخرين.

مساعدات أبل السابقة

وكانت شركة أبل قد عرضت المساعدة على FBI لفتح هاتف مطلق النار فى حادث تكساس فى نوفمبر 2017، وذلك عقب شكوى وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالى الخاص "كريستوفر كومبس" من عدم قدرة السلطات على الدخول إلى هاتف مطلق النار فى "تكساس"، الأمر الذى جعل شركة أبل تعرض المساعدة فى هذا الأمر، ووعدت بتسريع ردها على أى عملية قانونية، موضحة أنها تعمل مع الأجهزة الأمنية كل يوم وتقدم التدريب للآلاف من الوكلاء حتى يفهموا أجهزتها وكيف يمكنهم بسرعة طلب معلومات من شركة أبل.

وأوضحت حينها أنه لدى الشركة 48 ساعة لاستخدام بصمة مطلق النار لفتح الهاتف قبل توقف الميزة عن العمل، أما بعد مرور 48 ساعة، على الوكالة أن تجد وسيلة قانونية للوصول إلى محتويات الهاتف، وسيكون على المسئولين الحصول على أمر من المحكمة لمطالبة أبل بتوفير البيانات المحفوظة على الـ icloud.

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالى قد قرر فى ذلك الوقت عدم العمل مع شركة أبل بعد المشكلة الخاصة بهاتف مطلق النار فى حادث "سان برناردينو"، وهو ما دفع الوكالة إلى دفع أموال طائلة لجهة خارجية من أجل مساعدتها فى هذا الأمر، وألقى مكتب التحقيقات الفيدرالى اللوم على أبل دون ذكر الشركة بالاسم، إذ قال إن صناعة التشفير القياسية تمنع جهات تنفيذ القانون من الوصول إلى محتويات الأجهزة المملوكة من قبل المجرمين.

أحداث سان برناردينو

تعود أحداث أزمة سان برناردينو، إلى عام 2015 عندما عثرت السلطات الأمريكية على هاتف "آيفون" يخص الإرهابى سيد فاروق، منفذ هجوم سان برناردينو، بولاية كاليفورنيا، الذى أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة آخرين، إذ طلبت بعض البيانات عن صاحب الهاتف من أبل، التى قدمت ما لديها من معلومات.

لكن لم يكتف مكتب التحقيقات الفيدرالى بالبيانات التى سلمتها أبل، ليطالبها، من خلال قرار قضائي، بتطوير نسخة خاصة من نظام التشغيل iOS، يمكن تثبيتها على هواتف آيفون، على ألا تتضمن خاصية حذف البيانات بعد تجربة عدد معين من رموز المرور، فضلا عن إلغاء خصائص أخرى للأمان.

لترفض أبل الامتثال للقرار، من خلال بيان رسمى، حمل توقيع المدير التنفيذى تيم كوك، الذى أكد أن قرار المحكمة يهدد أمن مستخدميها، لافتا إلى أن المساعدات المطلوبة لها تداعيات أبعد من مجرد قضية قانونية، وقد طالب إدوارد سنودن، الموظف السابق لدى وكالة الأمن القومى الأمريكية، الشركات التكنولوجية بمساندة أبل فى موقفها ضد الحكومة الأمريكية.

وقد استجاب جان كوم، مؤسس تطبيق التراسل الفورى "واتس آب" ومديره التنفيذى، لدعوة سنودن، معربا عن دعمه لشركة أبل فى موقفها ضد الحكومة الأمريكية، وأعلن المدير التنفيذى لشركة جوجل، صاندر بيتشاى أيضا عن دعمه لشركة أبل، عبر 5 تغريدات على تويتر، أوضح من خلالها أسباب رفضه لقرار القضاء الأمريكى، كما انضمت شركة موزيلا وبعض الجماعات الحقوقية لجوجل وواتس آب فى دعم أبل.

ورد البيت الأبيض على أبل بعد الدعم الذى حصدته، مؤكدا أن الحكومة الأمريكية لا تسعى لاختراق خصائص الأمان فى هواتف آيفون، إذ أنها لا تريد من شركة أبل سوى مساعدتها فى فك تشفير هاتف واحد يخص الإرهابى سيد فاروق.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة