لماذا يختلف الأهلى فى الدوري عن الأهلى فى أفريقيا؟.. هنا يظهر أسد متسأسد الكل تحت طوعه فهو الحاكم بأمره.. وهنا يظهر أسدا مستأنسا قد يراه البعض فريسة ومطمعا يُنهش لحمه!.
الأهلى بات تحت التهديد في دوري أبطال أفريقيا وبات تأهله لدور الثمانية في أيدى الآخرين ووفقا لحسابات المجموعة، وهو موقف معقد وضع نفسه فيه بإرادته بعد الفشل في الفوز أمام بلاتنيوم الزيمبابوى والخروج بنقطة بالكاد، فيما تنتظره مواجهتان قويتان أمام النجم الساحلى والهلال السوداني الأول داخل الديار والثانية خارجها.
ليبقى السؤال الحائر مطروحا لماذا يظهر الأهلى في الدوري بمستوى وفى أفريقيا بمستوى آخر، مع العلم أن البطولة الأفريقية هي الأهم على كل المستويات والفوز بها قيمته أعلى بكتير من لقب الدوري.
وإذا ما كنا التمسنا الأعذار عند الهزيمة أمام النجم الساحلى في الجولة الأولى، بسبب ظروف المباراة بعد طرد أيمن أشرف في الدقيقة 12 وإكمال المباراة بعشرة لاعبين، فضلا عن إصابة على معلول فى الدقيقة 67 ما أربك حسابات الجهاز الفني، ولكن أمام بلاتنيوم لم يكن هناك أعذار وكل ما ارتبط بسوء أرضية الملعب وشقاء رحلة السفر مع الإجهاد والإصابات، كل هذا معتاد ومعروف منذ قديم الزمن، وفى مثل هذه الظروف وأصعب منها، حقق الأهلى الكثير والكثير من البطولات القارية.
إذن شخصية الأهلى تشهد تغييرا فى تفاصيلها، الآن لم يعد قادرا على الفوز خارج أرضه.. من ذى قبل كان يصول ويجول ويهزم أعتى الفرق على أرضها وبين جمهورها!.
من أكثر ما أثير حول وضعية الأهلى عقب التعادل مع بلاتنيوم، أن فايلر لا يملك خبرات المباريات الأفريقية كونها التجربة الأولى له مسيرته الأفريقية، وهذا طرح أراه غير مقبولا بأي حال من الأحوال.
وإذا ما كان البعض يحلل الموقف كهذا لتبرير الموقف أو اعتباره سببا لأزمة الأهلى الحالية في أفريقيا، فليرجعوا بالتاريخ إلى بداية الألفينات، عندما قاد البرازيلي كابرال الزمالك للتتويج بدوري الأبطال عام 2002 في أول موسم له بالفريق ودون أى خبرات سابقة بالقارة السمراء، وأيضا فاز بالسوبر الأفريقي ليمنح الأبيض الكأس مدى الحياة كونه التتويج الثالث في تاريخ أبناء ميت عقبة.
وإذا ما كان المدرب السويسري كذلك - ضعيف أفريقيا - يبقى تعاقد الأهلى معه ليس ذو معنى، كون التتويج بدوري أبطال أفريقيا هو الهدف الأساسي من قيادته للفريق الأحمر، وغير ذلك لن يشفع له أي شىء آخر من حسنات وانطباعات جيدة تركها للجماهير منذ توليه تدريب القلعة الحمراء.
وأيضا لا يجوز ربط الأمر بين ضعف المنافسة فى الدوري المحلى وقوتها فى أفريقيا.. المدرب الجيد لا يفرق معه من سيواجه، ولا بد أن يملك القدرة على هزيمة أى منافس داخليا أو خارجيا، على أن يتعامل مع كل مباراة بحسب ظروفها حتى يجد الحلول المناسبة للانتصار على أى خصم.
وإذا ما كان فايلر يتحمل المسئولية عن أداء الأهلى الأفريقي، يشارك كذلك اللاعبون فى جزء كبير منها لأسباب مختلفة، فمن بينهم من هبط مستواه عن المعتاد مثل أفشه الذي قدم أمام بلاتنيوم مردود هو الأسوأ له منذ انضمامه للأهلى، ومعه على معلول الذي كان غائبا تماما في اللقاء، ومن بينهم أيضا آخرون جودتهم الفنية ليست على مستوى الأهلى أو على الاقل لا تسمح لهم باللعب أساسيا، فى مقدمتهم أحمد الشيخ، أيمن أشرف، مروان محسن، جيرالدو.
*على المستوى الإداري، وقع الأهلى فى خطأ لا يغتفر يحاسب عليه مجلس الإدارة ومدير الكرة، بعدم توفير طائرة خاصة لنقل الفريق إلى زيمبابوي، وهو ما كان يجب تحقيقه لتوفيره أجواء من الراحة للاعبين خصوصا مع أهمية المباراة، فضلا عن أن الجميع كان على علم بصعوبة ومشقة رحلة الطيران العادية قبل السفر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة