محطات من حياة السلطان قابوس.. حقق خلال 5 عقود نهضة شاملة فى عمان.. صاحب سياسة متزنة وقف لها العالم إجلالاً واحترامًا.. دعم مشروعات تحفيظ القرآن في الدول العربية ومشروعات الأزهر.. ونال جائزة السلام الدولية

السبت، 11 يناير 2020 11:57 ص
محطات من حياة السلطان قابوس.. حقق خلال 5 عقود نهضة شاملة فى عمان.. صاحب سياسة متزنة وقف لها العالم إجلالاً واحترامًا.. دعم مشروعات تحفيظ القرآن في الدول العربية ومشروعات الأزهر.. ونال جائزة السلام الدولية السلطان قابوس
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رحل عن عالمنا فجر اليوم، السبت السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وأعلن ديوان البلاط السلطاني العماني وفاة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور سلطان عمان عن عمر يناهز الـ 80 عاما، وأعلنُ الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص لمدة 3 أيام وتنكيس الأعلام في الأيام الـ 40 القادمة.

 

محطات كبرى تزخر بها حياة الزعيم العربى، فهو من أرسى نهضة شامخة خلال 50 عاما منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 من شهر يوليو عام 1970 م وبعد مسيرة حكيمة مظفرة حافلة بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها، وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة وأسفرت عن سياسة متزنة وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحترامًا.

 

السلطان قابوس
السلطان قابوس

 

 

وومن أهم محطات حياته أنه حقق خلال سنوات حكمه البالغة 5 عقود، وعلى امتداد السنوات الماضية من عمر النهضة الشاملة على أرض عمان، إنجاز ضخم تقف وراءه إرادة قائد كبير،  عمل على إقامة إصلاحات كبيرة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية.

 

وكان السلطان قابوس هو رأس الدولة وسلطانها والسلطة العليا والنهائية لها وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكان رمز الوحدة الوطنية والساهر على رعايتها وحمايتها. وقد حددت المادة ( 42) من النظام الأساسي لدولة عمان المهام التي يقوم بها.

 

وولد السلطان قابوس بن سعيد في مدينة صلالة بمحافظة ظفار في 18نوفمبر 1940م، وهو السلطان الثامن من سلالة الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول لأسرة آل بوسعيد سنة 1744م، الذي مازالت ذكراه موضع احترام وإجلال في عمان كمحارب شجاع وإداري محنك استطاع أن يوحد بلاده بعد سنوات من طويلة من الخلافات والحروب الداخلية .

 

قابوس
قابوس

 

 

وشكلت طفولته الهادئة ملامح شخصيته، في سنواته المبكرة تلقى تعليم اللغة العربية والمبادئ الدينية على أيدي أساتذة مختصين، كما درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة، وفي سبتمبر 1958م أرسله والده السلطان سعيد بن تيمور إلى انجلترا حيث واصل تعليمه لمدة عامين في مؤسسة تعليمية خاصة في (سافوك)، وفى عام 1960م التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية (ساند هيرست) كضابط مرشح، حيث أمضى فيهـا عـامين درس خـلالهما العلوم العسكرية وتخرج برتبة ملازم ثان، ثم انضم إلى إحدى الكتائب البريطانية العاملة آنذاك في ألمانيا الغربية.

 

بعدها عاد إلى بريطانيا ودرس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة. ثم هيأ له والده الفرصة، فقام بجولة حول العالم استغرقت 3 أشهر، عاد بعدها إلى البلاد عام الموفق 1964م وأقام في مدينة صلالة.

 

وعلـى امتداد السنـوات الـ 6 التـالـيـة تعمق في دراسة الدين الإسلامي، وكـل ما يتصل بتـاريـخ وحضارة عُمان دولة وشعباً على مر العصور، وقد قال السلطان في أحد أحـاديثه (كان إصرار والدي على دراسة ديني وتاريخ وثقافة بلدي لها عظيم الأثر في توسيع مداركي ووعي بمسؤولياتي تجاه شعبي والإنسانية عموماً. وكذلك استفدت من التعليم الغربي وخضعت لحياة الجندية، وأخيراً كانت لدي الفرصة للاستفادة من قراءة الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من مفكري العالم المشهورين).

 

1577813851-945x556
 

 

وكان للسلطان قابوس اهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريـخ والفلك وشؤون البيئة ويظهر ذلك جليا من خلال الدعم الكبير والمستمر من لدن جلالته للعديد من المشروعات الثقافية، وبشكل شخصي، محليا وعربياً ودوليا، سواء من خـلال منظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية.

 

ومن أبرز هذه المشروعات على سبيل المثال لا الحصر، موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية، ودعم مشروعات تحفيظ القرآن الكريم سواء في السلطنة أم في عدد من الدول العربية، إضافة إلى بعض مشروعات جامعتي الأزهر، والخليـج وعدد من الجـامعات والمراكز العلمية العربية والدولية، فضلاً عن (جـائزة السلطان قابوس لصون البيئة) التي تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونسكو، ودعم مشروع دراسة طرق الحرير.. وغيرها من المشروعات الأخرى.

 

كما حصل السلطان قابوس خلال مسيرته السياسية الحافلة على العديد من الأوسمة العربية والدولية، منها جائزة السلام الدولية من قبل 33 جامعة ومركز أبحاث ومنظمة أمريكية في العام 1998، وجائزة السلام من قبل الجمعية الدولية الروسية في 2007، وجائزة جواهر لآل نهرو للتفاهم الدولي من الهند في العام نفسه.

 

ومن الأوسمة التي تقلّدها السلطان قابوس وسام الملك عبد العزيز آل سعود في 1971، وقلادة مبارك الكبير في الكويت 2009.

 

وعن هواياته قال السلطان قابوس فى إحدى حوارته "منذ طفولتي كانت لدي هواية ركوب الخيل، فقد وُضِعت على ظهر حصان وأنا في الرابعة من عمري، ومنذ ذلك الحين وأنا أحب ركوب الخيل، ولكن في الآونة الأخيرة ولكثرة الأعمال أصبحت الممارسة قليلة جداً، إلا أن هذه الهواية لاتزال قريبة إلى نفسي.. الرماية أيضاً من الهوايات المحببة كوني تدربت عسكرياً.. هذه الهواية جزء مهم لكل من يهتم بالنشاط العسكري وعاش في مجتمع كالمجتمع العُماني الذي يعتز بكونه يستطيع حمل السلاح عند الضرورة.. كذلك عندي حب التجربة لكل ما هو جديد من أسلحة في القوات المسلحة، سواء بندقية أو مدفع رشاش أو مدفع دبابة، إلا أن الرماية بالمسدس والبندقية تبقى هي الأفضل، وكذلك ـ كنوع من الترفيه ـ أستخدم القوس والنشّاب".

 

وقال: "هناك هوايات أخرى كالمشي.. أحب المشي منذ الصغر، فأجد الراحة ـ قبل الذهاب الى النوم ـ أن أقضي وقتاً بالمشي على البحر فهو رياضة جيدة للجسم وفرصة للتفكير، كذلك أحب التصوير، وكانت لدي هواية الرسم للمناظر الطبيعية في وقت من الأوقات، إلا أن الظروف والوقت أصبحا لا يسمحان بممارسة هذه الهوايات.. والقراءة أيضا كونها هواية، إلا أنها أصبحت جزءاً من العمل، وأصبح من الصعب مطالعة الكتب حسب الهواية إلا ما هو في مجال العمل والحياة اليومية".

 

وأضاف: "وكـرياضـة كنـت ولازلـت ـ إذا مـا وجدت الوقت ـ أمارس لعبة التنس، كما أحب متابعتها إذا علمت أنها على جهاز التلفاز، وكذلك أيضا بالنسبة لألعاب القوى، فـإنني أحب متابعتها..وأيضاً فإن الهوايات المحببة لدي علم الفلك ومراقبة الكواكب، حيث أملك مرصداً صغيراً آمل تحسينه مستقبلاً، وعندما تكون الفرصة سانحة في الليالي المناسـبـة حسب النشـرات الفلكيـة فـإنني أقـضي بعـض الوقـت في مراقبـة هذه الكواكـب السماويـة".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة